facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




من يجرؤ على دخول الجنوب؟!


ماهر ابو طير
05-05-2013 04:47 PM

على مدى سنوات تم التحذير من قطع الروابط بين الدولة والناس،ولم يسمعنا احد،لان التعامل مع الناس بفوقية بات مسيطراً،ولان ادارة العلاقة بين الدولة وهذه المناطق باتت تتم عبر الايميلات والواتس اب والداتا شو في حالات اخرى.

رفعت الدولة يدها عن الناس وتخلت عنهم،وباتت تقول اننا دولة غير رعوية،لكنها بالمقابل لم تقدم بديلا للناس عبر الحقوق المصانة قانونياً،من تعليم وعلاج وعمل،والذي يريد ان يتخلى عن الرعوية عليه ان يقدم للناس بديلا عنوانه العدالة،لا ان يدير ظهره فقط.

اشارات الغضب التي توالت من الجنوب،قديمة،والاسباب متنوعة،وقد وصلنا الى مرحلة لايجرؤ فيها اي رئيس حكومة على دخول محافظات الجنوب،لا في مهمة عمل،ولاتلبية لغداء او عشاء،ولدينا اكثر من خمس قصص لرؤساء حكومات تعرضوا فيها الى خشونة غير مسبوقة،وبما يتجاوز المعيار الاجتماعي ايضاً،بما يؤشر على فقدان الثقة.

هذا يقول الكثير وماهو فوق سوء الفهم بين محافظات الجنوب والدولة،ويأخذنا الى حالة من الطلاق الصامت والمكلف بين الطرفين.

محافظات الجنوب الاغنى في البلد، واهلها الافقر، واليوم يتم اتهامهم بقطع الطرق وابتزاز الدولة والتخريب،ويتم لسعهم بتعليقات تخفي خلفها الكراهية وسوء الاخلاق، فيما لم يعد هناك احد له خاطرعندهم،لانائب ولاوزير ولاشيخ عشيرة،فالطلاق بات ُمشّهراً.

هناك تيارات سياسية في البلد تتاجر بقصة الجنوب بطريقة مكشوفة وغبية لتلطيخ سمعة الناس،وفي حالات عبر التباكي والتذاكي على الجنوب واهله فيما المقصود «رش السكر على الموت» وشق صفوف الناس عبر تعظيم المظلومية واثارة النفوس والاحقاد.

ليس من خطر كما سقوط الحرمة التاريخية للنمطية الاجتماعية المتعلقة بالجاهات،وقد رأينا ان العطوة التي جرت بين اهل البادية الجنوبية ومعان،وهم اهل،لم تصمد الا ساعات،فيما المواجهات مع الامن والدرك تشتد ليلا،وهذا يقول انه لم يبق هناك خط احمر،لا لجاهة كريمة ولا لقانون ودولة.

مايجري غير طبيعي،فأما هناك تعمد لترك البلد يأكل بعضه البعض،واما هناك ايد داخلية غاضبة لحساباتها وتريد الانتقام وجر البلد الى فوضى عارمة،او ان هناك ايد خارجية لها حسابات في الاقليم وتستعمل ادوات محلية لدب الفوضى في البلد،كرد فعل على مد الاردن ليده الى ملفات الاخرين وحرائقهم.

سفك دم الناس في الجامعات امر غير مقبول ابداً،والتراخي في المعالجة الامنية يثير الاستغراب،وكأنه يراد ادامة الازمة،ورد الفعل الشعبي لايعبر عن اللحظة،بل يعبر عن مخزون متوارث ومكتوم من الغضب جاء توقيت خروجه من مصباحه السحري.

من هو المسؤول القادر اليوم على الذهاب الى مناطق الجنوب،لحل هذا الاشكال الخطير الذي قد يجر البلد لاقدر الله الى خراب كبير،ومن يمتلك منهم الشرعية والشعبية والقبول والجرأة والشجاعة للدخول وسط هذه المعمعة؟!.

الارجح ان لا احد يجرؤ على الخروج بسيارته الى مناطق البادية الجنوبية ومعان،لان الناس مستفزة،ولان المسؤول لايتذكرهم الا في الليلة الظلماء،فقد تم هجر هذه المناطق،ولايمكن اذكاء الغزل من طرف واحد في ليلة واحدة.

هذا ماجنته سياسات الدولة المتقلبة،والفوقية،والقائمة على ازدراء العامة والفقير والمسكين والمحتاج،والمتعطل عن العمل،والباحث عن وظيفة،وهذا حصاد مر لغياب دولة القانون والعدالة،ولعدم وجود روابط سياسية وانسانية بين اسماء كثيرة والناس في كل مكان.

تحليل مشهد الجنوب قابل لالف تفسير،من اتهام المناهج،مروراً بأجواء العنف التي تغذيها الاغنية الوطنية،وصولا الى غياب الدولة ،ووجود تصفية حسابات بين اطراف كثيرة،وماهو اهم من التفسيرات ان نجد حلا لهذا المشهد الذي يأخذ كل البلد الى حافة الانهيار،وعندها لم ينفع التلاوم.

قد تنطفئ هذه الفتنة بالقوة او برحمة الله،لكنها مؤهلة للانفجار مجدداً،في اي مكان آخر،لاننا لانعالج الاسباب جذرياً،وقصير النظر من يعتقد ان الفتنة تتبدى في الجنوب فقط،لانها قد تأخذ كل البلد معها،دون ان تستثني احداً.

يبقى السؤال....من المستفيد من هكذا اوضاع؟!.

maher@addustour.com.jo

"الدستور"





  • 1 14 05-05-2013 | 05:03 PM

    مبدع ورجل ابن رجل

  • 2 رهبوب 05-05-2013 | 05:52 PM

    ياخ ماهر ان وضع المنطقة اي منطقة الشرق الاوسط امام مخطط رهيب لتفتيت المنطقة ولايستثنى احد منها وهذا شي اكبر بكبير من ان نصلح وان نداوي مايمكن دوائه او اصلاحه ؟ ولله الامر اوله واخره..

  • 3 د كتور من جامعة الحسين بن طلال 05-05-2013 | 07:56 PM

    شكرا على مقالتك يا استاذ ماهر والخاسر في النهاية المواطن والوطن لقد كان الهدف من انشاء الجامعة في هذ المنطقة ان تكون نقطة تنوير للمجتمع المحيط وان تخرج الاجيال المتنورين بمفاهيم علمية وعملية تليق بالطالب الجامعي ولكن عندما ضعفت التربية واسئ فهمنا للحرية والديمقراطية وعندما امن العقاب لمن اساء الادب وصلنا الى ما وصلنا اليه...

  • 4 سياج المجاي 05-05-2013 | 08:07 PM

    كلام رائع وتحليل موزون اخ ماهر ..نعم ان حكوماتنا غير ناضجه الان ما لم تعود الى معالجه الاسباب

  • 5 الى الكاتب 05-05-2013 | 10:12 PM

    الحدث لم يعد المهم بل رد الفعل؟!! يعني جاي تحاسب الناس على الوايا برد الفعل ولا تحاسب صاحب الفعل ؟!!! تقول الناس تفعل كذا والناس ترد بكذا وحملة كذا والجنوب مظلوم وما بعرف شو وشو علاقة كل هذا بتبرير تكسير او حرق او اغلاق طريق!! نفس اسلوب الطبطبة كالعادة يا اخي اذا بتستفز الانسان الكلمة ليش من اساسه يتصرف غلط معناه حسب نظريتك خله يحرق ويسكر ويغلق وممنوع نجرح مشاعره لانه بصير وقتها حقد طبقي ومناطقي وبطيخي مسمر عوجاااااااا وبضلها عوجاااااااا ..

  • 6 ابن البادية 06-05-2013 | 12:43 AM

    اما آن الأوان أن نضع اليد على الجرح ونعالجه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ لماذا إغلاق العيون ووضع الرأس في التراب مثل النعام عن الحقيقة المرة ؟؟؟ لماذا ولماذا ولصالح من تبقى أسئلة كثيرة تريد الجواب؟؟؟ الفقر والجوع والحرمان ليس عيبا في ضل وجود العدالة لكن إذا غابت العداله غاب كل شيء.

  • 7 احمد محمد الحويطات 06-05-2013 | 01:43 AM

    بارك الله فيك استاذ ماهر ،،والله انك حطيت ايدك عالجرح


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :