facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أصل الحكاية


د. محمد أبو رمان
18-08-2013 04:59 AM

إذا كانت استطلاعات الرأي قبل الانقلاب، حتى في أوساط مقربة من الإخوان المسلمين، تشير إلى تراجع كبير في شعبية الرئيس المعزول محمد مرسي، ما كان سيظهر جليّاً في صندوق انتخاب مجلس الشعب، المقرّرة بعد أشهر قليلة، وسيشكّل ذلك "ضربة قاصمة" لحركات الإسلام السياسي عبر الآلة الديمقراطية وصناديق الاقتراع، فلماذا لجأ الجيش إلى الانقلاب العسكري، الذي قاد إلى سيناريو الصدام الراهن، وما ترتب عليه من إعلان الأحكام العرفية والطوارئ، والأعداد الهائلة من القتلى والفوضى السياسية والأمنية؟!

وإذا كانت جماعة الإخوان المسلمين هي "الخصم"، الذي يراد الإطاحة به، من قبل المؤسسة العسكرية وقوى سياسية في الداخل، وقوى إقليمية في الخارج، فكان ذلك يمكن أن يتم بصورة طبيعية وأكثر ضمانة وتأثيراً عبر صناديق الاقتراع، بعد أشهر قليلة؟ فلماذا حدث التعجّل، ما مكّن الجماعة من العودة إلى الشارع، وقولبة الصراع في سياق الدفاع عن الهوية الإسلامية والشرعية السياسية وصناديق الاقتراع، وهي عناوين منحتها قوة وحضوراً في الشارع، كانت تخسرهما تدريجياً عندما كان مرسي على سدّة القيادة؟!

يردّ بعض السياسيين (المؤيدين للانقلاب) على "علامات التعجب" السابقة بالقول: إنّ الإخوان لم يكونوا ليسمحوا بإجراء انتخابات مجلس الشعب ولن يقبلوا بنتائجها، وإنّ مرسي رفض الخيارات كافة التي عرضت عليه، وكان يمكن أن تكون مخرجاً من الأزمة الداخلية، وإنّ بقاء الإخوان فترة أطول في السلطة كان سيؤدي إلى الإمساك بالسلطة لمدة طويلة عبر"أخونة الدولة" وإقصاء القوى السياسية الأخرى.

هذه الحجج تبدو متهافتة هشّة من الزاوية الواقعية؛ فالجيش الذي دعم حركة "تمرّد" ونسّق معها، حينما كان مرسي رئيساً للدولة، وعمل المركز البيروقراطي- الأمني ضد الجماعة وهي تمسك بالحكم، وساهم الإعلام المصري، العامّ والخاص على شيطنة الإخوان و"بهدلة" الرئيس وهو في موقع القوة، وحشدوا الملايين ضده خلال أيام قليلة؛ فمن يملك هذه الخيوط لا يعجز عن ضبط طموح الإخوان عبر الآلة الديمقراطية نفسها، وسيمنعهم من الخروج على قواعد اللعبة بسهولة، ما يعني أنّ هذه الهواجس ليست حقيقية ولا واقعية، ولا يمكن أن تفسّر فعلياً لماذا حدث الانقلاب وذهبت البلاد بعده إلى "حافة الهاوية"!

وإذا كان هذا صحيحاً في مصر؛ فلماذا نرى الأجندة نفسها تعمل في تونس اليوم ضد حزب النهضة الإسلامية، وهو الحزب الذي أظهر قدراً كبيراً من البراغماتية ومرونة كبيرة في التعامل مع القوى السياسية الأخرى، في عملية بناء الدستور الجديد والحكومة الائتلافية وفي اختيار رئيس ليس من الحزب أصلاً؟ لماذا تصرّ "الأجندة العربية" على دفع تونس إلى السكّة المصرية نفسها؟..
الجواب عن هذه التساؤلات أنّ القصة ليست في الإخوان، هم بمثابة "العربة" التي استخدمت فقط لتبرير الانقلاب! بل المحرّك الحقيقي للأجندات الداخلية والعربية المتوارية وراء الانقلاب هو إجهاض الديمقراطية نفسها، وكسر الطموح الشعبي العربي الجديد من خلال الدخول في دوّامات من العنف والفوضى وتعزيز عامل "الخوف" الشعبي، وإعادة إنتاج الأنظمة السابقة بـ"إكسسوارات" جديدة، باستبدال بعض النخب، ونوع من الديمقراطية المحجّمة، وتحالفات وشبكة مصالح مضمونة!
منذ اليوم الأول لنجاح الثورات الديمقراطية بدأت أجندات عربية إقليمية رأت في الربيع العربي خطراً عليها، وداخلية مرتبطة بالقوى المتضررة من الثورة، على العمل بجديّة للوصول إلى اللحظة الحالية، لكن على ما يبدو فإنّ مبالغة أصحاب هذه الأجندات في الانتقام والقمع والقتل هو ما سيجهض حتى هذا المخطط المدروس والمعدّ سلفاً، إذ إنّ هذا الخطاب وتلك الممارسات تفضح نفسها بنفسها!
بالتأكيد لو لم يقع الإخوان في أخطاء فادحة في إدارة المرحلة الانتقالية، وفي قراءة موازين القوى الداخلية والخارجية، ولو تخلّوا عن عقلية التنظيم، لصعّب وعقّد ذلك كثيراً من مهمة الانقلابيين!

m.aburumman@alghad.jo
الغد





  • 1 محمد علي 18-08-2013 | 09:11 AM

    الاخوان بحد ذاتهم هم اكبر اجندة. وصدق الذي قال ان تنظيمهم يشبه تنظيم الماسونيةوهو عارف ببواطن الامور.

  • 2 Ahmad Alkhraisha 18-08-2013 | 11:13 AM

    عزيزي د. محمد،،،

    لقد أصبت الحقيقية،....انها فرأة صحيحة وتحليل دقيق.
    لك الشكر

  • 3 حميد 18-08-2013 | 02:13 PM

    تحليل خيالي بعيد جدا عن الواقع لكن اظنه يصلح لدولة مالطا

  • 4 اصل الحكاية 18-08-2013 | 02:42 PM

    التنظير سهل يا دكتور لانه اصل الحكاية لو عملوا اي شئ ومهما كانوا مرنين النتيجة واحدة انه سيتم اسقاطهم ونفسك قلتها تونس اظهرت اكبر قدر من المرونة احكيلك لو ما ترشحوا من اساسه سيتم اسقاط الصندوق عاجلا ام اجلا لانه اسرائيل لن تقبل بانظمة تمثل ارادة شعب وفقط

  • 5 د.عبدالرحيم العرقان 18-08-2013 | 02:47 PM

    د.محمد انا كلي ثقةبانك وكثير من امثالك المخلصين للبحث العلمي والحقيقة وانت اعرف بذلك.. انت اعرف بأن الذي حدث في مصر هو انقلاب على نهضة مصر وعلى الديمقراطية وشرعبة الحاكم.. ولا ننسى المشروعية.. اشكرك على هذا الموقف..يا صاحب الكلمة الجريئة..

  • 6 لويفان 18-08-2013 | 04:03 PM

    اخي الحبيب محمد.. اصل الحكاية ان الشعوب والانظمة ليست مستعدة لموضوع تداول السلطة،وان القوى الفاعلة واصحاب المصالح لا يسلمون بسهولة بهذا المنطق،وان الاستعجال من الاخوان،منح الاخرين فرصة التشكيك واثارة الهواجس،والاخوان يعلمون ان مصر منقسمه طائفيا وسباسة وعسكر،وبالتالي كانت هناك حاجة لتوافق لفترة بناء الثقة،اضافة لعوامل خارجية بعضها يرغب باضعاف مكانة مصر،وبعضها اضعاف التجربة الديمقراطية الوليدة،وكل هذا اعتبره فشل استراتيجي لم يفهمه الاخوان خلال العامين الاوليين،ناهيك عن اعتمادهم على الاتراك ولندن

  • 7 أسعد 18-08-2013 | 04:12 PM

    بالنسبه للأخوان وتنظيماتهم , الديمقراطيه مثل عود الكبريت - يشعل مره واحده , ويقول أردوغان : الديمقراطيه مثل القطار تركبه مره واحده كي يوصلك الى هدفك .
    ألى متى سوف تظل الشعوب مستغفلة بأسم الدين ؟؟

  • 8 جاسر 18-08-2013 | 04:25 PM

    أعتقد بأن موسم المتاجره بالدين والمشروع الأمريكي - التركي - القرضاوي قد أنتهى , والناس حتما ستعود الى رشدها .

  • 9 د. محمد المعاني 18-08-2013 | 06:01 PM

    اشكرك على هذا التحليل و الوصف الواقعي لاحداث في مصر.

  • 10 مش اخواني 18-08-2013 | 06:05 PM

    لقد اصبت جوهر الموضوع. فالاخوان المسلمون هم الوحيدون في الوطن العربي القادرون على ارساء الديمقراطيه الحقيقيه. و لذلك يحاربوا من كل اتجاه حتى وصل الحد ان يخرج المستترون بدون ساتر للحرب.

  • 11 اردني حر 18-08-2013 | 06:07 PM

    اعتقد ان الوحده العربية كانت اقرب ما تكون في ظل حكم الاخوان. وهذا هو هدفنا كعرب. دولة موحده قويه لها كيان وليس دويلات قطعت بسايكسبيكو؟

  • 12 ابو رمان لسا ما نسيت 18-08-2013 | 08:40 PM

    يا شيخ مرسي والاخوان ولوا الى غير رجعة وانت لسا تكتب عن اصل الحكاية ,الحكاية انتهت من زمان بس ليش انت مش راضي تصدق , قربت تصير حكاية ثانية في عمان ضد همام وزكي وحمزة والفلاحات وابو السكر والعضايلة ع النار بتنطبخ ع نار هادئة جدا جدا ؟
    ابو قتادة

  • 13 true anology 18-08-2013 | 11:52 PM

    you speak the truth nothing but the truth...they can t handle the truth.. ...

  • 14 راحت 19-08-2013 | 01:59 AM

    كل طير طار برزقه
    لو اراد الله الخير بهم لما مكن اعدائهم منهم


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :