facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




درس في التربية الوطنية .. !!


د. هاني البدري
30-05-2013 05:29 PM

يكم..!!

كتاب التربية الوطنية للصف السابع..

" قام طلبة الصف السابع من مدرسة السنابل الأساسية المختلطة بزيارة إلى محافظة عجلون، وخلال الزيارة قام الطلبة بمجموعة من السلوكيات الخاطئة .. بين أثر ونتائج كل منها:

1. عبثَ كارم وليث بأعواد الثقاب بين الأشجار.

2. تجاوزتْ سوسن لافتة داخل القلعة مكتوب عليها "ممنوع الاقتراب".

3. تركت إحدى مجموعات الطلبة بقايا طعام الفطور تحت الأشجار.

4. عبثَ حسام بحقيبة أحد الزوار الأجانب.

5. انفصلتْ رؤى عن زميلاتها داخل القلعة وأخذتْ تتجول وحدها.

6. قامَ راشد بتحريك أحد حجارة جدران القلعة.

7. وجدت لُجين قطعة معدنية أثرية أثناء التجوال في القلعة ثم أخفتها في جيبها.

8. تركَ حمزة صنبور المياه مفتوحاً في الحمام بعد استخدامه.

9. رمى أحمد كُرته من أعلى القلعة إلى الأسفل.



انتهى الدرس يا ذكي..



كم هي عميقة مناهج التربية الوطنية في الاردن، وكم نحن بحاجة لتأمل مدى صلاحية هكذا نصوص لطلبة أتاحت لهم تكنولوجيا العصر التعرض لأبعد من هكذا مفاهيم بكثير, عبر تدفق غير محدود من وسائل الإعلام والمعرفة وتكنولوجيا المعلومات.



أسأل نفسي من سيتفوق على من حين يأتي الأمر إلى البحث عن معلومة أو دراسة أو بحث من خلال مُشَغلات البحث على شبكة الإنترنت, طالب الصف السابع أم الأستاذ الذي وضع مجموعة السلوكيات المذكورة في قلعة عجلون..؟



أسأل عما يحدث داخل منزل كارم الذي لعب بأعواد الثقاب وعن مساحات الحوار المتاح في عائلة ومدرسة سوسن التي تجاوزت لافتة "الممنوع" ,وهل يتاح لها مناقشة قائمة الممنوعات اليومية، أسأل عن الحمامات المتوفرة في الأماكن العامة التي نسي فيها حمزة الصنبور مفتوحاً، وأتعجب ما الذي جعل أحمد يصطحب كرته إلى أعلى القلعة لولا أنها أصلاً "سايبة"..!



هذه هي إذن مناهجنا التي عليها أن تُعَلم النشء معاني الانتماء بعيداً عن شلالات الأغاني الوطنية التي تملأ فضاءات الصباح والمساء، وعليها أن تغرس قيم المواطنة والعمل والتكافل وخدمة المجتمع ونبذ العنف والطائفية والإقليمية, وزرع أُسس الحوار الذي يعتد بالرأي ويحترم الرأي الآخر.

هذه هي المناهج المطلوب منها أن تحدث ثورة في التعليم، وأن تُرسخ لمنظومة جديدة في التربية.



لن أدعو للإقتداء بالتجربة التركية التي نجحت في التغلب على مواطن الخلل بالعملية التربوية وبالتالي حققت نهضة تعليمية واجتماعية وثقافية واقتصادية غير مسبوقة, ولن أعرج على كوريا واليابان ونهضة التعليم الإلكتروني في الهند وإطلاق مناهج متخصصة بالحوار في ماليزيا والبرازيل ولكن أدعو للنظر بعمق من أي مكان.. في مناهج التربية الوطنية والاجتماعية للجيل الأردني القادم بقوة.



الجيل القادم بقوة هو نفسه من يتابع عن كثب على اليوتيوب أفلام الاقتتال بين النواب، ويتفاعل بقوة مع أحداث العنف في الجامعات، وهو من يشارك مع كبار القوم بإطلاق العيارات النارية في الأفراح والليالي الملاح، وهو من يحفظ عن ظهر قلب أول الدروس الخالدة في علم الحياة .. "اللي بضربك كسَّر راسه" و "هاظ اللي اجاك".!!



في تدفق الأغاني الوطنية الغزير, لا قيم مواطنة ومسؤولية مجتمعة ولا حقوق إنسان ولا قيم ديمقراطية ولا ما يحزنون.. وفي المناهج أيضاً.. تغيب كل تلك القيم غياباً قسرياً، فيغيب وعي طلبتنا وتصبح "الخاوة" وقيم الاستبداد وعلاقات الغلبة والجاه والنسب والكثرة في مواجهة الدولة المدنية الحديثة.



اللافت في أمر التربية الوطنية ومناهجها أنها منفصلة تماماً عن الواقع اللهم إلاَّ بما يضعه الخبراء من أمثلة ضحلة على شاكلة زيارة عجلون وسلوكيات الطلبة.. فأين قيمة الحوار في الجامعات وقاعات المدارس وغرف المدرسين والندوات الأكاديمية، أين قيمة العمل الذي يؤدي إلى النجاح بعيداً عن أحلام الوزرنة والواسطات.



أين أصلاً.. الاهتمام بمنهاج التربية الوطنية طالما أننا مشغولون بإجراءات مكافحة الغش, وتسريب أسئلة التوجيهي , فيما مواطنوا هونغ كونغ يعتصمون صياماً لأيام طويلة احتجاجا على المناهج الوطنية في الصين والتي تأتي على قيم هونغ كونغ في حرية التعبير وحقوق الإنسان.. يافطات الاعتصام قالت: "التربية الوطنية في المنهج تلقين ساذج".



ماذا عن منهجناّ!.





  • 1 داروين 30-05-2013 | 07:31 PM

    مناهج شعب ..

  • 2 Nietzsche 30-05-2013 | 07:33 PM

    أحسن ما يصيروا يفكروا ..

  • 3 نتالي 30-05-2013 | 07:56 PM

    رائع

  • 4 توفيق 30-05-2013 | 08:31 PM

    يجب على الجميع ان يتعلموا التربي الوطنية

  • 5 اردني حر 30-05-2013 | 09:05 PM

    صدقت يا سيد هاني
    ان اساس مشاكلنا اننا لا نحترم اي شيئ سواءا كان وطنا او انسانا او جارا او طريقا او مبنى او غابه او سائقا في سياره او مارا في طريق و الفائمة تطول. و يعتقد الشخص منا ان كل شيء خلق و سخر لاجله, وان المثل القائل "بان حريتك تنتهي عندما تبدا حرية الاخرين" يجب ان يطبق على الجميع باستثنائه.

  • 6 ابو حمزه 30-05-2013 | 09:22 PM

    مشكلتنا في التعليم ان تصحيح العمليه التعليميه لايشترك بها المعلمين وهم كثر لابل يغيب راءيهم تماما وينفرد بها عدد محدود من المختصين في المراكز العليا الذين هم بعيدين نوعا ما عن الطلبه وطبيعة تصرفاتهم وميولهم الفكريه لذالك فان التعليم ومخرجاته مشوهة وتنعكس سلبا على المواطنه الصالحه.......

  • 7 بدر زكي 31-05-2013 | 02:00 AM

    بزكرك وانت طالب ..

  • 8 حموري 31-05-2013 | 02:33 AM

    الذي تريده هو المطلوب ياسيد هاني..

  • 9 د.عبدالله خلف الرقاد 31-05-2013 | 04:20 AM

    ياصديقي بعض جامعاتنا الغت تدريس مادة التربيه الوطنيه وبعضها حاول الالغاء .... انا لاالوم مدرسين الصف السابع .. هناك اناس اكبر يقع عليهم اللوم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :