بعد مقابلات ذكية اجرتها لانا مامكغ مع وزير المالية ومدير مركز دراسات الطاقة.. تناولت موضوعات على غاية من الاهمية كالاسعار، والتضخم وزيادة الرواتب والتعامل مع الطاقة وكلفتها الهائلة، قفز التلفزيون الاردني الى مشهد لا يمكن فهم علاقته بالصباح، او بما قبله وما بعده.. او حتى بالتلوث البصري.. وذلك لرجل سمين يجلس على الارض، ولامرأة تحمل وعاء كبيراً تتناول منه بيضاً مسلوقاً وتحشي فم الرجل.. في حين يحاول سيادته ان يقول شيئاً، لا نظن انه الاحتجاج على هذا الحشو غير الانساني لشدقيه.. وذلك خلال خمس دقائق دون توقف!!.وفي تحليل للمشهد الذي لا عنوان له، يذهب المشاهد الى انه جزء من مسرحية كوميدية مصرية. فهناك في الخلفية ضحك مكتوم، لكنه في كل الاحوال مشهد مقزز لرجل يبتلع بيضاً كثيراً.. ولامرأة لا يقول وجهها شيئاً تحشو فمه دون توقف!!.

ترى من هو المسؤول في التلفزيون الذي يضع البرنامج وحشوه الذي يشبه حشو فم الرجل السمين؟؟ وما القصد من حشر خفة الدم هذه في برامج تلفزيون يتعامل بالمعلبات، ولا ينتج شيئاً فيما عدا افلام الاخبار.

وهل وصلنا في الحكومة الى قبول مؤسسة تنفق الدولة عليها الملايين ولم تستطع حتى الان تحديد ما تريده منها؟؟.

نتحرج كثيراً من نقد مؤسسة لا زبائن لها من الجمهور الاردني. ونشعر بأكثر من الحرج لفشل الحكومات في وقف تدهورها رغم التبديل والتغيير في اداراتها.. فهناك مجلس اعلى للاعلام، وهناك مجلس ادارة لمؤسسة الاذاعة والتلفزيون. وهناك مديرون كثيرون. لكن مشهد الرجل السمين الذي يمتلىء فمه بالبيض المسلوق بقي يعنون المؤسسة!!.

والسؤال هو: لماذا لا تلجأ حكومتنا الى ما لجأت اليه الحكومة اللبنانية حين اوقفت تلفزيونها لمدة ستة اشهر، اعادت خلالها ترتيب اوضاعه، وتدريب كوادره، ووضع موازنة جديدة له. فالظاهر ان العمل اليومي غير المجدي هو الذي يمنع وقف التدهور!!.

نخسر مؤسساتنا التي كانت يوما ما ناجحة. ولا نشعر أننا نخسر. ولنتذكر ان مديري الاذاعة كانوا في مستوى عبدالمنعم الرفاعي، ووصفي التل، وصلاح أبو زيد، وعبدالحميد شرف!!.