facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الصورة مقلوبة


سليمان الطعاني
26-08-2013 10:40 PM

ربما يتساءل البعض: لماذا نضرب الأمثلة على التقدم، من الغرب في الغالب... فنقول مثلا: في الغرب يعرفون قيمة الإنسان ويحترمون عقله، ويتقبلون النقد ويتأسفون لك ويساعدون المحتاج، ويتبرعون بأمولهم للفقراء والمحتاجين، ويحسنون التعامل، ويصدقون في الحديث والمواعيد، ويحترمون الوقت ولا يعرفون الكذب، وكأننا لا وجود لنا على الأرض، فلا أمثلة لنا تحتذى!

أصبحت الصورة مقلوبة تماما، فهذه الأمثلة كلها لنا ومن تاريخنا وحضارتنا، كنا الى عهد قريب نفاخر بها الأمم كأوسمة شرف على صدورنا، لماذا تغيرت الصورة وكيف سلبت منا هذه الأوسمة وأصبحنا مضرب المثل في الفساد وإساءة الأمانة والكذب والنفاق، وعدم تحمل المسؤولية والإنكفاء على الذات والكرسي واللهاث وراء المال والثراء حلالا وحراما ..

انها ليست نظرة سوداوية، ولست أنظر الى النصف الفارغ من الكأس كما يقولون، ولا جلدا للذات ... ، وإنما تأكيد على اننا خير أمة أخرجت للناس لا تستحق كل هذا التخلف المشين، ودعوة للتأمل والتفكر فيما وصلنا اليه من خراب نفسي ومعنوي وسوء إدارة وظلم وإخفاق وتقصير وتستر على الأخطاء والعيوب وعدم الإعتراف بها والتعلم منها .
كما أنه ليس حباً بمادية حضارة الغرب، ولكن تعرية لزلاتنا وأخطائنا التي جعلت من الفساد ألوانا أنتج ادارات فاشلة ومسؤولين فاشلين على مر الزمن .

هي أمثلة تشرأب لها النفوس هناك سببها حقائق جياشة، وانجازات عظيمة تؤكد على انسانية الإنسان وتطويع كل شيء للتأكيد على أنسنته وامتيازه وتطوره المطلق في كل شؤون الدنيا، وواقع مفعم بكل ما هو عجيب ورائع ومدهش، و اضواء حضارية باهرة لا حصر لها لا ينكرها الا الأعمى،

الإعجاب بالغرب دعوة لنا للتعرف على أوهامنا لنتجاوزها والانعتاق منها ودعوة للاعتراف بالقصور والاجتهاد ليتجاوزه لان نقد الذات هو مفتاح تحريكها وتغييرها نحو الأفضل، أما تمجيد النفس المتخلفة البليدة الراسخة في القيود، والمتشبثة بماضويتها فهو ترسيخ للتخلف المشين وتأكيد له.

ليكن الإعجاب بالغرب إدراك للروعة وانجذاب نحو الجمال واعتراف لأهل الفضل بالفضل ولأهل الإبداع بالإبداع في كل شؤون الحياة وفي كل ما يلزم، وتفاعل مع الحضارة الانسانية الحديثة، من حيث اجازاتها الفكرية والثقافية والعلمية باعتبار ذلك منطلقا موضوعيا للحرية الانسان وتقدمه و فهمه لما يجري في العالم، والاستفادة من الانجازات العلمية العالمية في جميع المجالات بدلا من التقوقع وندب الحظ العاثر.

نحن بحاجة إلى فكر إنساني يؤمن بفضائل الإنسان وحقه بالكرامة والحرية والعدل والمساواة والمعرفة الإنسانية وممارسة حقوقه وواجباته بكل مسؤولية فكرية وتوفير جميع وسائل التربية الإنسانية لجعل حياته أفضل.. بحاجة الى أصغاء الى الآخر و التأكيد على المشتركات والجوامع الانسانية مع الآخر دون الانزلاق نحو ثقافة منغلقة لا تصغي إلى أحد.

ونحن في عالم متغير، نحن بحاجة الى تأسيس أخلاقيات الإعتراف بالآخر، ونهج حقيقي لمعرفة متبادلة بين البشر، وحوار لا يدور في إطار الخصوصيات الثقافية، ولكن في إطار المشتركات الإنسانية، والقواعد والمعايير والقيم التي يقبل الجميع النظر اليها باعتبارها قاسما مشتركا مقبولا من جميع أو أغلب المجتمعات البشرية لإعادة الصورة الى ما كانت علية من زهو وخيرية.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :