facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حال العرب جوع .. وترف .. فقر وتخلف !!!


د.عبداللطيف الرعود
31-12-2007 02:00 AM

** أناس تموت شبع وترف ...وأناس تموت جوع وألم !! الأردن مــثال ! الفقر في تعريفه الشمولي فإنه لا يعني الفقر المادي بقلة المداخيل المادية للفرد وكما يفهمه الكثير من الناس بل إن الفقر يخترق النفس البشرية ويصل إلى أبعد نقطة فيحطمها ، فبالإضافة إلى الفقر المادي هناك الفقر العاطفي والفكري والسياسي والاقتصادي والأمن الاجتماعي والحرمان من المسكن والملبس والتعليم ...،..

والفقر أيضاً لا يقتصر على الفرد بل يتعداه إلى المجتمع والدولة والمؤسسات العلمية ومؤسسات البنى التحتية والمؤسسات الدستورية ....
كما أن من أهم التحديات التي واجهت البشرية على مدى العصور هو الجهل والمرض وهما سبب التخلف والشقاء البشري ، ويشكل الفقر الظاهرة الأخطر والهاجس الأكبر للبشرية وبالرغم من التطور العلمي وكل برامج الخطط الاقتصادية محليا ودوليا فقد أشار رئيس البنك الدولي أن من بين 6 مليارات يعيش 2.8 مليار إنسان يعيشون بأقل من دولارين باليوم ويوجد 2.1 مليار من البشر يعيشون بأقل من دولار لليوم ، وتتركز هذه الظاهرة في العالم الثالث ويشكل المسلمون والعرب السواد الأعظم منها مستثنين من ذلك دول الخليج النفطية .

لماذا نحن متخلفين ؟!!
خطيئة وأد الحضارة ، لقد ركلنا منذ ذلك الزمن الحضارة والثقافة ، العالم العربي مكان يحتضن الحضارة والثقافة ولكن بشهواته ونزواته أقبرها وأهال عليها التراب!
عندها أصيب بداء الكسل والخضوع والخنوع ورضي بالمهانة ووقف متفرج على سباق الماراثون العلمي والثقافي ، قال تعالى " وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى?39? وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى?40? " سورة النجم .
هل هذه الأمة توقفت عن الإنجاب واكتفت بما قدمه الفارابي والكندي وابن سينا وابن حيان ، فيما استمر الغرب بالإنجاب فغاب من العرب من يكون في موازاة ديكارت وهيجل وسبينوزا ونيوتن وغاليليو وإنشتاين وماركس ..... و قائمة لا تنتهي ..

هناك تساؤلات كثيرة حول موقع العرب والمسلمين من خريطة الاكتشافات العلمية والنهضة التكنولوجية العالمية ، وهل تحدد مصيرهم بالاستيراد والاستهلاك فحسب أم التعجب والانبهار بما يدور حولهم ؟!!
لقد شاهد المواطن العربي أهم عشر اختراعات هي الطائرة والمدرعة وصاروخ الوقود وتفجير القنبلة الذرية والإنسان الآلي والكهرباء وشعاع الليزر والخلية الشمسية التي تحول الضوء إلى كهرباء والكمبيوتر والقمر الصناعي والهاتف والإنترنت .... و قائمة لا تنتهي ..

وتلتها بطفرة في أنواع التكنولوجيا الحيوية والتكنولوجيا الصناعية والعسكرية و علم الجينات و الخلايا الجذعية فبينما نحن نأكل ونلبس ونشرب ونركب السيارات فننبهر من شتى الاختراعات ، فمثلاً قدرة اليابان لإنتاج وتطوير11 مليون سيارة في العالم الواحد يدر عليها دخلا قد123 بليون دولار يستورد العرب منها نصف مليون سيارة بقيمة 13.5 بليون دولار ...ومثل ذلك أوروبا والولايات المتحدة تصنع ونحن نشتري ونستهلك..... ولكن هذا الانبهار والتعجب العربي قد أثمر عن أفكار دخل من خلالها العرب موسوعة غينيس العالمية ، فاليوم نسمع عن المخترع السوري الذي حطم ثلاثة أرقام قياسية في العالم ونال جائزة غينيس لأكبر سيــخ كباب بطول 12 متر!! ، وأكبر قرص كبة قطره 2 متر!! ، وأكبر جاط فتوش بوزن 5,3 طن !! ، وفي المغرب أكبر قدر طاجن !! والجزائر أكبر طبق كسكسي !! وفي دبي أكبر بوفيه طعام في العالم !! وفي مصر تم صنع أكبر جرة فول في العالم !! وفي الأردن أصناف من اللحوم تصرف على صنع المناسف للمناسبات والأعراس !! وهكذا أصبحنا نضيع وقتنا في هذه الأمور والعالم يكتشف و يخترع و ينجز في ماراثون علمي و سباق الوصول للفضاء ....

ويتم استخدام الطعام في الاحتفالات العالمية ولكن عكس ما يفعله العرب فعندما أقلعت اكبر طائرة تجارية في العالم 380 A من سنغافورة إلى سدني وتتسع هذه الطائرة العملاقة اكبر طائرة تجارية في العالم لأكثر من 850 مسافر ولها طابقين وكان على متنها 450 مسافر عندما قامت برحلتها الأولى ،قال قبطان الطائرة
" روبرت تينغ " وسط تصفيق المسافرين " يسرنا استقبالكم على متن رحلتنا الأولى وقد تم تكليف طباخان لخدمتكم على متن الطائرة لتقديم أطباق الكافيار والبط وغيرها .. " إذ أن هذه المناسبة تليق بهذا الحدث التاريخي الهام .

المجتمع العربي مهتم بسمنة الأبدان بينما المثقف والفيلسوف يجأر بمجاعة الأذهان ، نافيين مقولة
" الإنسان لا يعيش بالخبز وحده " بل " الإنسان يعيش بالخبز وحده " والجنس وحده بل بالإثنان معاً ، وكأن الحياة لم تخلق إلا لأجلها !!
نحن نصب جام غضبنا على الاستعمار بل إن من الأولى أن نكثر من " الاستغفار " على خطايا ترفنا وتخلفنا الذي يلزم العيش فيه " طوطم غباء " وضرباً بالعصا .... أي أن التقدم للأمام ولو خطوة واحدة يلزم الضرب كيلا من العصا ، ويتم بالقفز كقفز حيوان الكنغر يخبئ حقائقه ووعيه في داخله ويتقافز بها من خشية الإمساك بها !! ويعيش المثقف العربي في دوامه إنشائية خطابية يطلق عليها " مشاريع " فكرية ونظريات سياسية ولا تعدوا أن تكون هرقطة شمطاء لا معنى لها ... مؤتمرات سياسية ، اقتصادية ، اجتماعية ، ثقافية ،
تبادل تجاري وخبرات وتوجيهات لا تتعدى في معظمها حبرا على ورق ... المعاناة تزداد و تتفاقم !!

وحسب أحمد جويلي أمين عام مجلس الوحدة الاقتصادية العربية " الدول العربية تستورد 92% من احتياجاتها لقلة السلع والصناعات المنتجة بداخلها " و على الرغم من ثروات العرب النفطية فإن الناتج القومي الإجمالي للدول العربية مجتمعة لا يساوي الناتج الإجمالي لإيطاليا او إسبانيا ، هذا و يقدر عدد سكان اسبانيا ب 50 مليون نسمة و تقدر عائداتها" بتريليون وسبعين مليار دولار" في عام 2005 .

وبالنظر إلى منتجات العالم العربي من المواد الغذائية التي لا تغطي سوى 20 % من احتياجاته ، و ورد في تقرير الاتحاد العام لرجال الأعمال العرب "أن حجم الواردات من المواد الغذائية بلغ 20 مليار دولار سنويا" .
وعن التسلح فإن نفقات تسلح دول الخليج وحدها يتراوح ما بين 10-20 مليار دولار سنويا ، و يؤدي هذا طبعا الى تشغيل عمال مصانع تلك الدول المصنعة و زيادة دخلها بينما هنالك دول عربية معدمة شحيحة الموارد و مقارنةً بتلك الدول التي تسخر مواردها للترف و اللهو ، و هناك خلل في تمركز ثروة العرب كما قيل ، إذ تتمركز هذه الثروة ( النفط ) في البلدان القليلة السكان بينما مراكز ثقل السكان قليلة الموارد فأصبحت الثروة في جانب و ثقل الشعب العربي في عمقه الثقافي و الحضاري في جانب آخر و باتت العمالة الأجنبية و خاصة الآسيوية تشكل ما نسبته 80 إلى 90 % من السكان في معظم دول الخليج و يشكل خلل ديموغرافي خطير !!!
" أناس تموت شبع و ترف و أناس تموت جوع و ألم ! "

طبقات الترف و البذخ تحتكر الثروات و الأموال و المناصب السياسية و الإدارية و الاقتصادية و الرأسمالية و تورث الأبناء ثم الأحفاد ، فبالإضافة لسيطرة هذه النخب على هذه الثروات و رأس المال في الداخل تستثمر هذه الطبقات في الخارج و ما يرافقها من ترف و بذخ ، فعلى سبيل المثال هناك إقبال شديد من الأثرياء العرب على مشروع " وان هايد بارك " في لندن فقد بيع أكثر من نصف الوحدات السكنية المطلة على حديقة هايد بارك لمسئولين وساسة عرب و قد دفع أحدهم نحو 200 مليون دولار ثمناً لوحدة سكنية واحدة .

و في سويسرا تتركز ثروة 7 أثرياء عرب مقيمين تتراوح ثرواتهم ما بين 14 – 18 مليار دولار حسب مجلة بيلان المالية السويسرية ، و تتكدس أموال الأثرياء العرب في كل من أوروبا و الولايات المتحدة الأمريكية ، هذا على مستوى الثراء الشخصي ، أما الثراء الرسمي في الاستثمارات العربية في الدول الغربية لا حصر لها بينما تعاني الدول العربية الفقيرة من شح هذه الاستثمارات و يبدو أن هذه الاستثمارات قد اصطدمت بعوائق الفيزا و نقاط التفتيش على الحدود في الوقت الذي شاهد فيه المواطن العربي مؤخراً 400 مليون أوروبي يتنقلون داخل أوروبا دون فيزا أو جواز سفر .

أما عن الثراء في الأردن ، ففي تقرير لل بي بي سي لعام 2005 مفاده ان الثروة تتركز في طبقة تشكل أقل من 10% من السكان إذ يمتلكون 90% من الثروة النقدية و هم الذين يمتلكون الفلل و القصور الفخمة في أرقى مناطق عمان الغربية ، و في تقرير آخر حدد الأثرياء في الأردن ب" 12 ملياردير" و "100 مليونير" و في رأيي هذا الرقم متواضع خاصة فئة أصحاب الملايين إذا اعتبرنا أن المشمولين في الدراسة مثلوا كل شرائح الأثرياء من تجار الغذاء و الدواء و المال و العقار وأصحاب المشاريع و المصانع و الجامعات و غير ذلك أي أن العدد يصب في" خانة الألوف "، إن هناك شراكة في الثراء بين أثرياء الأردن و أثرياء العراق في الأردن و أن هنالك مشاريع مشتركة لهؤلاء الأثرياء إذا علمنا أن عدد العراقيين في الأردن يقارب المليون يتمركزون في عمان و قد تسببت قدرة العراقيين الشرائية برفع أسعار العقارات و الشقق إلى ما يزيد عن 90% من أسعارها و قد تسببت أعدادهم الهائلة إلى ضغط كبير على مرافق البلد و بناه التحتية و الضغط على السلع المختلفة و تسبب ذلك بارتفاع أسعار معظم المواد ، و التي بدأت بالارتفاع بشكل كبير و حسب تقرير مجلة " إيكونومست " البريطانية حزيران 2007 ان من بين 14 دولة عربية احتلت العاصمة الأردنية عمان المركز الأول كأغلى عاصمة عربية و جاء ترتيبها 70 عالمياً و من المتوقع أن تحافظ على مرتبتها كأغلى عاصمة عربية و تتقدم مرتبتها عالمياً بعد موجة الغلاء المستعرة حالياً و جاءت دبي في المرتبة الثانية عربياً و 71 عالمياً .
و تشكل جيوب الفقر في الأردن 20 جيباً حسب وزارة التخطيط لعام 2004 ، و هي كالآتي
محافظة المفرق 73 % الرويشد
العقبة 53% وادي عربة
الزرقاء 52% الضليل
معان 46% الحسينية الخ...............
و حسب المصدر نفسه فإن ما نسبته 14% من المواطنين " 770 " ألفاً يعيشون تحت خط الفقر في الأردن و بارتفاع الأسعار ستزيد هذه الأرقام حتماً إذ وصلت هذه النسبة في بعض المحافظات إلى ما يقارب 30% و أن متوسط خط الفقر قد قفز من 392 دينار عام 1992 إلى 504 دينار في نهاية عام 2005 بينما بقي الحد الأدنى للأجور و البالغ 95 دينار على حاله و إذا ما قورن هذا الدخل مع الأجر السائد في بلدان الهند و مصر و سيريلانكا و بنغلادش فإن الدخل في الأردن رغم أنه أعلى غير كاف لمواجهة غلاء المعيشة و ارتفاع الأسعار .

سلع إستراتيجية :
تعد ظاهرة الأسواق الشعبية أبرز سمات الحياة الاجتماعية و تخص أصحاب الدخل المحدود و الفقراء و أصبح لها مسميات كسوق الجمعة و السبت و أسواق على مدى الأسبوع كسقف السيل و سوق اليمنية بالإضافة إلى المحلات الأخرى لبيع الألبسة و الأحذية الأوروبية " البالات " و تشهد هذه الأسواق انتعاشاً ملموساً رغم ارتفاع الأسعار الذي طرأ مؤخراً مع سعر صرف اليورو ، و تعد هذه المواد المستعملة سلعة إستراتيجية هامة في حياة السواد الأعظم من الشعب الأردني إذ تعد مؤشراً على التراجع الاقتصادي و تدني متوسط دخل الفرد و هناك سلعة لا تقل أهمية عن الألبسة المستعملة " البالات " و هي المطاعم الشعبية التي تبيع " الحمص و الفول " رغم الارتفاع في الأسعار أيضاً إلا أنه يعتبر وجبة الفقير اليومية له و لأسرته ، و في المقابل يتمتع الأثرياء في وجبات مطاعم فنادق ال 5 نجوم و المطاعم الأمريكية و الأوروبية و يتسوقون من أرقى المولات مثل كارفور و مكة مول و السي تاون و السيفوي و غيرها و للمتمعن في أحوال هذه الأمة تصدق مقولة
" أناس تموت شبع و ترف !! و أناس تموت جوع و ألم "





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :