facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الربيع المزعوم


إياد الوقفي
12-06-2013 02:52 PM

الربيع العربي، مصطلح اطلقته دوائر صنع القرار في الغرب، وهو احدث تقليعة توصلت اليها هذه الدوائر، بعد افشال جميع مخططاتها العبثية في ما يخص مشروعيها "العتيقين"، الشرق الاوسط الكبير تارة والجديد تارة اخرى، وتعاملت مع المنطقة على انها حقل تجارب لتحقيق اهداف ثلاثة: اولها يتمثل بالاجهاز على قوة الدول العربية ومكانتها وانهاكها، وثانيها حماية امن اسرائيل وضمان تفوقها على جميع الاصعدة لتبقى الدولة الاقوى بلا منافس، في منطقة طاولتها اعاصير هذا الربيع المصطنع، وثالثها ايصال فصيل سياسي بعينه الى سدة الحكم بناء على تفاهمات مسبقة ومعطيات شكلت قناعات راسخة لدى صاحب «القرار الدولي» بضرورة التواصل مع هذا الفصيل والالتقاء معه عند اهداف وغايات بعينها.

مظاهر هذا «الربيع» امتدت في المنطقة وباتت تترجم على شكل تفجيرات واحداث دامية وعمليات اقتتال بين ابناء الوطن الواحد تحت وهم اشاعة الحرية والديمقراطية وشماعة حقوق الانسان التي انتهكها هذا الربيع بلا رحمة اضف الى ذلك التلاعب بمقدرات الاوطان، بعد ان هبت عليها «نسائم» هذا الربيع، واختلطت معه الاوراق الى درجة تعذر معها التفريق بين الصالح والطالح.

ربيع العرب الذي لا يوجد في ثنايا قاموسه سوى «القتل والتدمير» كان لا بد من ان يبحث عن اسباب وجيهة لاستمرار فصول هذه المسرحية البغيضة فتارة تحت شماعة الطائفية وتارة المذهبية وذرائع مختلفة لتبقى الفوضى متصدرة المشهد العربي وتتحول الانظار عن قضية العرب الاولى التي بدأت بفضل «بركات» هذا الربيع المزعوم بالتراجع في سلم اولويات عواصم صنع القرار والمؤسسات الدولية.

حتى اللحظة فان الدول التي مر عليها «عبق» هذا الربيع شهدت انهيارا ملحوظا في - بناها التحتية ومنظوماتها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وبالطبع السياسية، وبات المواطن يعاني فيها بفعل ادوات وسياسات هذا الربيع الرجعية، التي تصدرها اقصائيون غير قادرين على محاكاة الواقع والتماهي معه، لافتقادهم الرؤية، ونرقب كيف ان احدى كبريات الدول العربية باتت تعيش اضطرابات وصراعات طائفية وغيرها، اضف انعكست عليهاعلى شكل ازمات سياسية واقتصادية وثقافية خانقة، لدرجة ان بعض وسائل الاعلام فيها بدأت تتحدث عن مخاوف من ان تتحول الى دولة فاشلة، رغم مقدراتها وخيراتها - مع التأكيد على عدم الدفاع عن الحقبة السياسية الماضية التي انتشر فيها الفساد والمحسوبيات، وخروج البلاد تدريجيا من دائرة الضوء قياسا بحجمها وامكاناتها-، لكن ما جرى ان من تولى دفة الحكم اناس قليلو الخبرة ركبوا موجة التغيير بعد ان تمت تنحية صناعها الحقيقيين.

ثورات العالم الخارجي، جاءت لانهاء حقب سياسية بكل تفاصيلها ومكوناتها وادواتها، وشكلت حالة غضب على واقع عانته شعوبها، اما في حالتنا العربية، فان ما نشهده لا يرتقي الى مستوى الثورات، بل عمليات ثأرية تستنزف موارد دول «الربيع» وتنهكها وتنال من امن مواطنيها لإرضاء نهم أناس متعطشين في الوصول الى السلطة، تدثروا تحت عباءة الدين، لكنهم في الوقت ذاته يمثلون النهج نفسه ولكن بمقاساتهم وادواتهم متكئين على ما حققوه من «رأس مال شعبي» بعد انطلاء ألاعيبهم على عامة الناس، لكن تنامي حالة الوعي السياسي لدى لشعوب بدأت تدفع بمحاصرة هذا التيار بعد أن تبين لها الخيط الأبيض من الخيط الأسود.

eyadwq@yahoo.com

(الرأي)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :