facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أزمات في السير والسياسة


عمر كلاب
09-07-2013 04:04 AM

تتركز أزمات السير عند مخارج الأنفاق والجسور في عمان وضواحيها , ولا يخلو مخرج قريب من دوار أو عند بداية انعطاف بجانب جسر من أزمة خانقة , تجعل السائقين يبحثون عن مخارج التفافية أو مهارب للخروج من الأزمة , التي ترفع الضغط وتحرق الأعصاب , حتى داخل السيارات المكيّفة و الحديثة .

ولأن الاوطان كائنات حيّة تتفاعل وتحسّ , فأزمة الشوارع والانفاق والجسور , واكتظاظ الازمات عند المخارج والمهارب استنساخ طبيعي للازمة السياسية المنتشرة والتي يملأ دخانها كل رئة , وسط ازدحام في البحث عن المخارج واكتظاظ في السائقين أو اللاعبين , فثمة افراط في عدد الحراكات والأحزاب وافراط اكثر في التدافع للهتاف رغم محدودية الأعداد , فصارت الجمعة يوما للتظاهر من بعد الصلاة الى قبل الغداء , وسط القفز عن قاعدة بديهية مفادها “ يُغتال المرء من عاداته الثابتة “ , وهذه العادة فقدت بريقها ووهجها ومتابعيها وتحولت الى عبء اقتصادي على المناطق الحيوية في اسواق العاصمة القديمة واسواق المحافظات الرئيسة , ومعظمهم من البائعين الصغار أو من منتفعي الاقتصاد الموازي , الذين يعتمدون على الرزق عند تزاحم الأقدام .

كثرة الطباخين تُفسد الطبخة , وكثرة اللاعبين تعوق الحركة وكثرة السائقين توجد الأزمة , وهذا واقع الحال الأردني اليوم , فهناك مئات الحراكات , وعشرات الأحزاب , تتدافع على السبق بساحة المسجد الحسيني و تتسابق على ساحات مشابهة في المحافظات بنفس الهتافات وبنفس الترويدات , والمُتغير يكون استيرادا أو تفاعلا مع أزمة اقليمية , وقد وهبت أحداث مصر شعراء الهتاف فرصة لكشف مواهبهم في إقلاب الكلمات حتى تتماشى سجعا مع اسم مصر أو ساحاتها كما منحتهم سوريا وميادينها نفس الفرصة , والميدان كلمة تركية تعني الدوار .

خلال الأيام الفائتة شهدت شوارع عمان ازمة خانقة , وبرصد ملول اثناء الانحشار في الازمة الخانقة , ترى العين أن الأزمة في المخارج والمهارب على جنبات الجسور والدواوير , وتحديدا في ميداني الداخلية والمدينة بوصفهما أعرق ميدانين في الأردن وليس في عمان فقط , وهذه دلالة مهمة , فالاختناق او الازمة في اعصاب حيوية واستراتيجية ذات قيمة تاريخية , أي في عمق الأصالة الأردنية , وكأنه عقاب على خروجنا عن النص القيَمي والموروث الاخلاقي القابل للحداثة والتطور والرافض لقطع العلاقة او بناء علاقات جديدة بأدوات ليست وطنية الصُنع .

فما نشهده في زمن الصيف العربي القائظ , هو كسر لمألوف سياسي واجتماعي , وفيه الكثير من التقليد الأعمى كما فيه الكثير من الشحنات السلبية المُستوردة , ورائحته مُختلطة برائحة الإقليم رغم اختلاف الخصوصيات المحلية , فإن كان التشارك العربي حاضرا في غياب الديمقراطية وضعف التنمية والظُلم في توزيع عوائد التنمية , فإنها تختلف في طبائع الحكم , وفي مساحة الحرية والانفتاح ,وشكل استجابة الدولة للمطالب , ونحن لدينا حرية ونسعى الى بناء ديمقراطية , ولدينا احزاب ونسعى إلى أن يكون لديها برامج , ولدينا حراكات ونتمنى أن يكون لها مظلة موحدة , ولدينا حكومات ونتمى أن يكون لديها إرادة لإحداث التحولات الديمقراطية .

لدينا تراث سياسي زاخر , وسبق لنا النجاح في ربيع وطني سبق كل الاقطار في نيسان 1989 وكان ربيعا حقيقيا وبأدوات وطنية وبهتافات دون لكنة غريبة أو لحن , فتصالحت معنا الميادين ووفرت لنا المخارج الآمنة , دون أزمات او تدافع او اكتظاظ , لدينا ازمة سير سياسية نحو الأمام ولكن لدينا مخارج ومهارب كثيرة وتحتاج الى مهارة بتنظيم السير وتحديد اولوياته وشاخصة واضحة لتنظيم المرور نحو الهدف المنشود.

omarkallab@yahoo.com
الدستور





  • 1 محيي الجمل 09-07-2013 | 05:15 AM

    اتفق معك تماما يا الله نجي بلادنا من مفتعلي الازمات

  • 2 Winston Churchill 09-07-2013 | 05:17 AM

    هكذا هو الوطن البديل

  • 3 شعب ?? 09-07-2013 | 07:43 AM

    ويبقى السؤال ,من نحن

  • 4 DR ENG RIDA ALSHBOUL 09-07-2013 | 11:08 AM

    السيد الكاتب المحترم
    لقد تقدمت لامانة عمان بطرح هندسي لحل ازمة المرور دون اية تكلفة
    مادية تذكر وقامت بتعطيل المشروع .
    وكان سيزيل 70 من ازمة المرور على الاقل
    وهذا قبل 3 سنوات

  • 5 ماجده محمد 09-07-2013 | 03:36 PM

    اللهم اسكت قنوات الفتنه لتنتهي كل ازماتنا ..

  • 6 الى شرش ل 10-07-2013 | 02:15 AM

    خليك في رعبك وخوفك ووهمك بتظل مرتاح بس لا تحكي لحدى احكي بصوت ...


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :