facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




وين الدنيا .. ووين أهلها!!


د. هاني البدري
04-07-2013 04:19 AM

لماذا ينام المواطن الأوروبي والكندي والأميركي والأسترالي (من اصول غير عربية).. قرير العين فيما نحن والاتراك والبرازيليون والآسيويون وطبعا كل الافارقة في غياهب المليونيات والاحتجاجات متمسكون بتراث طويل من المشاكل الاخلاقية والازمات الاقتصادية والمديونية والخلافات الدينية والعقد الجنسية.. ومحافظون دوما على سجل متصاعد من مستويات الفقر والبطالة والبؤس..؟

ولِمَ يلحّون على تذكيرنا كل طالع شمس اننا الجنوب المتخلف، المتطلع بكثير من الحماسة والحسد لشمالٍ يهنأ برغد الحياة وراحة البال، وحيث حياة المواطن العادي مبرمجة بالليبرة، يبدع ويعمل ويقضي اجازة عطلة نهاية اسبوعه بكل ما اوتي من استمتاع وهناء.. وينتقد حكومته ويستفيد من كوبونات الخصومات المرفقة في صحف نهاية الاسبوع، ومن تنزيلات (حقيقية) في العطلات، ويأمن ان حياته ومماته قد خطط لهما بسياسات حكومية رشيدة تعتني بضمانه الاجتماعي العادل وتأمينه الصحي وأحباء يتذكرونه عند الرحيل.

أما نحن، فإننا لا نقوى حتى على اغلاق هواتفنا المحمولة الملاصقة لوسائدنا، نعجز عن التمتع بأقل المتاح، نضحك لماماً ثم نتراجع ونندم سائلين الله "ان يكفينا شر هذا الضحك".. ندخل في عشرات المناكفات على الطريق في رحلة تستغرق دقائق الى هدفنا.. نقضي حياتنا نشتم وننتقد بعضنا بعضا.. ولا نقوى على انتقاد سياسي اخطأ او مسؤول كبير صم اذنيه عن مطالب متواضعة لنا، نقوم من فراشنا مرهقين فنرمي باجسادنا على المقعد القريب لنرتاح من ارهاق النوم!!

وين الدنيا..ووين اهلها..؟!
ينعم الاخرون بمساحات من الحب والحوار، ومن فرصٍ للابداع والنجاح دون مطبات، فيما نغوص في عقدنا، محبتنا وكراهيتنا.. انتقاداتنا التي لا تنتهي (نبُخُ كل ما تعلمناه في الغرف المغلقة حبا وكراهية وعصبية وتطرفا، نحيط أنفسنا بجُدر من غضب، ثم نقول إنها مؤامرة الغرب علينا لنبقى بهذا التخلف..
لعلها مؤامرة.. دبرناها بجهلنا وتخلفنا لنبقى بهذا التخلف..!!

في مساحة لا تتجاوز عشرين سنتمترا في احدى الصحف (البايتة)..استطعت أن التقط العناوين التالية ..اعتقال 18 ناشطا بعد تظاهرات اسطنبول ومروحة عسكرية تسقط جنوب شرق تركيا.."الحمد لله اخبار حدثت بعيدا عنا"..(اللي بعده)، 15 قتيلا بهجوم انتحاري في باكستان ..ما زال الحدث بعيدا، جيد..انهيار مبنى في مومباي بالهند واحداث دامية في البرازيل..(حلو).

ثم..العالم ينتقد عمليات التعذيب في ليبيا..(قَرَبَت)، محاكمة عاريات الصدر في تونس ..خطف عسكريين في اليمن قتلى في مظاهرات القاهرة..(فعلا قَرَبَت) الجيش اللبناني يغلق مناطق احتجاجات بيروت.. سورية ولعت (هكذا فهمت من العنوان) ثم فجأة.. حاولوا تغشيش طلاب توجيهي فسقطوا من ارتفاع 3 امتار بالكرك..
(لا..انها فعلا مؤامرة)..!!

والا فلم نحن فقط المعنيون بكل هذه الكوارث التي (نَشَفَت) دماؤنا وابتساماتنا فيما جمهور استاد في مباريات برشلونة وريال مدريد يغرق في فرحه وسعادته الغامرة (غالباً ومغلوباً)، ومشاة شوارع في نيويورك واستكهولم وميونيخ يكادون لا يلمسون الارض من فرط الهمة والنشاط والانطلاق نحو اعمالهم او قبل ان يرموا بانفسهم داخل "الترام" الفخم ليقرأوا جزءا اخر من كتاب او رواية بدؤوا قراءتها..

حياة رغيدة بمشاكل عادية..وهدوء لا يخترق جلاله إلا فعل طائش آت من الجنوب، أو عمل يؤكد تخلفنا مجددا او مساهمة اضافية من احدهم في تأجيج الصورة المشوهة لنا..

هم هناك، ونحن في واد اخر من الحياة.. حيث كسر الاشارة الحمراء فعل يتكرر مئات المرات، وعدم احترام الوقت سمة اصيلة فينا والاقصاء على اشده، والخلاف الذي يفسد كل القضايا.. وغياب ثقافة الحوار ومعها ثقافة الاعتذار والشكر والتقدير وحيث نظرة المرأة ومعها نحن لدور المراة في اسوأ أشكاله!!
نحن في دنيا غير الدنيا التي يعرفها الآخرون..ولذا نحن هنا وسنبقى!

hani.albadri@alghad.jo
الغد





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :