يوم الخميس الماضي دعاني مشكوراً الصديق الدكتور يوسف النعيمات أمين عام المجلس الصحي العالي لحضور ورشة عمل مهمة و واعدة لعرض و مناقشة التقرير الفني الرابع للحسابات الصحية الوطنية لعامي 2010 و 2011 بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية و بحضور واسع و مميز شمل أصحاب خبرة كبيرة في القطاعيين الصحيين العام و الخاص و النقابات الصحية الأردنية و جمعية المستشفيات الخاصة .

ما فهمته أن وزير الصحة الدكتور مجلي محيلان كان من المفروض أن يفتتح هذه الورشة المهمة و الواعدة و أن التلفزيون الأردني سيغطي الحدث أيضاً , و كما يبدو لسبب أو لآخر شُغل معاليه عن القيام بالإفتتاح فناب عنه الدكتور أحمد قططيات مدير عام المستشفيات الحكومية .. و كل ذلك أخر الإفتتاح لفترة وجيزة من الوقت ... و عندما سأل أحدهم أين التلفزيون الأردني .. رد آخر و بصوت عال .. : التلفزيون الأردني ( يلحق ) الوزير , أي أنه يدير ظهره لأية مناسبات لا يفتتحها الوزراء و مهما كانت مهمة و جادة كهذه المناسبة الكبيرة .

ما علينا ...

على مدار خدمتي الطويلة كصحفي أعتبر هذه الورشة من المهمات الصحفية المميزة و الرائدة , فهناك أرقام تتكلم عن أمور كبيرة و كثيرة و استراتيجية أيضاً في مجال الإنفاق الصحي الأردني و التي تقترب معدلاته من الدول المتقدمة .

لقد اعتبر أكثر من متحدث أن الحسابات الصحية في أي بلد أداة مهمة لرسم السياسات الصحية الحالية و المستقبلية إضافة الى مساعدتها في تطوير النظام الصحي بشكل عام و تحسين المخرجات الصحية الرئيسية مجمعين بأن الأردن أصبح في طليعة البلدان العربية في هذا المجال , من خلال إصداره تقريراً سنوياً و من فريق وطني للحسابات الصحية يعمل تحت مظلة المجلس الصحي العالي .

لقد كشفت الحسابات الصحية الأردنية بأن الصرف على الصحة يأتي بالمرتبة الثانية بعد الصرف على التعليم حيث جرى الإنفاق على الخدمات الصحية الأردنية مليار و 581 مليون دينار في عامي 2010 و 2011 في حين كان الإنفاق على الصحة في عام 2001 ( 598 ) مليون دينار و قد زاد حجم الإنفاق الصحي خلال الأعوام العشرة بنسبة 164% كما بلغت حصة الفرد من الإنفاق على الرعاية الصحية 253 دينار في عام 2011 مقارنة ب 115 دينار عام 2001 , كما بلغ حجم الإنفاق الدوائي حوالي 427 مليون دينار في عام 2011 و أنفق القطاع الخاص ما نسبته 55% من هذا الحجم ..!!

ما يجب أن يشار اليه أنه طُرحت خلال الورشة العديد من الأسئلة الجريئة و التي تحتاج الى إجابات جريئة أيضاً منها : ما جدوى و فعالية و عدالة التأمينات الصحية الأردنية في القطاعيين العام و الخاص , و هل تشمل جميع الناس .. ؟! , إضافة الى أسئلة أخرى قد تكون مُحرجة حول هدر الدواء الأردني .. , كما جرى تساؤل : هل هناك توجه حكومي لتسمين القطاع الصحي و التعليمي الخاص على حساب القطاع الصحي و التعليمي العام و أسئلة أخرى أكثر من ساخنة تحتاج الى إجابات عاجلة و سريعة و صريحة أيضاً ..!!

Odeha_odeha@yahoo.com