facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الفارغون مبدئيا وفكريا


د. محمد عبيدات
24-12-2007 02:00 AM

كنت وما زلت ادّرس مادة تطوير المنتج في كلية ادارة الاعمال/ قسم التسويق /الجامعة الاردنية. هذه المادة التي تركز في احدى موضوعاتها على الابداع والابتكار وبمصادره وطرق تنميته المتعددة. وكيف أن اي منتج أو أي مؤسسة أو أي دولة تبنى على اساس تعاون ومساهمة كافة الاطراف المجتمعية و التي ينتمي بعضها للماضي المجيد والذي نعتز به رجالا وانجازات، والحاضر الذي يجب ان نقدره لحماسه وتفانيه وللمستقبل الواعد وهم الشباب الذين بجب ان نحفزهم ونؤهلهم وندربهم باعتبارهم الركيزة أو اللبنة الاساسية للمجتمع الذي نريد خلال السنوات القادمة.وبناء على ما تقدم فانني كأكاديمي وممارس( بعلم التسويق حقل سلوك المستهلك هو العلم الذي يقوم على الممارسات اولا واخيرا) أرى أن الحوار الدائر حول موضوع الديجتاليون وتعابير اخرى قرأتها مثل الصفريون قد أخرج الحوار عن مساره العلمي الصحيح بل عن المقصد الايجابي لمن كتبوا حول هذا الموضوع حيث وصل الحديث والنقاش والحوار الى أمور ليس لها علاقة بالاهداف والنوايا الطيبة لمن كتبوا حوله ولمن أظهروا مشاعرهم وعواطفهم بطريقة غريبة. ذلك أن هذا الحوار وبهذه الطريقة قد أخرجنا عن صلب الموضوع الذي ينال هذه الأيام اهتمام غالبية الناس في بلدنا العزيز.


فالعلم يقول ان البناء الفعلي يكون باشتراك الماضي المجيد والحاضر المتحفز والمتحمس والمستقبل الواعد الذي يتمثل بالشباب الذي يمكن أن يقدموا أفكاراً عظيمة يكون تعليمهم وتدريبهم قد تم بطريقة سليمة تؤهلهم لوضعها في برامج قابلة للتنفيذ من الناحية البيئية وليس الاستمرار فقط بطرح الأفكار أو الشعارات الرنانة التي تذهب مع الايام. يفرض العلم والمنطق علينا أن نعطي شبابناً فرص كافية ومدروسة للتعلم والتدريب والتأهيل لا أن يصبحوا هم معلمينا والمخططين لنا وحدهم مع أنهم لا يملكون ومهما قيل أو يقال الخبرات الفعلية الكافية والتي تؤدي الى القصور في احتساب التكاليف الفعلية لأدائهم في هذه المؤسسة أو تلك حيث نكشتف كل مرة أن من روجنا له بأنه العبقري الكبير اداريا واقتصاديا ليس هو المطلوب فعلا ولم يكن اداءه يصل للحد الادنى وانما كان وضعه بهذا الموقع أو المنصب ذاك غلطة لن نكررها مرة اخرى. إلا أننا ومع الأسف الشديد تعودنا في هذا البلد على تكرار نفس الاخطاء والتي ندفع ثمنها اقتصاديا بعد ذلك وعلى حساب مستقبل اولادنا. وأكاد لا أخفي انزعاجي ان بعض من يحللون قضايانا الاقتصادية والاجتماعية وباستخدام منابر اعلامية عديدة غالباً ما يفتقرون الى الحد الادنى من التأهيل والتدريب والمعرفة بما يقال وما لا يقال ولكنهم يستمرون بالظهور علينا وباستمرار يقولون كلاما غير موجوداً أو غير معقول و ليس له على الاطلاق أي أساس في النظريات الاجتماعية و الاقتصادية وغيرها.

خوفي على هذا البلد العزيز والذي نعتز بقيادته الهاشمية على الدوام ان يتحكم بعض الفارغين مبدئيا وفكريا في بعض شئون حياتنا.

وأخيراً، لا اعتقد أن أحداً ممن تكلموا حول ظاهرة تغّول الديجتاليون على مصيرنا لا يؤمنون بالعلم فكلهم متعلمون ومثقفون ويؤمنون بأهمية ترتيب الارقام عن الشمال والوسط والجنوب ويؤمنون بأن لكل رقم قيمته مهما كان موقعه وحسب الظروف والمستجدات كما انني لا اعتقد ان من تكلم عن الديجتالية لا يعرف قيمة الارقام ومضامينها ذلك ان من تكلموا عنها لديهم فعلا مخزونات خبراتية ومعرفية وثقافية هائلة حول كافة الموضوعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ومنها وسائل التكنولوجيا الحديثة على وجه مخصوص.

ذلك انهم يفكرون ويبدعون وهمهم الوحيد مصلحة الوطن بكل أطيافه والوانه وتياراته وكل فرد فيه يمثل لديهم رقما صعبا وليس صفرا له قيمة بهذا الاتجاه ولا قيمة له باتجاه آخر كما يدعي اولئك الفارغون مبدئيا فكريا والذي يسيرون مع اتجاه الريح والتي قد تكون شمالية احيانا أو شرقية احيانا أخرى أو غربية في أحيان كثيرة.

*الكاتب رئيس قسم التسويق في الجامعة الاردنية





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :