facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




انهيار امبراطورية الإخوان


د.حسام العتوم
11-07-2013 04:31 PM

بعد سقوط إمبراطورية الإخوان في مصر سياسياً ومعنوياً وبشكل سريع هذه الأيام وارتداد هذا السقوط المدوي سلباً على التواجد الأخواني السياسي والتنظيمي في البلاد العربية وفي الأردن تحديداً كنت أستمع وأشاهد المطرب اللبناني رفيع الشأن والمعروف وديع الصافي عبر التلفزة الفضائية يصدح: (عظيمة يا مصر يا أرض النعم، يا مهد الحضارة يا بحر الكرم)، وفعلاً أنت عظيمة يا مصر يا أم الدنيا وستبقي عصية على الفتن وسيبقى جيشك متماسكاً قوياً ومدافعاً عن أرض كل العرب، وقطارك السياسي الذي لم يتوقف عند عهد مبارك، وما سبقه من حقب قادها جمال عبد الناصر وغيره ورفض حكم العسكر لاحقاً، سيتجاوز حقبة الإخوان وتجربتهم غير الموفقة في السلطة وتهاويها السريع بحكم أن شعب مصر المليوني هو عظيم وجبار وعملاق فعلاً ولا يهادن ولا يجامل وأثبت وجوده في ميدان رابعة العدوية والوصول إلى السلطة ليس كما البقاء فيها، والإطاحة بالإخوان ليس انقلاباً عسكرياً كما يروّجون، وسرعان ما انكشفت عورة الإخوان بواسطة تقوقعهم داخل حزبهم وتخندقهم خلف درع الدين ونظافة اليد في وقت لم يستطيعوا فيه إعادة المال المسلوب لصالح خزينة الدولة والذي وصل إلى 45 مليار دولار وزادوا مصر ديوناً بحجم 12 مليار دولار، واصطفوا للقتال في سوريا إلى جانب صورة رمادية لمعارضة وطنية ناطقة باسم الشعب ومنقسمة على نفسها واختلطت ألوانها بطابور خامس قدم من الخارج بطريقة الفزعة الجهادية بدوافع سياسية ودينية وثالثة سادية بزعامة القاعدة الإرهابية وحزبي الشورى وجبهة النصرة، وبدلاً من قيادة الحوار العربي باسم مصر زعيمة العرب مع دمشق وتشكل لجنة تقصي حقائق عربية ودولية قطعت العلاقة معها وأدارت للشأن العربي الظهر وأصبح من يملك محطة للغاز عالمية الشأن زعيماً وقائداً لكل العرب، في المقابل راهن إخوان الأردن على تحقيق نصر مماثل هنا في عمان وفردوا أجنحتهم السياسية وحلقوا عالياً مطالبين بتعديلات دستورية سيادية تحد من صلاحيات الملك في تعيين رئيس الوزراء وحل البرلمان وتشكيل مجلس الأعيان حسب المواد الدستورية (34، 35، 36) وتقوي من صلاحياتهم وتواجدهم في الشارع الأردني، وواصلوا في المقابل إغلاق كل الطرق أمامهم لكي لا يدخلوا العلم السياسي العام من بوابة البرلمان، تحت ذريعة الصوت الواحد الذي تعاملوا معه سابقاً، وأعلنوا مقاطعة انتخابات البلديات مبكراً، وعسكروا مسيراتهم على وقع وأنغام حزب الله ملمحين إلى قرب إشهار جناحهم العسكري وهو المرفوض أخلاقاً ودستوراً في وطن أردني قوي رغم شح الموارد، وهو عصيّ على القسمة بتماسك وحدته الوطنية وحبه لمليكه، ويملك جيشاً عالي التسليح والمهارة القتالية والولاء والانتماء.

لم يكن (حسن أحمد عبد الرحمن محمد البنا الساعاتي) هو صانع الإخوان الوحيد كما يشاع رغم تأسيسه لحركتها المسلمة عام 1928 واعتباره المرشد الأول للجماعة حيث عرّفنا التاريخ بأنه أخذ التصوف عن الشيخ عبد الوهاب الحصافي عام 1923 وهو الذي كون شخصيته، وهو المولود في محمودية مصر عام 1904، وكان انشقاقياً في سلوكه فبينما كان رئيساً (لجمعية الأخلاق الأدبية) غادرها وأسس (جمعية منع المحرمات) ثم توجه لتأسيس (الجمعية الحصافية الخيرية) وأصبح بعدها عضواً في (جمعية مكارم الأخلاق الإسلامية) ووضع نفسه وسط دائرة مغلقة مؤلفة من شيوخ الدين في مصر أمثال والده أحمد البنا ومحمد زهران وأبو شوشة وعبد الوهاب الحصافي وموسى أبو قمر وأحمد بدير ومحمد عبد المطلب وغيرهم، وكما قاومت أكبر أحزاب مصر الحديث الإخوان قبل إقصائهم الأخير الذي تحول إلى دموي محدود قاومت أحزاب مصر التاريخية حسن البنا وحاصرت امتداد رقعته الإخوانية، ومن هذه الأحزاب الوفد والسعدي، وفشل البنا وأعوانه أكثر من مرة في خوض الانتخابات، وفي 1948 أعلن النقراشي باشا رئيس وزراء مصر آنذاك حل جماعة الأخوان المسلمين ومصادرة أموالها واعتقال معظم قادتها وهو ما تكرر أمام أعيننا كعرب الآن، واغتيل عام 1949 من قبل سيارة تحمل الرقم (9979) العائدة للأمير آلاي محمود عبد المجيد المدير العام للمباحث الجنائية بوزارة الداخلية، وحملت النساء جثمانه يوم دفنه بسبب اعتقال السلطة لجميع الرجال ومنهم الإخوان الذين تدافعوا لتوديعه لمثواه الأخير.

إخوان الأردن جزء من المعارضة الوطنية وهم بلونهم الديني المتشدد لا يمثلون كل المعارضة ويصعب عليهم بكل الأحوال تمثيل الشارع الأردني كافة وإن كانوا قد فضلوا البقاء وسطه، وهو الذي بدأ ينفر منهم لعدميتهم وإقصائهم للآخر، ومسيرتهم الأخيرة خير شاهد، ومع هذا وذاك نحب أن ننصفهم لو أنهم قبلوا بخيارات الوسط ودخلوا البرلمان وساهموا في الانتقال بالصوت الواحد إلى توافقي، ولو أنهم لم يعلنوا مقاطعة الانتخابات البلدية القادمة مبكراً، ولو أنهم لم يستعجلوا في الترويج لتعديلات دستورية سيادية تضعف الدولة وهو الذي لن يحصل على مقاسهم، بينما البنية التحتية هي التي بحاجة إلى إعادة البناء وللتنمية المستدامة كي ننقل المواطن أولاً إلى المدنية والإنتاج وتعلم صيد السمك بدلاً من الحصول عليه مجاناً، ولكي نأخذ بيده تجاه التمكين الديمقراطي، وقبل هذا وذاك مطلوب من مجتمعنا الأردن التحول من الفردية في العمل السياسي إلى (الائتلافية والحزبية) بعد الارتكاز ليس على العدد والتعداد فقط بل على الفكر الأيديولوجي والقضية والمشكلة التجمع في تجمعات كبيرة ثلاثة يمين ووسط ويسار، وفي الأردن لدينا قضايا يصعب على أية حكومة تشكل حلها بعصا سحرية مثل الفقر والبطالة وشح وتلوث المياه والفساد والمديونية المرتفعة (22 مليار دولار) بينما هو الاستقرار مطلوب في الحاضر والمستقبل، وفي وقت نحتاج فيه إلى تطويق الفساد بجدية ومهما ارتفع سقفه، وفي زمن نحن فيه بحاجة ماسة لترشيد الاستهلاك وفي البحث عن إقناع العرب لإيجاد نظام سياسي وإداري ومالي متوازن يأخذ من جميعهم ويسند فقرائهم ومثلي هنا الحي والمباشر هو في دعم قطر والسعودية والكويت والإمارات وبحجم 12 مليار دولار لمصر لإخراجها من أزمتها السياسية والاقتصادية ولدحر الإخوان بينما هو الأردن أيضاً بحاجة لدعم ملياري مثيل بسبب مديونيته العالية وتزايد عدد سكانه إلى نحو 7 مليون نسمة واستقباله للاهتزازات العربية المجاورة.

تدخل إخوان الأردن في الشأن المصري والإساءة لجيشه على لسان القيادي زكي بني إرشيد غير مقبول وليس من حقه وصف قيادة الجيش هناك بالعصابة أو دعوته الضباط الأحرار للانقلاب على كبار جنرالات الجيش وهو الموجود أصلاً لضمان استقرار مصر بغض النظر عن طبيعة النظام السياسي الذي يحكمها والجيش المصري كما كل جيوش العرب هو رأس الأجهزة الأمنية المكلفة بحماية الحدود والاستقلال، وما جرى في مصر مؤخراً ليس انقلاباً عسكرياً بكل تأكيد بل صيانة لكرامة الشعب ومنعاً لحدوث حرباً أهلية دموية رغم بروز أولى معالمها، وهو أي الجيش المصري غير معني برأي الأغلبية والأقلية وبمن هم مع أو ضد الإخوان بقدر ما هو مكلف بحماية أمن مصر والذي هو في نهاية المطاف أمن لكل العرب، ويكفينا ما يجري في سوريا والعراق وفي لبنان وآن الأوان للعرب أن يكونوا عرباً كما أمم العالم التي توحدت ولملمت جراحها ومثلي هنا أوروبا وأمريكا وروسيا بعد انهيار الاتحاد السوفييتي واتحاد S.NG الروسي الأوكراني البيلاروسي، فلماذا هي صعبة الوحدة علينا نحن العرب ولغتنا العربية الآرامية سماوية قرآنية رفيعة الشأن وأدياننا الإلاهية متسامحة ومندمجة، وعاداتنا وتقاليدنا متقاربة، وإمكاناتنا الاقتصادية العربية هائلة وتاريخنا العربي هو الأعرق بين الأمم؟





  • 1 اردني ماكل هوا 11-07-2013 | 05:00 PM

    سيبقى الاخوان شوكة في حلوقكم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  • 2 أردني متابع 11-07-2013 | 05:54 PM

    تحليل غير محايد وفيه تحامل واضح ووقوف مع فئة والأهم الدفاع عن نظام الصفويين في بلاد الشام

  • 3 ام محمد 11-07-2013 | 06:08 PM

    العتوم مسلمين محافظين فلماذا المسلم يكره اخاه المسلم نعم الجش المصري انقلب على الرئيس المنتخب بمساع امريكية اسرائبلية وباموال عربية لو دفعت هذه المليارات للشعب المصري اولى مئة مرة من ازالة حاكم اسلامي شرعي لم يكمل دورته فلم يتحملوا انجازاته وخافوا ان ترتقي مصر لمستوى تركيا فلم يصبروا على العدالة والنظافة ثم تابعوا سخطهم بمجزرة قبل رمضان لم يفعلها المجرم مبارك

  • 4 اربد 11-07-2013 | 06:50 PM

    ..........الاخوان هم الصاعدون بأذن الله

  • 5 دكتور احمد الى اردني متابع 11-07-2013 | 06:59 PM

    شكلك تابع سبيس توون .الاخوان صاروا تكفيريين اكثر من التكفيريين والا شو بتسمي تحريض زكي بني رشيد على جيش العبور العظيم

  • 6 ردا على الكاتب 11-07-2013 | 07:01 PM

    فلماذا هي صعبة الوحدة علينا نحن العرب ولغتنا العربية الآرامية سماوية قرآنية رفيعة الشأن ؟؟؟

    الجواب: لأننا نريد دوله اسلاميه على منهاج النبوه لها خليفه أو أمير مؤمنين واحد و حدودها واحده و عملتها واحده و جيشها واحد و جوازها واحد و بيت مال للمسلمين واحد و دستور اسلامي يطبق فيها شرع الله

    أما أنت أيها الكاتب فعندما تقف امام الله الواحد الجبار و بجانبك الساعاتى, هناك سوف نرى عبقريتك و حجتك على ما تقوله و ما قلته عن الاسلام و المسلمين

  • 7 شريف 11-07-2013 | 07:01 PM

    إلى .....التاريخ لكل حركات التخلف و الرجعية و حرية الفكر

  • 8 محمد ابو العز 11-07-2013 | 07:18 PM

    اشكرك لصراحتك في زمن الكل يلهث وراء المال الاخواني وعطاياهم فهم مجموعه من التجار تشتري ذمم الناس كل ما ذكرت صحيح وانا كنت اعلم ان المخفي اعظم...ان شاء الله تنتهي امبراطورية المال الاخواني قريبا

  • 9 إنهيار شامل كامل 11-07-2013 | 07:59 PM

    ستنهار كل الدول العربية ومجتمعاتها عما قريب وعلى نمط الصومال

  • 10 خلف الحمّاد 11-07-2013 | 08:41 PM

    أمن الدول وشعوبها أهم من حكم الأحزاب الدينية ، ولكني أقول لعلى وعسى أن يتنبه الأخوة في الخليج إلى ضائقة الأردن المالية ، والتي سنتجاوزها إن شاء الله .

  • 11 أبو اردن 11-07-2013 | 10:24 PM

    لم أقرأ المقال بسبب العنوان الذي لايليق أن يكون هكذا ومن دكتور أكاديمي, ومع ذلك ..

  • 12 زيد محمود 11-07-2013 | 11:01 PM

    ما احلى رمضان دون اخوان
    امان ربي امان

  • 13 نبيل 12-07-2013 | 02:37 AM

    الحركات ام التنظيمات الدينية هي مكون طبيعي من مجتمعنا فيها مد وجزر ولكن ستبقى ولا يمكن تجاهلها كالحركات القومية ولكن الاخوان فشلوا في الحكم فشلوا في كل كل شيئ اتمنى ان يكون درس ليس فقط لللاخوان بل لكل الاحزاب التي تطمح بان تصل للحكم وتتصرف كحكومة لادارة البلد وتسير امور الدولة ولا تتصرف وكأن البلد اصبحت ملكا لها مرسي ترك البلد وكان همه تثبيت حكم الاخوان غير مقتنع انه عملية تبادل الحكم مع الاخرين وكان هناك خوف ان يقتدي بالنموذج الايراني ويصبح المرشد هو من يعين الحاكم

  • 14 يحيى 12-07-2013 | 08:27 PM

    عالاقل تكلم بتجرد ولا تتحيز...... تعرف والكل يعرف ان الاسلام قادم لا محاله.....

  • 15 البدوي الملثم 12-07-2013 | 08:43 PM

    دول الخليج ....والمتخلفه ومن يدور في فلكها واسرائيل وامريكا ةمن لف لفهم من العملاء والخونه هم من اسقطوا وافشلوا مرسي العظيم سيظل البطل المجاهذ العابد مرسي تاجا على رؤوس معارضيه رغما عنهم لانه الاطهر والانقى والاتقى .
    من اين جاء الى الخليج هذا الكرم الحاتمي والاردن اوشك على الافلاس وهم يتفرجون وينتظرون اوامر امريكا حتى لا يفنى الاردنيون اين كانوا ؟ كانوا في غرفة العماله لليهود وامريكا .
    اقول رغم حقد الحاقدين ليس على مرسي ولا على الاخوان فهذه اكذوبه انه الحقذ فقط على الاسلام نعم على الاسلام

  • 16 اضحكتني 13-07-2013 | 12:12 AM

    لا أجد في مقالتك شيئا لانك لا تقرأ التاريخ جيدا والله أنا لست أخوانيا لكنني أقول بأن الاخوان الآن أقوى من قبل والدليل دول الخليج ضخت 12 مليار دولار بعد الانقلاب العسكري خوفا من الاخوان ويكفي انهم يحملون مشروع ومن من الاحزاب كلها يحمل مشروع دايرين على المناصب والرشاوي وقلة الدين


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :