facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




لا تصنع المعروف في غير أهله


عريب الخطيب
03-08-2013 07:08 PM

يقول الشاعر:
أعلمه الرماية كل يوم فلما اشتد ساعده رماني
وكم علمته نظم القوافي فلما قال قافية هجاني

كلمات قيلت في زمن يكثر فيه الجحود والنكران لصانعي المعروف من الذين لطالما أخذنا بأيديهم في الوقت الذي قد قربت نعالهم من أن تأكلها النيران,وسير بهم نحو السمو والعطاء والرقي ولكنهم لم يقدروا الاحسان والعطاء من صانعي المعروف وأصحاب المواقف التي حاربوا فيها الكثير لأجلهم.

فما أصعب أن يتنكر لك من حولك ويطعنوك خلفا في الخفاء ويتجردوا من المثاليات التي كانوا يرددوها وهي عندهم مجرد مبادئ لا محل لها من الاعراب بمثابة لباس يواري ما تخفيه حقيقتهم.

فنكران الجميل هو أن لا يعترف الانسان بلسانه وقلبه بالمعروف وصانعه فيصبح كما لو أنه خسيس النفس لا يعرف معنى الشكر ...يحقر المعروف ويقلل من شأن صاحبه فيصبح بذلك جاحدا.

من الطبيعي أن النفس البشرية تحب من يحسن اليها فيحول مشاعرها الى ما هو أقرب من براءة الطفولة....فالنفس التي تنكر الجميل هي نفس لئيمة لأن الكريم هو الشكور واللئيم كفور,لذا فنكران الجميل يتنافى مع النفس السوية السليمة وخير مثال عندما نذهب بتفكيرنا الى حجرة دار المسنين الذين قد طالت أحلامهم ووطئت الحسرات وسادتهم لأن يسمعوا بعد طول انتظار كلمة والدي أو والدتي من الذين سقوهم خيرا طيلة حياتهم وذهبوا دون عودة بعد أن تركوهم يتلوعون ألما في مكان لا يرون فيه سوى أشباه أمثالهم.

وصدق شاعرنا المتنبي عندما قال:
اذا انت أكرمت الكريم ملكته وان أنت أكرمت اللئيم تمردا

فالانسان الناكر الجاحد تابع لجذور لئيمة تحتقرها منابت الارض...انسان لا يفارق الشر عيناه.. فأصبح كما الغراب يتشائم كل من رآه..فالحياة ليست دائمة لأحد..فهي دولاب متحرك ..ينتهي جيل ويأتي آخر..فالخير وان قل فانه ببركة الله يعم ويملأ الكون..والشر وان زاد فهو لا يضاهي ذرة خير من أي انسان...

فنحن كبشر أسوياء نعاشر الجاحد اللئيم والشكور الطيب..فمنهم من أحسنت اليه شكرك وحفظ لك الجميل ولم ينسى أي موقف طيب لك بل حفظه في قلبه ووجدانه وكلما مرت بذاكرته تلك المواقف تمسك بمن وقف الى جانبه وكبرت مكانته في حياته ولم يتخلى عنه لأي سبب كان..هؤلاء هم الاسوياء عقلا وتفكيرا وأصحاء النفوس..ومنهم من تحسن اليه فيقابلك بالنكران والجحود وقسوة القلب..هؤلاء هم مرضى النفوس الذين لا يعرفون الا الحقد والكراهية ويفتقدون معنى الانسانية والرحمة ولا يوجد في قاموس حياتهم أي معنى للمحبة أو التسامح.

ولنتذكر دائما إن المؤمن ينبغي عليه أن يكون وفيا شاكرا لأهل الإحسان ذاكرا للجميل حسن العهد بمن أحسن إليه يحفظ الود ويرعى حرمة من له صحبة وعشرة طويلة لا ينسى المعروف لأهله ولو طال به الزمان.





  • 1 ميادة 03-08-2013 | 09:22 PM

    على المرء ان يتعوذ من هؤلاء صفر الوجوه الذين لا نعرف ما باعماقهم الا بعد ان نجربهم..يظهرون عكس ما يبدون وهؤلاء اخبث الناس وامكرهم...اللهم ابعدهم عنا..اللهم امييين

  • 2 فايز الزعبي 03-08-2013 | 09:56 PM

    جنب كرامتك اللئام فإنك إن أحسنت إليهم لم يشكروا , وإن أنزلت بهم شديدة لم يصبروا

  • 3 روان 03-08-2013 | 10:00 PM

    أكيد كلامك عين العقل بس في الواقع قد يضطر الإنسان للتعامل مع هذا النوع .. وبالذات إذا تقلدوا مناصب تختص بمصالح العوام من الناس وهم ليسوا من أهل الرعاية لمصالح الناس بل العكس لا يهمهم سوا رعاية مصالحهم،

  • 4 شكسبير 03-08-2013 | 10:02 PM

    نكران الجميل اشد وقعا من سيف القادر

  • 5 مع الكاتبة 03-08-2013 | 10:05 PM

    ليس هناك أصعب من نكران المعروف لإنسان لا يحسن سوى أن يكون وفياً، صادقاً، ليس له أن يخدش اليد التي تمتد إليه، فيتصور أن الجميع يطابقونه في ذلك المبدأ، ويقاسمونه ما يؤمن به في الحياة من الوفاء.. وتحمّل مسؤولية أن تبقى دائماً مقدراً ومخلصاً لمن أسدى إليك معروف.. فنحن نبقى أوفياء.. لمن قدّم لنا الجميل في الحياة.. حتى إن أساء، وحتى إن بدرت منه الأخطاء.. فنبقى دائماً مرتبطين به بمعاني المعروف لجميل صنعه لنا في فترة من الفترات.. فكيف بمن يرمي جميع ذلك خلف ظهره.. وينكر المعروف؟.

  • 6 نرجس القطاونه 03-08-2013 | 10:21 PM

    دام قلمك ست عريب ــ مقال رائع حقاً ــ وأنت الرائعه التي دوم صاحبة معروف يشهد بذلك القاصي والداني ــ وكلماتُكِ التي لاتنسى الجود بالنفسِ أسمى أيةِ الجودِ أيتها الفارسه التربويه الكريمه

  • 7 رورو 04-08-2013 | 12:52 AM

    ليس عليك ان تنكر الجميل بل كن ارقى من ان ترده

  • 8 ناصح 04-08-2013 | 02:00 AM

    اللئم صفه ليس لها حلّ ولا علاج لهذا ليس بيدك

    الا ان تتعامل معه على لئمه وان تكون على دراية بكل ما سينتج

    من ذلك لأن امره واضح

  • 9 سناء زيد 04-08-2013 | 02:05 AM

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أُعطيَ عطاءً فوجد فليجْز به، ومن لم يجد فليثن فإن مَن أثنى فقد شكر، ومن كتم فقد كفر، ومن تحلَّى بما لم يُعْطَهْ كان كلابس ثوبَي زور".

  • 10 متابع 04-08-2013 | 02:12 AM

    مما يؤلم النفس عندما يقدّم الإنسان يد المساعدة والجميل وبدلاً من أن يرد له هذا الجميل بالمحبة جزاءً ووفاءً يتسبب ناكر الجميل في إيذاء تلك اليد التي ساعدت وأعطت بلا حدود وبكل وفاء وإخلاص .....وهذه النماذج تمتلئ بها الحياة خاصه في هذا الزمن الذي اصبح من الصعب فيه ان نجد الاصدقاء المخلصين

  • 11 مؤمن 04-08-2013 | 02:16 AM

    كل ماعلى الأنسان أذا عمل أن يعمل لوجه الله وينسى ما يعمله ويتعب عليه أذا تم النكران بالدنيا لن يتم نكرانه بيوم الحساب
    فـ الله لا يظلم ولا يضيع مجهود أنسان عمل للخير ولوجه الله

  • 12 نوف الجبريني 04-08-2013 | 02:36 AM

    والله هاد المقال علوجع يا مس عريب مشكلة المجتمع المريض نفسيا الناكر للجميل انتي بتستاهلي أولاد الحلال الله يبعد عنك كل نفس دنيئة وناكرة للجميل !!!!

  • 13 صيدلانية 04-08-2013 | 04:05 AM

    كلام أكثر من رائع لقد ابدعتي.

  • 14 سالم 04-08-2013 | 10:56 AM

    سلمت يمناك 0 من احسن المقالات المنشورة لانها تمس الحياة العامة

  • 15 خلود 04-08-2013 | 01:15 PM

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أُعطيَ عطاءً فوجد فليجْز به، ومن لم يجد فليثن فإن مَن أثنى فقد شكر، ومن كتم فقد كفر، ومن تحلَّى بما لم يُعْطَهْ كان كلابس ثوبَي زور".مقالك رائع واروع من الرائع عريب

  • 16 سناء 04-08-2013 | 02:41 PM

    انت كاتبة مبدعة واريد ان اقول لك ان الصمت والدعاء لهؤلاء بالهداية والسير في طريق الصواب هو الحل

  • 17 علي الصرايرة 08-02-2014 | 04:02 AM

    تصحيح بسيط
    فلما استد ساعده وليس اشتد
    استد من التسديد في الرماية واصابة الهدف

  • 18 أريج 29-06-2018 | 05:15 PM

    عمري ماعملت خير إلا شفت من ربنا خير بس من البشر ماشفت

  • 19 أريج 29-06-2018 | 05:22 PM

    بحكم مهنتي عملت كتير خير بس ما تقابلت الا بالجاحدين بس ربنا اعطاني واكرمني


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :