facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هدم الكعبة


د. باسم الطويسي
27-07-2013 03:59 AM

المؤشرات كافة تدلل على أن الأيام القليلة المقبلة هي الأصعب والأكثر حرجا في مسار التحولات المصرية منذ ثلاث سنوات؛ إذ يزداد التصعيد السياسي، ويصل الحراك على الأرض أوجه. ويبدو أن قواعد الاشتباك التي حكمت مسار الأحداث قد بدأت بالتغير الفعلي منذ يوم أمس الجمعة، بعد التداعيات الكبيرة التي حملتها دعوة وزير الدفاع المصري عبدالفتاح السيسي، التي وُصفت بطلب "التفويض الشعبي"، بالنزول إلى الشوارع والتظاهر لمواجهة الإرهاب والعنف. فيما الرد التصعيدي المباشر من قبل جماعة الإخوان المسلمين وصل حد وصف ذلك بدعوة للتناحر، وأن "الجماعة" ماضية في استعادة الشرعية بأي ثمن. بل ووصف الإخوان عزل رئيسهم المنتخب بما يشبه "هدم الكعبة"، أهم الرموز الإسلامية المادية.

ربما يكون الجيش المصري قد ارتكب الخطأ الثاني في دعوته للنزول إلى الشوارع في هذه الظروف الحرجة. فعمليا، الجيش لا يحتاج إلى تفويض شعبي لمواجهة الإرهاب، أو أي مصدر تهديد محتمل للمجتمع والدولة. في المقابل، جاء رد الإخوان المسلمين فوق التصور من ناحية حجم الغضب والانفعال وحالة الفوضى التي باتت تسم معظم ردود أفعالهم منذ الحركة الشعبية المضادة التي أدت إلى عزل الرئيس المنتخب.

لقد حافظ الجيش المصري على دوره حاميا للدستور المصري طوال مرحلة التحولات الأولى. ثم جاء تحركه الأول بعزل الرئيس تحت غطاء الشرعية الشعبية التي ما تزال موضع جدل محلي ودولي. والخطوة الجديدة تعني أن الجيش أخذ الأمور بيديه، ويعلن تغيير قواعد اللعبة التقليدية؛ بمعنى تحوله إلى طرف في الصراع المحتدم على مستقبل مصر.

علاوة على الخطايا الكبيرة التي ارتكبها "الإخوان" في فترة حكمهم الأولى، والاستسلام لفكرة الإقصاء والاحتكار السياسي وتهميش الآخرين، فإن الخطايا الجديدة لا تقل بآثامها عن السابقة. فما تزال الأحداث في سيناء تشكل ضربة في خاصرة الأمن الوطني المصري، فيما يستمر غموض موقف "الإخوان" منها، في الوقت الذي تستمر فيه الدعاية المضادة والمعلومات والتقارير عن تورط مباشر وغير مباشر للإخوان، ودعم وتمويل وتسليح لتنظيمات تكفيرية تسيطر على صحراء سيناء ومعابرها. والأمر الآخر الذي يروج له في هذه الأثناء هو أن لدى جهاز المخابرات العسكرية المصري معلومات تؤكد أن جماعة الإخوان تنوي اعتبارا من يومي الجمعة والسبت (أمس واليوم)، جر البلاد إلى موجة من التصعيد العنيف، يصل إلى تفجير مبان وسيارات وتنفيذ اغتيالات واسعة.

وللأسف، جاء الخطاب الإعلامي للجماعة ليخدم هذه الفرضيات، كما يبدو في دعوة مرشد الجماعة محمد بديع، إلى التصعيد والحسم في العشرة الأواخر من رمضان: "نحن أمة العشر الأواخر". فيما ذهب الناطق الإعلامي باسم "الجماعة" إلى وصف مظاهرات يوم أمس الجمعة بأنها بداية يوم الفرقان؛ أي نزع الصفة السلمية عن أي مطالب باستعادة الشرعية التي يدافعون عنها، ما يوفر بالتالي الغطاء الشرعي للجيش للتدخل، وما يعني أن الأيام المصرية الطوال لم تبدأ بعد.
ردود فعل الإخوان المسلمين خلال الأيام القليلة المقبلة ستقرر مستقبل الجماعة، ليس على مستوى مصر، بل على مستوى المنطقة والعالم؛ وستقرر إلى حد آخر مصير الإسلام السياسي الذي ولد مع ولادة جماعة الإخوان المسلمين في مصر العام 1928، وخرجت جميع تياراته من جلباب الإخوان، أو انفصلت عنهم، أو جاءت ردا عليهم. والمعيار الحقيقي للحسم سيكون في قدرة الجماعة على الالتزام بالحلول الديمقراطية، وعدم الانجرار للعنف والدم. فإذا كان عزل الرئيس لدى المرشد العام أشبه بهدم الكعبة، فإن إراقة دم إنسان مسلم لدى الرسول الكريم هي أعظم من هدم الكعبة حجرا حجرا.

basim.tweissi@alghad.jo
الغد





  • 1 حجارة 27-07-2013 | 05:37 AM

    الكعبة هدمت عدة مرات وأعيد بنائها(راجع كتاب جواد علي)

  • 2 نايج الاخواني 27-07-2013 | 06:52 AM

    تسلم الايادي
    تسلم يا جيش بلادي

  • 3 نعتذر 27-07-2013 | 07:02 AM

    من كان يعبد محمد فاءن محمد قد مات ,ومن كان يعبد الله فاءن الله حي لايموت

  • 4 خالد الفاخري الرمثا 27-07-2013 | 01:06 PM

    احسنت فمصر الان اقرب الى الفوضى ولكن سؤالي الى اين تتجه مصر وهل يمكن ان نتأثر

  • 5 حل بسيط 27-07-2013 | 02:00 PM

    للاسف المقال مبني على فهم خاطئ............

  • 6 قدسي 27-07-2013 | 02:41 PM

    ان هدم الكعبة اهون عند الله من اراقة دم امرئ مسلم

  • 7 عبدالله 27-07-2013 | 06:10 PM

    شكراً للصديق باسم على ما كتب ولكن نتمنى عليك والآخرين ان تميز- عندما تستل قلمك - بين السلم والحرب وبين الظالم والمظلوم وبين المبدأ واللامبدأ وبين الإنسانية واللإنسانية الخ. في هذا الوضع الخطير والمعارك الطاحنة والقتل بالمئات ما زلت توصف المشهد وصفاً باهتاً،وتشغل نفسك عن الأهم سامحك الله وغيرك، كلمة الحق والنصيحة صعبة ..

  • 8 د. محمد روابده 27-07-2013 | 07:53 PM

    مبروك الموقع الجديد وستتدرج في المواقع فانت نشيط ولا داع للانزلاق في فتاوى او شبهها في رمضان وسنسأل عن كل ذلك عند القدير وارى ان الموضوعية رغم صعوبتها في هذه الايام ولكنها تبقى الطريق الاسلم والانقى ونحن اكاديميون دورنا النصح والدليل والمنطق وليس السير بما يرضي البعض واتمنى كما كنت ان يكون قلمك محايدا وتحليليا اكثر منا بدأ في مقالك هذا مع التحية

  • 9 من جامعة الحسين 27-07-2013 | 08:10 PM

    دائما تساوون الجلاد بالضحية. كما يساوي الغرب بين مغتصب فلسطين و الفلسطينييون. نشغل بالشكليات ولا نتكلم عن الصول و الاساس. عندما نكتب يجب ان تكون مرضاة الله هي المرجوه وليست اي شيئ اخر. مع احترامي للدكتور الطويسي.

  • 10 منصور بني ارشيد 27-07-2013 | 09:28 PM

    الاخوان قالو ا ان دعوة السيسي للتفويض هي دعوة للقتل وان هدم الكعبة حجرا حجرا اهون عند الله من اراقة دم امرىء مسلم.
    فلا تقل ان بديع قال ان عزل مرسي اهون من هدم الكعبة . كفاكم ..

  • 11 مطلع 28-07-2013 | 04:25 AM

    بديع شبه عزل مرسي بهدم الكعبه،،ماذا يقصد اسألوه


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :