facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




معان وهيبة الدولة


لميس اندوني
04-06-2013 04:02 AM

من اللافت للنظر في نقاش أحداث معان مفاهيم معينة؛ أبرزها أهمية إعادة فرض هيبة الدولة، وأن الانتقال من نظام اقتصادي ريعي إلى الاقتصاد الإنتاجي أدى إلى تهميش فئات واسعة من الأردنيين كانوا يعتمدون على القطاع العام لتأمين معيشتهم.

هناك إشكالية في مثل هذه التحليلات؛ أولاً أن مفهوم هيبة الدولة يعني عادة اللجوء إلى/ وتبرير الحلول الأمنية القمعية على حساب هيبة المواطن وكرامته. ثانياً؛ لم تكن هناك عملية انتقال من المرحلة " الريعية" إلى النظام الإنتاجي، لا في عام 1989، عندما بدأت اللبرلة تمهيدا "لبرنامج التحول الاقتصادي"، ولا في الحاضر.

يتم تمرير هذه المقولات، بحسن أو سوء نية، تجنباً لاستحقاقات سياسية اقتصادية، تؤسس لدولة المشاركة والرقابة والمساءلة، وسيادة القانون، وأسس العدالة الاجتماعية ولو في الحد الأدنى، أي دولة المواطنة والحقوق.

لذا نرى تخبطا يراوح بين السماح بالفلتان الأمني وحمل السلاح إلى تقييد الحريات وتجريم المعارضة السياسية، بل واستعمال حالات الفوضى، لتوسيع الحلول الأمنية إلى درجة يحق لنا الشك بأنها كلها خطوات تمهيدية لفرض حالة طوارئ، ليس بالضرورة معلنة، لتمرير إجراءات رفع الأسعار، وأي التزامات إقليمية يتم فرضها على الأردن سواء تجاه سورية والتسوية السياسية للصراع العربي- الإسرائيلي.

أما مقولة ان جوهر الأزمة من جراء عملية انتقال اقتصادي، من نظام "اتكالي إلى "انتاجي" فهذه مغالطة كبرى على أقل تقدير؛ نعم تم انتقال بداية عام 1989، من نظام يعتمد الترضية بالوظائف، "والرعاية الأبوية" التي تضمن الولاء من خلال الأعطيات والمكارم إلى لبرلة غير منضبطة، ترافقها عمليات خصخصة تفتقر إلى معايير النزاهة والسيادة لمقدرات الوطن، أدت في النهاية إلى نشوء فروقات اجتماعية وطبقية واسعة، تحولت إلى غضب شعبي خاصة عندما أفاق الأردنيون على أن الأغلبية ستدفع ثمن أخطاء مرحلة كاملة من الاستهتار والخديعة.

انتفضت معان في نيسان 1989 لأنها أحست أن الدولة تخلت عنها، نتيجة انخفاض قيمة الدينار ورفع الدعم عن المحروقات، لأن أغلب سكانها هم من موظفي الدولة:أجهزة الأمن والجيش، أي من ذوي الرواتب المحدودة التي تضررت بشكل صادم ومباشر وأحست بخطر فقدانها أمانها واستقرارها.
كان الحل حينها بالعودة إلى الحياة البرلمانية أي باعتماد المشاركة الشعبية والتمثيل، لتحمل أعباء الخسارة الاقتصادية؛ وكانت هناك فرصة بتأسيس التعددية وبناء اقتصاد إنتاجي وتوزيع دخل عادل للحفاظ على توازن اجتماعي وسياسي.

لكننا دخلنا في برنامج تحول اقتصادي يتطلب انسحاباً للدولة من الرعاية الاجتماعية والسياسية للمجتمع؛ فإنهاء المكارم والعطايا يتطلب الاعتراف بالحقوق الاقتصادية للمواطن، من ضمان فرص العمل والتوظيف والتعليم والصحة، لا انسحابا للدولة وتغييبا للحقوق.

ما تم عندنا هو تعميق التشويه للبنية الاجتماعية، من جراء تطبيق جوانب من "الرأسمالية المتوحشة"، مع استمرار سياسة ثقافة العطايا والمكارم، ليس فقط لضمان الولاء لكن عملياً كترضية تشغل الناس عن حقيقة ما يحدث من تغييب الرقابة الشعبية، لعملية الانقلاب التدريجي على الحريات والتمثيل، ولإبعاد الأنظار عن نشوء مركز أمني سياسي اقتصادي، إقصائي في طبيعته ونفوذه.

ما يحدث في معان يثير أسئلة إذا كانت حالة الفلتان من سماح بالتهريب واقتناء أسلحة والتسلح، تندرج تحت عنوان خلق حالة فوضى "مدارة"، للتلهية عن الأزمة الاقتصادية السياسية، ولمنع نشوء تيارات سياسية فعالة؟ فخلق حالات فلتان امني هو تكتيك متبع من الدول الكبرى لتبرير التدخلات العسكرية وفي داخل الدول صغيرة وكبيرة لتبرير الحلول الأمنية.

غياب الرؤية التنموية لم يكن صدفة، فاللبرلة "غير المنضبطة"، كما تطبق خاصة في الدول "النامية" تعتمد على فتح الأسواق والنمو، بدلا من التنمية، لتعميق تبعية هذه الدول اقتصادياً وسياسياً للغرب، فما بك إذا كانت من دون رقيب وحسيب؟

فما أن تقلصت ميزانية الدولة بسبب العجز والمديونية، تقلصت المكارم والأعطيات،من دون أن تحل مكانها حقوق، لا مفهوما ولا ممارسة، فاختلطت المفاهيم، فالإنسان المهمش يريد فرصة في العيش والمستقبل فلا تلوموه إذا تمسك بالمكارم، أما الانتهازي المستفيد فيرى فرصه في نظام العطايا والرعايا تضيع، فالنظام لم يؤسس لقيم بديلة.

لكن من الظلم تلخيص غضب الناس بأنه نابع من ثقافة "اتكالية"، خاصة في غياب حماية للحقوق و لشبكة أمان اجتماعي، كل ما يعرفه المسحوق خوفه أن يطحن تحت عجلات الغلاء المستمر في وضع غير مستقر.

وجد أبناء معان أنفسهم ليسوا فقط مهمشين ومعزولين، ولا غرابة في انتشار التيارات السلفية في المدينة، بل يعاملون بلغة التخويف والحصار كأنهم خطر أمني دائم، وكأن تم قذفهم خارج الوطن مكانياً ونفسانياً، إلى أن صورت معان على أنها "مشكلة أمنية"، تتطلب فرض "هيبة الدولة، فيما قد يكون اختبارا مصغرا، لمرحلة بدأت من تكميم الأفواه بحجب المواقع، وقمع احتجاجات ضد ضيق اقتصادي مقبل.
(العرب اليوم)





  • 1 انوار 04-06-2013 | 02:20 PM

    معان أول الجنوب؟

  • 2 ال خطاب معان 04-06-2013 | 02:30 PM

    تحيه لك الاخت لميس المحترمه ... نعم الحقيقه ماذا يردون ابناء معان .... ابناء معان يشعرون انهم فيوجد أبناء معان أنفسهم ليسوا فقط مهمشين ومعزولين، ولا غرابة في انتشار التيارات السلفية في المدينة، بل يعاملون بلغة التخويف والحصار كأنهم خطر أمني دائم، وكأن تم قذفهم خارج الوطن مكانياً ونفسانياً، إلى أن صورت معان على أنها "مشكلة أمنية"، تتطلب فرض "هيبة الدولة، فيما قد يكون اختبارا مصغرا، لمرحلة بدأت من تكميم الأفواه بحجب المواقع، وقمع احتجاجات ضد ضيق اقتصادي مقبل. شكرا لك اختي

  • 3 نواف ابو دلبوح/المفرق/جامعة آل البيت 04-06-2013 | 04:15 PM

    لهيبة الدولة شروط أهمها..العدل،المساواه،الإخلاص،نزاهةالمسؤولين وشعورهم بالمسؤولية تجاه مواطنيهم،مخطيء من يضن أن الحل ألأمني يعيد الهيبة للدولة،نحن لا نقلل من أهمية الامن،لكنه آخر شروط الهيبة لاأهمها بالنسبة لنا نحن ألأردنيون،فكلما كان هناك تركيز على الحل ألامني من قبل الدولة،كلما ازددنا غضبا ونزقا وتحديا،وبالتالي القضاء على ماتبقّى من هيبة.

  • 4 عقايله 04-06-2013 | 05:15 PM

    للاسف هيبة الدوله ماعرفوا يفرضوها على العرقين والسورين لما اعتدوا على الاردنين وعلى الدرك في الزعتري هيبة الدوله على معان وبس حسبي الله

  • 5 اردني 04-06-2013 | 06:27 PM

    الست الفاضلة لميس، لقد لامست الحقيقة والواقع بشكل علمي، ولكن معظم تحليلك اتجه لالقاء اللوم على الدولة ..... واختزلت مقالك بالدفاع عن الحقوق وعدم التهيئة لها، متناسية كليا انه في كل الاعراف اولا قم بواجبك لتحصل على حقوقك، فالدول لا تؤمن الحقوق لمواطنيها وتتناسى واجباتهم. وكما تفضلت لقد كانت مؤسسات الدولة خاصة الجيش والاجهزة الامنية الملاذ الامن لكثير من الاسر الاردنية في مختلف المحافظات، السؤال المهم لماذا الجيش وباقي المؤسسات لم يعودوا يستقطبوا ابناء المحافظات، هل هي اتفاقية ....؟؟

  • 6 جنوبي 04-06-2013 | 06:57 PM

    ست لميس اتمنى ان تسكني في معان شهرا واحدا.......انا متأكد بعد انتهاء الشهر ستكتبي تحليلا آخر لمعان مناهضا لتحليلكي اعلاه .

  • 7 معاني مغترب 05-06-2013 | 12:46 AM

    أختي جانبت الصواب تماما. أنا شخصيا شاركت في أحداث ٨٩ لما كنت طالب توجيهي، الموضوع لا اقتصاد ولا سياسة ولا بسبب المكارم التي تنتقدينها - جامعة معان مكرمة لا نستحقها- وشفتي القتل فيها. الموضوع أن البعض وليس الكل في معان ظن أنه خارج المحاسبة. أي شعب في العالم يحرق مديرية الترية والتعليم وسيارة الإسعاف؟ أختي الناس في ليننغراد أكلوا لحوم بعضهم حتى لا يسقط الوطن. الموضوع أن هناك مجرمون يستحقوقن المعاقبة لأنهم يسسوون للمعانية الشرفاء. بعدين كلامك فيه تبربر مبطن للأجرام. وهذا يخدم المجرمين فقط

  • 8 مراقب لغوي 05-06-2013 | 01:00 AM

    مش عارفين غير هالجملة " تكميم الأفواه" شوفولكو جملة ثانية، او أن الصحفيين عدموا البلاغة. والله يا ستي كل مقالك بس عشان تهاجمي الدولة والدليل خاتمة المقال . معان معان معان معان . وبعدين " تكميم الأفواه في النهاية" كلكم الآن صرتم عشاق للمعانيين. ..

  • 9 عمر الفناطسة المعاني 05-06-2013 | 06:45 AM

    شكرا لك اختي الفاضلة على هذا التحليل وكأنك عشت بيننا في معان . واسمحي لي ان اخالفك بجزئية بسيطة وهي ان معان تعتبر الأقل نسبة بين محافظات الجنوب ممن اتيح لأبنائها العمل في القطاع العام يعني حرمت من الوظائف ولم يشفع لها فقرها وشح امكانياتها . واشكرك جدا على باقي ما تفضلت به في مقالك الموضوعي .
    والى صاحب التعليق رقم 7 الذي يدعي انه معاني مغترب خسيت ان تكون معاني لأنك بهذا الاسم المستعار تطوف على جميع المقالات لتسيء لأهل معان حتى لو كان المقال يتحدث عن حالة الطقس في الصومال !! اتقي الله يار جل .

  • 10 معاني مو مغترب الى الكاتبة لميس والى تعليق 7 05-06-2013 | 07:12 PM

    اتقي الله يا تعليق رقم 7 يامن تدعي انك معاني مغترب ومعان منك براء . فأنت بهذا الاسم المستعار تطوف على كافة الاخبار والتعليقات وتبث سمومك على معان واهلها واعلم ان لديك رقيب عتيد يسجلان ما تلفظ به من قول . اما انت ايتها الكاتبة الفاضلة فإنني احترم جميع ما ورد في مقالتك لكنني اود ان انوه الى اصحح مفهومك حول ان غالبية ابناء معان يعملون في القطاع العام ( الله يسمع منك ) هذا القطاع عزيزتي محرم علينا ولدينا شهادات اهترأت من تقديمها هنا وهناك دون فائدة ولا يوجد لدينا مؤسسات توظفنا ولا مال نستثمره !!!!!


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :