facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أين شخصيتنا الوطنية؟ (في أفراحنا وأعيادنا) (18)


بلال حسن التل
07-08-2013 04:29 AM

ونحن على أبواب عيد الفطر السعيد، لا بد من أن نتحدث عن عنصر رئيس من عناصر التعبير عن الشخصية الوطنية - أعني به الفرح -. ولعل ما يزيد من أهمية الحديث عن هذا الموضوع، أننا ما زلنا بين يدي مناسبة إعلان نتائج التوجيهي، في تلك الليلة التي انفلت فيها الجنون من عقاله، عندما تم التعبير عن الفرح بأقسى مظاهر العنف والخشونة؛ ذلك أن الرصاص يرتبط بالدم والموت والدمار والثأر. فلماذا صار الرصاص يرتبط عندنا بمناسبات الفرح التي صرنا نحولها بجنوننا إلى مآتم وأتراح؟.

ما جرى ليلة الجمعة الماضية، يشكل إنذاراً حقيقياً عن حجم التحول السلبي الخطير في بناء شخصيتنا الوطنية. فممارسات الفرح تعبر عن ثقافة المجتمع وقناعاته، فالفرح هو عنوان المجتمع الحيوي المتوازن المستقر؛ لذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبني المجتمع الجديد يولي هذا الجانب من حياة الناس اهتمامًا كبيرًا. فقد استبدل عليه السلام أعيادًا بأعياد. واستبدل مظاهر فرح بأخرى. فالإسلام دين حياة، ودين فرح وسرور؛ بل ان جائزة المؤمن في الدار الآخرة حياة ملؤها الفرح والسرور، وهذا لا يعني حرمان المؤمن من فرح الدنيا. لكنه الفرح الذي يدل على المجتمع الهادئ المنضبط في سلوكه. المعبر عن النفسية الراضية المرضية. فتبسم الإنسان في وجه أخيه الإنسان عبادة يؤجر عليها لقوله عليه السلام:»تبسمك في وجه أخيك صدقة». فأين هذه الوجوه العابسة المنتشرة في مجتمعنا ظناً من أصحابها ان في ذلك تقوى ومهابة من سلوك رسول الله وقد كان عليه السلام وهو عنوان التقوى والمهابة بساماً ضحوكا؟.
ومن مظاهر الفرح الغناء للترويح عن النفس والتعبير عن الفرح والسرور ما لم يكن فاحشاً وبذيئاً، لهذا كان رسول الله يعلم النساء كيف يتصرفن في الأعراس؛ وبماذا ينشدن لإدخال البهجة إلى النفوس. بل ويتغزلْنَ؛ فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله عليه السلام:»إن الأنصار قوم فيهم غزل، ألا قلتم يا عائشة أتيناكم فحيانا وحياكم» وكثيرة هي ممارسات رسول الله التي تؤكد على أهمية إدخال الفرح والسرور إلى النفوس، ليظل المجتمع مطمئناً، من ذلك أنه عليه السلام كان يسابق عائشة فيسبقها تارة وتسبقه تارة أخرى، ليعلّم الناس كيف يدخلون البهجة على قلوب أسرهم، ومن ثم مجتمعهم. وكان عليه السلام يحضر وبرفقته زوجته ألعاب الأحابيش الاستعراضية.. وهو القائل عليه السلام:»روحوا عن هذه القلوب ساعة بعد ساعة». ومن ذلك قوله عليه السلام لزوجته العائدة تواً من حفل زفاف:»يا عائشة ما كان معكم لهو، فإن الأنصار يعجبهم اللهو».

وللفرح في المجتمع، رسائل بناء حضاري لا بد من أن نستوعبها؛ خاصة ونحن على عتبة عيد الفطر، الذي هو فرحة الصائم. فالعيد كان عندنا مناسبة «للمة» العائلة والأقرباء. وهو مناسبة للتزاور بين الجيران والأصدقاء والمعارف، مما كان يقوي روابط التعارف والتعاون والتكافل بين مكونات المجتمع؛ كان ذلك قبل أن يصير الهروب من «عجقة» العيد إلى خارج مدننا وأوطاننا ممارسة شرائح متزايدة منا. فأي تغير أصاب بناءنا القيمي والاجتماعي، ومن ثم شخصيتنا الوطنية لتصبح معه «لمة» المحبة «عجقة» لا بد من الهروب منها، لنهرّب من خلال هذا الهروب ملايين الدنانير إلى خارج الوطن، الذي هو أحوج ما يكون حاجة إليها؟.

ترى لماذا صرنا نفضل في أعيادنا غرف الفنادق على «لمة» الأهل؟ ولماذا أوصلنا مجتمعنا إلى هذه الدرجة من تفتيت الروابط الاجتماعية؟ ولماذا نصر على تفريغ أيام فرحنا حتى من مضامينها الدينية والتعبدية؟ فصار العيد فرصة للهروب من الأهل والأحبة، وصرنا نستبدل الأضحية في عيدنا الأكبر بمبلغ ندفعه لهذه الجمعية أو تلك، لنتخلص من «أرف» دم الأضحية. وكأن المقصود بالأضحية هو مجرد دفع ثمنها. فأين تربية أفراد الأسرة على معنى التضحية والفداء؟ وأين مفهوم الأنصبة الشرعية للأضحية؟ ولماذا فرطنا بذلك كله مثلما فرطنا بدفء «اللمة» وفرحتها وبألفة الجماعة؟. ومن شوه أفراحنا، بل وحولها إلى مناسبات للموت؟ فكم من قتيل وجريح سقط برصاص أعراسنا، وسائر أفراحنا؟. ومن فرغ أفراحنا من مضامينها ليصبح التعبير عن فرحنا أحد أهم إنذارات الخطر الذي يهدد مجتمعنا؟. وما ليلة إعلان نتائج التوجيهي عنا ببعيدة. وما نحن ببعيدين عن عيد الفطر، وكل عام وأنتم بخير وتسعون إلى استعادة مفهوم الفرح وأيام «اللمة».

Bilal.tall@yahoo.com
الرأي





  • 1 الياس جنكات 07-08-2013 | 05:50 AM

    كلام في الصميم وتشكر عليه استاذنا الكبير ، أظن بأن الثقافة الوطنية الاردنية الأصيلة أخذت بالإضمحلال ، وما هي إلا سنوات وسنجلس لنتذكرها ونتحزر ماهي ونقول كان كذا وكان كذا؟، أظن بأن هذا الواجب يقع على عاتق كل من يحب الاردن كوطن وأنت أحدهم

  • 2 شعب ...... 07-08-2013 | 12:37 PM

    نعتذر...

  • 3 ........ 07-08-2013 | 12:47 PM

    على ماذا ترتكز شخصيتنا الوطنية ,......!!!!!!!

  • 4 هرمنا 07-08-2013 | 02:19 PM

    اصبحنا مجتمع قائم على ماسي الاخرين للاسف

  • 5 هرمنا 07-08-2013 | 02:19 PM

    اصبحنا مجتمع قائم على ماسي الاخرين للاسف

  • 6 عبد الله ابراهيم 07-08-2013 | 03:34 PM

    نحن مجتمع منافق ، جبان . نطلق النار ، ونتغنى بالامجاد مع أن واحدنا جبان ومرعوب خارج رداء عشيرته، لا تنبس شفتاه بكلمة شجاعة واحدة من أجل حق، ويكون النفاق ديدنه.
    الاحتفال بواسطةالإيذاء هو ماركة مسجلة لكل الاغبياء

  • 7 .. 07-08-2013 | 08:18 PM

    مجتمع .. ليس له هوية

  • 8 درفيل 08-08-2013 | 12:57 AM

    نتوقع من كاتبنا الكبير ان يتحدث مرة في عن شخصيتنا ..

  • 9 هيفاء الشرفات/البادية الشرقية 08-08-2013 | 01:16 AM

    كل عام وانتم بخير استاذنا الكبير الاصيل المتجذر بتراب الوطن الاستاذ بلال حسن التل ..سلمت يداك على ما يجود به قلمك ووصفت حالنا بأدق وصف ذهبت بهجة العيد الناس نيام والتهنئة والتبريك عبر الفيسبوك !! نحتاج للمة والحب والترابط ماذا لو افطر جميع افراد العائلة افطار جماعي صباح العيد اطفالنا واولاد العائلة الواحدة لا يعرفون بعض خوفا من الازعاج والفوضى.. وشكرا لك استاذنا على طرح موضوع العادة السيئة في مجتمعنا اطلاق العيارات النارية وايضا الالعاب النارية ونرجو منكم متابعتها .. حفظكم الله وادام الفرح لكم

  • 10 .. 08-08-2013 | 01:18 AM

    شخصيتنا الوطنية ..

  • 11 جبل 09-08-2013 | 02:18 AM

    استاذ الجيل..لا فض بؤك


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :