facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الديجيتاليزم السياسي .. تيار حقيقي أم مجرد مصطلح هلامي ووهمي؟


مسَـلم الكساسبة
26-12-2007 02:00 AM

بالعربي - أي لغة العرب - فالرقم هو مفرد أو واحد الأرقام ..والنسبة له رقمي .

وفي الإنجليزي - أي لغة الإنجليز - فواحد أو مفرد أرقام هو (ديجيت) digit والنسبة له digitalوفي العربي من جديد فلم يكن مصطلح رقمي أو اللفظ المعرب منه ( ديجيتال) دارجا كمصطلح بالمفهوم المستخدم به حاليا .. ذلك أنها لفظة نشأت عن وارتبطت بتقنية بعينها هي تقنية الاتصالات في البداية ..حينما تم تطوير تقنية جديدة لنقل البيانات تتم من خلال معالجة الإشارة الطبيعية بشكلها الفيزيائي (الموجة الجيبية) وتحويلها إلى صيغة أخرى رقمية ثنائية (0، 1) ومن ثم استخدامها بهذه الصيغة الجديدة لننقل البيانات عليها وبها..باعتبارها وفقا لمبتكريها أوفر وأكفأ وأكثر سعة وجودة من الطريقة السابقة التي كان يتم بها نقل الإشارة بصيغتها القياسية الطبيعية.

وتقنيا فالمصطلح يشير كذلك لنظام عد يعرف بالثنائي أو الباينري وهو غير النظام العشري الذي ألفناه ونستخدمه لحساب الاشياء والكميات ..فهو هنا نظام عد خاص ولغة في نفس الوقت .. لكنه لغة للآلة تتمثل بحرفين أو حالتين منطقيتين هما النفي والإثبات (false,true)أو القيمة واللاقيمة وإن شئت الواحد والصفر ..وكل الحركات التي تجريها سواء في حاسبك أو سواه تترجم لهذه اللغة على شكل كلمات رقمية مكونة من هذين الحرفين أو القيمتين أو الرقمين ..حتى وإن كنت تدخلها للآلة بلغتك وتستقبلها منها بعد معالجتها أيضا بلغتك ..لكن المعالجة داخل الآلة تتم بهذه اللغة أي لغة الآلة " الديجيتال "

وهكذا فالديجيتال التقني لم يكن منبتا عن سلفه حتى وإن كان حل محله بالكامل لكنه كان تطويرا يعتمد على الشكل الفيزيائي الطبيعي للإشارة التي كانت تستخدم وتنقل بشكلها الطبيعي فأصبحت تعالج وتحول للشكل الرقمي ومن ثم يتم نقلها.

وظل المصطلح محصورا في دائرة الاختصاص بين التقنيين لا يستخدمه ولا يسمع به سواهم كمصطلح تقني صرف .. إلى أن دخلت أجهزة معينة دائرة الاستخدام التجاري وكانت ضرورات السوق تقتضي أن تصبح شعبية متداولة كأجهزة الريسيفرات وأجهزة الحواسيب وما ارتبط بها من أجهزة ملحقة ..عندها شاع لفظ ديجيتال ولم يعد مصطلحا علميا مقصورا على أهل الاختصاص بصفته تقنية لمعالجة الإشارات والمعلومات .. بل صار مصطلحا متداولا في السوق ولدى العامة ..وشاع أكثر في تلك الفترة حينما وجد مقتنوا أجهزة الساتالايت أن أجهزتهم القديمة لم تعد تستقبل القنوات التي يتابعون وعرفوا أن عليهم استبدالها بأجهزة الديجيتال ....وأظن أن هذه أول أزمة علقت بذهن الجمهور وانعكست تداعياتها على الديجيتال السياسي ..فقد علق بالذهن هنا أن الديجيتال إحلالي لا يقبل المشاركة مع ما سبقه بل إزاحته والحلول محله بالكامل .

وشيئا فشيئا أخذ هذا المصطلح التقني الصرف يروج شعبيا إلى أن أخذ بعدا وانزياحا آخر - على الأقل لدينا في الأردن وفي الشارع السياسي بالذات- ليعبر عن وصف يطلق على فئة من الساسة ربما لكونهم ظهروا في مواقع القرار مع عصر الديجيتال والحواسيب والنت ودون أن يكون بالضرورة أنهم يشكلون موجة أو حالة أو تيار له معالم محددة في الحالة السياسية الأردنية في السياسة والاقتصاد مستوحى ومستلهم من الرقمية أو (الديجيتاليزم) التقني بالوصف الذي أشرنا له سابقا.

لكن كما أسلفت فقد انطبعت في الأذهان حالة الستالايت الذي رحل وهو حي ليصبح من الضرورة استبداله بالديجيتال الذي لا يقبل تطوير السابق أو التعديل عليه بل الحلول مكانه تماما .. فظهر الديجيتال للمستخدم ولرجل الشارع بصفته بديلا جديدا ونهائيا وليس شريكا أو متعاونا مع سلفه .

و من هنا – أظن- رسخت في اللاوعي وجاءت الحساسية من الديجيتال السياسي بمضاهاته بالديجيتال التقني الذي هو إحلالي بالكامل جاء لنفي الآخر والحلول محله مع أنه يعتمد عليه كما شرحنا ذلك تقنيا .

وشخصيا كانت أول معرفتي بالديجيتال التقني قبل أن يصبح سلعة في السوق بفترة طويلة وأثناء الدراسة الاكاديمية 84م وما بعد .. فقد كانت مادة التقنيات الرقمية ومن ثم المعالجة الرقمية للإشارات هي المادة الوحيدة الجديدة تماما علينا من دون خلفية سابقة عنها بخلاف مواد الكهرباء والإلكترونيات مثلا التي مرت معنا في المدرسة في مواد العلوم والفيزياء.. إضافة إلى أن نظام العد العشري كان هو النظام الوحيد المعروف في المدرسة دون النظام الثنائي .. فكانت الرقمية بذلك كتقنية وأنظمة عد هي علم جديد بالكامل.. لذا خفنا منه في أول سماعنا به وواجهتنا معه بعض الصعوبات في البداية .

وما أذكره أن أول درس في الموضوع كان بمثابة تعريف بالأنظمة الرقمية ومن ضمنه كان المقارنة بينها وبين الأنظمة السابقة عليها .. فكان الدرس يضع كل مزايا الجودة والكفاءة والتوفير والسعة في نقل البيانات في صف التقنية الرقمية مضاهاة لها بسابقاتها ..وأنها التقنية المرشحة لتحل بالكامل محل التقنية السابقة وهو ما تم بالفعل بعد أن انتقلنا للميدان حيث لم تمض بضع سنوات حتى كانت الأنظمة العاملة قد تغيرت نهائيا وحلت محلها الأنظمة الرقمية التي بشّر بها الدرس.

أظن هذه المقاربة والمقارنة التقنية كانت ضرورية لفهم دواعي تلك الحساسية من الديجيتاليزم السياسي وذلك من خلال تجربة الديجيتال التقني الذي هو إحلالي بالكامل .. على أنني أجد إطلاق المصطلح هنا مضلل وغير منطبق أو دقيق فيما لو استخدم عوضا عنه مصطلح الليبراليزم مثلا.. إذ أنه لا يمكن الجزم بوجود فئة أو تيار له هذه المواصفات ويمتلك مزايا من الجودة والتوفير والكفاءة تجعله مؤهلا لحمل هذه الصفة كديجيتال سياسي ولأن يفرض نفسه مضاهاة له بالديجيتال التقني الذي أثبت كما رأيتم أهليته للحلول محل الجيل السابق من التقنيات والأجهزة ..بل ما هو موجود في الواقع هو شبه تيار من الليبراليزم الاقتصادي الذي يجرب ويحاول نظريات لا يمكن أن توصف بالجودة أو الرداءة إلا إذا نسبت للمجتمع الذي يراد تطبيقها فيه وشكل التنظيم السياسي والاجتماعي والثقافي الذي قد يسمح بمثل تلك النظريات وبنجاحها أو قد يجعلها تبوء بالفشل الذريع .. لأن التقنية من حيث كونها تطبيقا لعلم طبيعي فيزيائي مخبري يملك القدرة على الجزم والتأكيد فهي في هذا تختلف عن الاقتصاد والسياسة والاجتماع كعلوم فلسفية هي مزيج من العلم والفن ويعتمد صدقها ونجاحها على شبكة معطيات معقدة ومتغيرة .

وإذا كان الديجيتال التقني هو شأن محسوب ومحسوم في المختبر بحيث يستطيع من أتى به أن يدعي أنه الأفضل وهو على ثقة أكيدة مما ادعى بحيث من أول فرصة تعطى له يثبت هذا القول فإن الديجيتال السياسي بافتراض وجوده أصلا كتيار واضح المعالم وهو ما لا أراه –أقول بافتراض وجوده فإن الجزم بأنه مرشح ومؤهل تماما لذلك الإحلال بالشكل الذي تم به في الديجيتال التقني هو قول فيه مجازفة وتنقصه الدقة العلمية الضرورية لهكذا أحكام .

والخلاصة فالديجيتال التقني أقنعنا به وأجبر الجيل السابق من التقنيات على التنحي وترك الساحة له لأنه أثبت أنه الأفضل والأجود والأكفأ والأوفر ..فهل وجد أو يوجد مثل هذا الديجيتال السياسي المقنع بأنه الأكفأ والأوفر والأقدر ليقنعنا بالاصطفاف إلى جانبه وتمهيد بل إخلاء الساحة له ؟

msallamk@yahoo.com






  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :