facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




من أجل الوطن .. ارحموا الوطن


سامر حيدر المجالي
25-12-2007 02:00 AM

في مقاله المنشور في عمون بتاريخ 9/10/2007 تحت عنوان ( نحو ميثاق مواطنة عربي ) ، يشير سمو الأمير الحسن بن طلال إلى مجموعة من القضايا الواجب الاتفاق عليها و تفعيلها من أجل مفهوم راسخ للمواطنة ، مفهوم يفضي بالنتيجة إلى مواطن مساهم في الوطن ، تماما كالشريك الذي يمتلك حصة من الأسهم في شركة ما ، فهو شريك ماديا ومعنويا في الوطن الأكبر . مما يعزز معنى المواطنة وينقلها من مجرد أفكار وأحلام جميلة إلى واقع تتوازن فيه الحقوق والواجبات بين الأطراف جميعها .طرح تقدمي وجميل ، نبدو في حاجة ماسة إلى مناقشته والإضافة إليه في ظل " اللخبطة " المستشرية هذه الأيام ، وضياع مفهوم الوطنية والمواطنة أمام مجموعة من الأفعال وردود الأفعال التي تختصر الوطن والانتماء إليه في قطعة من الأرض أو عرق من الأعراق ، تماما كما هو تاريخ الفاشية والنازية والصهيونية والحركات الإرهابية التي تدعي انتماءها إلى الإسلام ، فئات تعض بنواجذها على صيغة واحدة وفهم ضيق لفكرة ما لتلغي ما سوا هذا الفهم و تنفس عن رغبتها الدفينة في محو الآخر ، محوا يحقق لها الاعتراف وإرضاء الأنا الجماعية التي تشعر بتفوقها ودونية ما سواها .

دائما وأبدا كان الانتماء فكرة ، يلتف حولها مجموعة من الناس فيقبلون بها ويعملون من اجلها ، وكلما كانت فكرتهم قادرة على استيعاب من هم خارج نطاقها ومحاورتهم والأخذ منهم وإعطائهم ، كانت أكثر نجاحا وأطول عمرا .

والمواطنة التي هي لب الانتماء وثمرته لم تخرج يوما عن هذا النطاق ، اللهم إلا ضمن الأمثلة الآنفة الذكر والتي كانت وبالا على أوطانها وعاملا من عوامل اندثارها وخرابها . بينما في الفكر الذي يريد أن يبني حضارة وينشيء شعبا حقيقا بالاحترام نجد أن مفهوم المواطنة يرتكز إلى المقدرة على العطاء والالتزام بالأسس العامة التي توافق الناس على قبولها والعمل بها . فلا توجد نظرة عنصرية ولا تقييم مسبق تبنى الأحكام عليهما .

مفهوم المواطنة في الإسلام مثلا قائم على الإيمان بالفكرة الأساسية للإسلام ، التي يغدو المؤمن بها أو القابل لها - حتى وان لم يؤمن بالرسالة -جزء من المجتمع له حقوق وواجبات صريحة لا تقبل النقض أو المساس ، وذلك بغض النظر عن نسبه أو تاريخه . كذلك الأمر في الدول الديمقراطية الحديثة ومفهوم الدولة الليبرالية على وجه الخصوص ، دولة المهاجرين والأعراق المختلطة حيث الغاية الأساسية هي خلق جو من الحرية الفردية يعترف فيه الجميع بالجميع ويعملون سوية بغض النظر عن شكلهم أو لونهم أو عقيدتهم ، وتتحدد بناء على هذا الاعتراف والقبول بالفكرة مدى الالتزام بالمواطنة واعتناقها .

والحالتان السابقتان تترجمان بشكل واضح مفهوم العقد ، العقد الإيماني في حالة الإسلام والعقد الاجتماعي في حالة الليبرالية ، فالأشياء واضحة ومحددة ، والانتماء مقاس بالفعل واحترام القانون لا بالقول وإطلاق الشعارات .

أما في ثقافة ( أنا أو أنت ) فالأمور مختلفة كثيرا والتوجس لا حدود له . يضيق الوطن إلى حد يصبح من الصعب على المرء أن يعيش فيه إلا بصك يؤكد انتماءه للجماعة ، تماما كما يسم الراعي إبله ليفرقها عن غيرها . المهم من أين أنت وهل تعتنق أفكاري وروحي . لا مكان للأفعال لأنها آخر ما يهم ما دام الأمر يتعلق بالأصل والفصل ، والنتيجة دائما جوع وعنت ومشقة .

في مجتمعات كهذه قد تصبح مباراة في كرة القدم محرقة لكل قيمة جميلة أو خلق قويم ، ويصبح إطلاق الاتهامات سهلا والرمي بالنقائص كانعدام الشرف والأصالة سمة متكررة ، ويكثر راكبو الأمواج ومستغلو أنصاف الفرص لتمتلئ الدنيا زعيقا وكلاما مكررا ممجوجا ، تارة يُهاجم أشخاص بعينهم وتارة يهاجم التقدم والتكنولوجيا ، وتارة أخرى تسترق الأسماع المتوجسة ما يدور في الفضاء الخارجي لتخلق منه حالة من الاستنفار الوطني والدفاع عن الكيان الذي ما مسه سوء إلا ما جره عليه هؤلاء – راكبو الأمواج – من دمار وويلات .

أما المواطنة والعمل البناء فصفر على جهة اليسار ، تمنيت أن يكون بين الكتاب والمعلقين في فضائنا الالكتروني من تناول ولو بتحليل بسيط أو مساءلة ملتزمة موضوعا هاما وخطيرا كموضوع إعادة ترسيم الحدود المائية مع المملكة العربية السعودية ، أو طرح للنقاش قضية المساعدات السنوية الأمريكية ومصارفها المتوقعة وما هو مفروض علينا أداؤه كمقابل لها ، حقوقنا المائية المهدرة ، ديمقراطيتنا ونتائجها المتوقعة في ظل نظام الصوت الواحد ، قانون المرور الظالم والذي ما زال ساريا رغم رفض مجلس النواب له ، أشياء كثيرة تمس صميم الوطن والمواطن ، لكنها مغيبة عن الصورة والحديث حولها لا يهم ، ما دام الذين يتشدقون بالوطنية يصطنعون لنا القضايا التافهة ويقسمون الناس إلى أصيل ودخيل أو وطني وخائن .

" أهم يقسمون رحمة ربك " سبحان الله .

لك الله أيها الوطن ما أوسع صدرك وما أضيق نفوسنا ، أسمعك تنادي بملء فيك : دعوا عنكم العنجهية والعنتريات فهي لا تزيد أصحابها إلا خمولا .

samhm111@hotmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :