facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




القوى السياسية وضرورة المراجعة


د. رحيّل غرايبة
25-08-2013 03:38 AM

وقفة المراجعة محطة ضرورية لجميع القوى السياسية بلا استثناء ، من اجل الاسهام في التقويم الجمعي لما آلت اليه الاوضاع في الدول العربية و الاسلامية ، و من اجل الاسهام في محاولة وقف الاقتتال الداخلي ووضع حد لحمام الدم الذي تغرق فيه عواصم العرب و حواضرهم الرئيسة في بغداد و دمشق و القاهرة ، وعلى طريقها صنعاء و طرابلس و بيروت و غيرها ....

الاحزاب و الجماعات و كافة القوى السياسية التي نشأت في البلاد العربية ، كانت تستند الى هدف بناء المشروع النهضوي العربي و قيادة الشعوب المقهورة نحو الحرية و الكرامة و الديموقراطية و من اجل امتلاك ادوات القوة و تحقيق حلم الوحدة ، و استعادة المجد الضائع و حماية الشعوب و أرضها و مقدراتها وحراسة حدودها و مقاومة اعدائها ، وعندما انخرطت جماهير الشباب في صفوفها كانت تحدوها هذه الامال العريقة و تسكنها هذه الاشواق الملتهبة .

كنت و ما زلت منخرطا في صفوف الحركة الاسلامية لعلمي و فهمي انها تحمل مشروع نهضة الأمة ، وليس حزبا يحمل مشروع الوصول الى السلطة ، وهناك فرق كبير و شاسع بين المشروعين ، وهناك فرق كبير و واضح بين ادوات ووسائل كل مشروع ـ بالاضافة الى الفرق في عملية التقويم و المراجعة المستندة الى جملة الاهداف و الغايات .

مشروع تحرير ارادة الشعوب و العمل على اعادة بناء الدولة العربية المدنية الحديثة ، تقتضي امتلاك القدرة على تحقيق الالتفاف الجماهيري الشامل حول هذا المشروع ، و تحقيق اقصى درجات المشاركة و التعاون بين جميع مكونات المجتمع و غالبية القوى السياسية الفاعلة ، لأن مشروع تحرير الارادة الشعبية واعادة بناء الدولة ليس مشروعا خاصا لفئة دون فئة ، وليس مسؤولية قوة سياسية دون اخرى . فهو يمثل مشروع الامة الجمعي ، الذي يعود بالمكتسبات الحقيقية و الكبيرة على جميع مواطني الدولة بلا استثناء .

عندما تتحرر ارادة الشعوب و تستطيع ايجاد الدولة الحرة المستقلة ، بمؤسساتها و ركائزها الأساسية من تشريعية و تنفيذية و قضائية و عسكرية و مالية ، و عندما تخضع الجماهير لمرجعية وطنية عليا ، وعندما يترسخ مبدأ الاختيار النزيه ، يأتي الوقت المناسب للشروع في مرحلة التنافس الحزبي ، و التنافس بين البرامج و الافكار العملية ، كما وصلت لها اغلب دول العالم المتقدم ، ومن ثم التنافس في الوصول الى السلطة .

الامر الاكثر اهمية في عملية المراجعة فيما يخص الحركات الاسلامية انها يجب ان تدرك ان الاسلام يمثل اطارا حضاريا واسعا للامة كلها بمختلف مكوناتها ، ويمثل مجموعة المبادئ و القواعد و القيم الراسخة التي تمثل الرصيد الفكري الغني و القاعدة المعيارية لاشتقاق القوانين و الانظمة التي تراعي الظرف الزماني و المكاني للتجمعات البشرية ، كما انها يجب ان تدرك ان الاسلام يشكل عامل توحيد لشتات الأمة و عامل نهضة و بناء و قوة ، ، ولا يجوز في حال من الاحوال ان يصبح عامل فرقة و تقسيم و نزاع ، بسبب خلل في الاجتهاد الذي لا يجوز ان يصل الى حدود العظمة و القداسة .

من يتصدى لحمل البرامج الاسلامية ، ومن يتصدى لقيادة المشاريع النهضوية التي تحمل الفكر الاسلامي ، ينبغي ان لا يسهم في عملية شرذمة الامة و تفريقها ، و ينبغي ان يبقى متمسكا بخطاب الوحدة القائمة على التسامح و التغافر و التراحم و عدم الاستجابة لدعوات التعصب المذهبي و الطائفي ، وينبغي ان يكون قادرا على فهم المخططات الخارجية التي تستهدف اثارة النزاعات التفريقية بين مكونات الامة ، وينبغي ان يكون قادرا على افشال الجهود التي تسعى لاستنبات بذور الفتنة في المجتمعات العربية ، والعمل على ايجاد البيئة المناسبة للاقتتال الطائفي و المذهبي و العرقي و الجهوي في اوطاننا .

من يحمل المشروع النهضوي الكبير لا يعرف لغة الاقصاء و التهميش بل يجب ان يتصف بالحكمة التي تجعله قادرا على جمع كل الطاقات و الكفاءات في المجتمع دون النظر الى اتجاهاتها الفكرية او المذهبية او السياسية .

الدستور





  • 1 محمد علي 25-08-2013 | 09:43 AM

    كيف سنصدق ان حزب البعث الدموي او الحزب الشيوعي القمعي او حزب الاخوان المسلمين المتقوقع على نفسه المستكينة لقياداتها دون نقاش كيف ستحرر الشعوب. اليس اولى بهذه الاحزاب ان تكون حرة وديمقراطية وتحترم الراي والراي الاخر داخل تنظيماتها وكوادرها اولا ففاقد الشيء لا يعطيه.

  • 2 محمود الحيارى 25-08-2013 | 12:21 PM

    مقال واضافة رائعة من مفكر اسلامي موضوعي وعقلاني والعبرة في التطبيق العملي على ارض الواقع فالتوافق والانسجام والتناغم بين كافة مكونات المجتمع سبيلنا الامثل للحاق بركب الدول المتقدمة والولوج الي عالم العلم والمعرفة وتالقتصاد المعرفي والقضاء على فكرة الاقصاء والانفراد في السلطة والتي قادت جميع الدول المحيطة بنا الي الاوضاع الماساؤية الماثلة للجميع.نشكر الدكتور رحيل على اضافتة القيمة ونسال العلي القدير ان تلقى دعوتة الاستجابة من كافة الاطراف ومطونات المجتمع الطيب المعطاء والشكر موصول لعمون الغراء

  • 3 سعد عوض البلوي 25-08-2013 | 02:18 PM

    سلمت دكتور هذا عنوان لمشروع سياسي شامل نحن بامس الحاجه له في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها الامتين العربية والاسلامية. دام قلمك الصادق.


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :