facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حذار من صوملة الاردن


د.خليل ابوسليم
01-05-2013 08:39 PM

أعتقد أن الحديث عن العنف الدائر في بلدنا لا يمكن اختصاره بمقال في صحيفة أو مقابلة متلفزة على فضائية عابرة باحثة عن الإثارة، لكننا في الوقت نفسه لا يمكننا اغماض العين أو غض الطرف عما يدور حولنا من عنف بات يهدد كيان الدولة وركيزتها الأساسية العشيرة ورجالاتها الأوفياء على حد سواء.

إن هول الصدمة ووقعها المدوي، هو الذي دفعني لقطع فترة الصيام التي أعيشها، ودعتني للكتابة عن هذا الأمر الذي بات يقض مضجع كل أردني غيور لديه حس بالانتماء إلى موطن الأحرار الأوفياء.

لقد أضحى العنف وتداعياته يطفو على السطح كظاهرة وسمة مميزة لعشائرنا الطيبة، وُسمت بها كذلك جامعاتنا العريقة التي هي مهد العلم وحاضنة العلماء.

والملاحظ عند وقوع كل أزمة عشائرية – وهي يومية متكررة- أن تقوم الحكومة وأجهزتها المعنية بنفيها كظاهرة واعتبارها مشكلة عابرة تحدث في كل المجتمعات، دون أن نلمس حلولا واقعية لما بات خطرا داهما، مكتفية بالتصريحات المتوعدة بالويل والثبور لكل من تسول له نفسه العبث بأمن وأمان الوطن والمواطن الذي بات بعيد المنال.
اليوم وبعد عن خرجت هذه الظاهرة عن نطاق السيطرة، وأصبحت متكررة في معظم جامعاتنا الأردنية حيث لم تسلم منها جامعة واحدة، كان لا بد من وضع النقاط على الحروف لتدارك مصائب دهماء والتي إن وقعت قد تحرق الأخضر قبل الناشف، إذا ما علمنا أن البيئة من حولنا مهيأة لذلك، والأخطر من هذا وذاك أن هناك جهات خارجية – حسب ادعاءات الحكومة- بعينها تغذي تلك المظاهر وتتحين الفرصة المواتية واللحظة الحاسمة لتنقض علينا انقضاض الذئب المسعور لزعزعة استقرارنا وتهديد أمننا المجتمعي والزج بنا في أتون حرب طاحنة لا تبقي ولا تذر، لا يردعهم عن ذلك رادع من خلق أو وازع من دين.

اليوم العبء الكبير يقع على كاهل عشائرنا الطيبة بمختلف مكنوناتها ومكوناتها، تلك العشائر التي كانت حاضنة لكل العرب من شتى الأصول والمنابت، والتي بنت البلد بسواعد رجالاتها المخلصين، وعلّت من بنيانه وجعلت منه سداً منيعا في وجه الطامعين.

نقول لعشائرنا الطيبة، أنتم درع الوطن رديف قواته المسلحة الباسلة، وخط دفاعه الأخير، وأنتم حصنه الحصين وسده المنيع في وجه كل الطامعين، فلا يؤتين من قبلكم، حكموا عقولكم، وكونوا مع الوطن كما كنتم سابقا، لأن سقوطكم سقوط للوطن، وصمودكم في وجه العاديات صمود ومنعة له، وما عليكم إلا نبذ الفئة الضالة من بين ظهرانيكم، وعدم التعامل معها أو التوسط لها تحت أي ظرف ومسوغ كان، لأنكم إن فعلتم غير ذلك تكونوا قد ساهمتم بدمار الوطن.
أما العبء الأكبر فهو واقع على الدولة وأجهزتها الرسمية بكافة مستوياتها، والتي يجب عليها إعمال القانون وتنفيذ بنوده، وإعادة الحقوق إلى أصحابها، حيث المواطنون سواء أمام القانون، أما أن تبقى الأمور على هذه الحال، فاعتقد أنكم تساهمون بشكل كبير في وضع الدولة في مهب الريح، وتساعدون الغريب على النيل منا ومنكم، وسيأتي يوم- لا قدر الله- لن تجدوا فيه وطناً ولا حتى مواطناً، وسنصبح وإياكم لاجئين نتوسل الناس إلحافا.

نعم لقد حان الوقت لوضع النقاط على الحروف وتسمية الحقائق بأسمائها، والابتعاد عن قلب الحقائق ودفن الرؤوس في الرمال، فالشواهد واضحة وليست بحاجة إلى تنجيم بقدر حاجتها إلى قرار جريء يعيد الأمور إلى نصابها، مثلما يجب عليكم الضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه الاعتداء على الآخرين، أما أن نبقى نوفر ملاذات آمنة للبلطجية والزعران من خلال غض الطرف عن البعض وأحكام غير رادعة للبعض الآخر، فأعتقد حينها أن صراع البقاء يتطلب منا أن تأخذ كل عشيرة حقها بيديها، عندها نكون في طريقنا إلى صوملة البلد وظهور ميليشيات مسلحة تسرح وتمرح محققين بذلك أهداف الطامعين.

kalilabosaleem@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :