facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"يدعو لأندلس إن حوصرت حلب"


جهاد المنسي
12-05-2013 05:36 PM

سقطت كل الأقنعة، وتعرّت وجوه اختبأت مطولا وراء خطابات شعبوية، واستخدمت أفكارا وحدوية لتجميل ذاتها، وتسترت بالدين والحريات أحيانا لتنفيذ مخططات استعمارية.
ماذا بعد الآن؟، ماذا تبقى من ماء وجه بعض المستعربين الذي ريق؟ ماذا تبقي من كلام يسمع؟ ماذا تبقى لكم وأين ستذهبون؟، فمهما حاولتم التضليل عبر قنواتكم ووسائل إعلامكم، لن يرحمكم التاريخ ولا الحاضر، فقد بدأ عريكم يظهر للجميع.
إسرائيل تسرح وتمرح في سماء دمشق، تقصف وتضرب، والبعض يكبر ويهلل ويتشفى، وبكل سذاجة يتساءل لماذا لا ترد دمشق، وهي التي أنهكت جراء أبواب الجحيم التي فتحها عليها أعراب ومتأسلمون حتى وصل الأمر لما وصل إليه صباح الأحد الفائت.
راعني ما كتب مستعربون لا يرون دمشق إلا من بوابة حكامها، وحز في البال ترحيب أعراب بالضربة الصهيونية، وشقّ قلبي انبساط وتكبير بعضهم لرؤية طائرات إسرائيل في سماء دمشق.
نعم لم يتبقَ شيء، فقد "سقط القناع: عرب أطاعوا رومهم، وباعوا روحهم، وضاعوا"، حتى بيانات التنديد تأخرت كثيرا وعبارات الاستنكار كانت اقرب للتأييد منها للاستنكار.
ماذا تفعلون؟ وإلى أين تريدون أن يصل الأمر بنا؟ هل تريدون أن نرحب بإسرائيل وهي تدك دمشق، وحلب وحمص، وبغداد والخرطوم؟ هل تريدون أن نعتبر إسرائيل دولة صديقة تساعد في تصفية مخزون حربي لجيش عربي؟ لماذا تريدون تشتيت انتباه الجيل الناشئ عن إسرائيل العدو الحقيقي، وتدخلون الناس في اقتتال طائفي مذهبي شيعي سني لا يخدم إلا أجندتكم ويفتت الأمة.
لماذا تريدون منا أن نكون ببغاوات نكرر ما تقولونه لنا، ونحب من تحبون، ونكره من تكرهون؟ لماذا تريدون منا اعتبار العدو صديقا كما تفعلون أنتم، واعتبار الأخ وابن الدين الواحد عدوا كما تفعلون؟! إلى أين تريدون السير بنا وبالمنطقة؟ نعم لقد انكشفت الأقنعة وخرجتم من ثوب الحياء الذي كنتم به تتسترون، فبدت فضائحكم أكثر وضوحا؟! لن نكون بلهاء، ولن تمرروا مخططكم علينا فقد انكشفت الأوراق وسقط القناع، وبدت خيوط ما ترمون إليه أكثر وضوحا.
القصة ليست الدفاع عمن يحكم دمشق، ولا عن حاكم معين، وإنما دفاع عن دولة عربية وعاصمة عربية هي الأقدم في التاريخ، اعتبرناها دوما نحن الشاميين مركز إشعاعنا، ومعرفتنا ودرة مدننا، فكيف لنا أن نرضى أن تقصف دمشق، ونهلل ونطبل ونؤيد، كيف تريدون منا أن نقول نعم لمن يقصف شامنا.
ذلك ليس دفاعا عمن يقتل طفل ولا نؤيد الاستبداد والديكتاتورية، وإنما نؤيد دولة مدنية عصرية حديثة ترنو لمستقبل أفضل لا يوجد فيها من يقتل دون محاكمة، ومن يناكح دون عقد زواج، لا نريد من يتشدد في الدين، وإنما نريد من يدعو للوسطية في التعامل، ومن يؤيد حرية الفكر والمعتقد، ولا نريد من يهدم مقامات الأئمة ولا تماثيل المفكرين.
نريد أن تعم الديمقراطية كل وطننا الكبير من أطلسه إلى خليجه، وأن تفتح بوابات السجون لإخراج كل من يعبر عن راية، وأن لا يحاكم ويحبس كل من يغرد برأي، أو يقول بما يخالف قناعات الحاكم، نريد أن تعم ديمقراطيتنا كل أرجاء وطننا، وتعود خيرات وطننا العربي على أبنائه، وليس على طبقة واحدة أثرت من أموال الشعب.
يا من تريدون أن نردد ما تملوه علينا وندعو "لأندلس إن حوصرت حلبُ"، أقول لكم لن نكون كذلك وستبقى دمشق وبغداد وعمان عواصم عروبتنا، وستبقى القدس بالنسبة لنا محتلة، مهما قدمتم من مبادرات ترنو لقلب الموازين، وستبقون أنتم تائهون يعريكم الزمن، ويكشف التاريخ والحاضر زيف ما تقولونه وما تفعلونه.

jihad.mansi@alghad.jo





  • 1 حامد ولد طايع 12-05-2013 | 06:41 PM

    ابدعت


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :