بقلم:عريب الخطيب

التوجيهي...ذاك الهاجس الذي أصبح يؤرق كل مواطن يعيش على أرض هذا الوطن...لقد أصبحنا نستشعر بعمق المقارنة بين السنوات الماضية وتلك التي نعقبها الآن حيث كان لتلك المرحلة الدراسية رهبة وإهتمام كبير من قبل الأهل والطالب وأجهزة التربية والتعليم...عندما كان الطالب يضع بين عينيه آمالا يطرق جميع الأبواب لتحقيقها بتعبة وجده وجهده..يحاول أن يصل الى القمة ليرى الطبيعة أمامه ...ويشعر بالراحة بعد العناء.

لماذا تغير حال طلبتنا وقل وعيهم وإهتمامهم؟؟؟وهل أصبحت شهادة التوجيهي حق غير مشروع يكسبه الطالب من خلال الغش بطرق غير مشروعه مقابل ان يدفع مبلغ من المال لذوي النفوس المريضة التي باعت ضميرها وقيمها وأخلاقها ومسؤوليتها أمام الله والوطن.

نسمع الكثير عن عملية تسريب الاسئلة وأساليب الغش التي أصبحت فنا يطقنه الطالب عن طريق استخدام اللواقط الالكترونية والهواتف النقالة وغيرها من الأجهزة التكنولوجية الحديثة والتي من الصعب جدا اكتشافها مع الطلبة الذين ينوون استخدامها لتحقيق أهدافهم والتي بالنهاية تؤدي بمستقبلهم نحو الهوة ..كنا نأمل أن ما نسمعه عبارة عن شائعات وثرثرات يتناقلها المواطنون والمواقع الاخبارية والصحف الرسمية اليومية والأسبوعية, لكن للأسف ما سجلته وزارة التربية والتعليم من مخالفات ارتكبها بعض الطلبة أثناء تأديتهم الامتحان لدليل على بيع الضمير وخذلان النفس والثقة التي وهبها الله لنا أولا ثم إحساسنا بأننا أبناء هذا الوطن ثانيا.

كم من المؤلم أيها الانسان أن تؤذي الحس الوطني الذي من المفروض أن تكون قد رضعته منذ الطفولة ..وكم هو مؤلم أن يُسْلبَ منك كل معاني المروءة والوفاء والاخلاص؟؟؟؟من أجل ماذا؟؟القليل من المال..أيعقل أن تصل الى درجة تكون فيها مساويا للأرض؟؟

وهل من العدل أن يتساوى ظالم ومظلوم في المحصلة النهائية فتكون درجة الطالب الذي لم تغمض له عين طوال العام والذي أنهكهه التعب برسم الآمال مع طالب اشترى شهادته بعد أن باع ضميره وبالتالي يتساوى هذا وذاك في المقعد الجامعي؟؟

اتسائل من يُحاسَبْ هنا؟؟هل نحاسب الاهل أو الطالب أم من سَولتْ له نفسه أن يترك ضميره خارج دائرة الأخلاق؟؟ام نُحاسب المسؤولين الذين تعاجزوا عن إعطاء الحدث إهتماما أكبر؟؟ فلا بُدَ من وزارة التربية والتعليم بكافة أجهزتها أنْ تُكثفْ الجهود لإيجاد آلية أمنة للحفاظ على سير تقديم امتحان الثانوية العامة بنجاح وسلام مستغلين الخبرات والكفاءات لتحقيق التوقعات التي ترغب بها الوزارة للوصول بالامتحان لمصداقية اكثر ولتحقيق العدالة بين جميع الطلبة لأننا نعيش في بلد الفخر والاعتزاز متمثلا بقيادته الهاشمية التي إعتادت وعودتنا على العزة فارتوينا من نهر الاردن الكرامة وتعلمنا كيف نعيش بأمان واستقرار...فكيف لنا بعد كل هذا أن نخون ثقة الوطن والقائد بنا؟؟

صدقا لا قيمة لنا الا في وطننا الذي يجب أن نحافظ عليه لتحقيق اجواء الأمان والأمن والسلام بين كل من داس بقدمه على ثراه الغالي وأن نحفظه بقلوبنا وعقولنا.