facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




التمدن الحقيقي


د. رحيّل غرايبة
13-09-2013 03:28 AM

لقد وقعت الشعوب العربية ضحية مفاهيم مغلوطة ومقلوبة لمعنى التمدن، واستغرقت في مظاهر سطحية مغرقة في الشكلية للرقي والتحضر، حيث بات الامعان في الثقافة الاستهلاكية، المتمثلة في الاقتصار على ألوان المأكولات والشراب واللباس، والمباني والسيارات، الممزوجة في الاستعراض والتفاخر في الأنماط «والموديلات»، دون الاحساس بامتلاك أدوات الإنتاج أو محاولة حيازة القدرة على الابتكار والتجديد.

إن الاستغراق في المتعة والتلذذ في استهلاك البضاعة المستوردة، وظهور ثقافة التبرير الكفيلة بمقارنة الانسان بالألم نتيجة الشعور بالعجز عن مجاراة الشعوب المنتجة عبر مقولات فاسدة وتنضج بالغباء مثل : «الحمد لله الذي سخر لنا من يصنع السيارات لنركبها، والملابس لنلبسها، والحمد لله الذي سخر لنا من يزرع لنأكل ...» ، وأحياناً يتم صبغ هذه المقولات ببعض الأصباغ الدينية وعبارات المدح والثناء الساذج للزعماء والقادة التي لا تخلو من البلاهة !!
يجب أن نعلم علم اليقين أن التقدم الحقيقي يتمثل بامتلاك القدرة على تصنيع ما نحتاج، وامتلاك القدرة على زراعة ما نأكل وامتلاك القدرة على انتاج ما يستر عوراتنا، وأن لا نطيل الاستغراق في النوم العميق، والكسل السريري، والعجز المنقطع النظير عن اللحاق بمجتمعات الإنتاج التي تمتلك جوهر التمدن ومعنى التحضر الحقيقي، إذا فات الكبار إدراك هذا المعنى، فينبغي أن لا نورث أبناءنا ثقافة العجز والتواكل وإتقان التثاؤب.

يترتب على هذا المعنى جملة من المعاني الأخرى، إذ ينبغي أن نقف على معنى المتعة وجوهر اللذة، التي يبحث عنها العقلاء، فلا يمكن أن تكمن في البلادة الذهنية وعجز الارادة، وانعدام الطموح وقلة الحيلة وادامة الانتظار لما تنتج الشعوب الأخرى وما تستطيع أن تقدمه لنا من منتوجات جديدة ومخترعات متطورة، بل يجب أن نعمل تعليم الأجيال أن المتعة تكمن في تطوير ملكات العقل على التفكير الصحيح واكتشاف نواميس الكون وأسرار الحياة، وينبغي أن نعلم أبناءنا أن الاحساس باللذّة يكمن بالشعور بالرضى عن النفس عندما تفوز بالسباق في ميدان التنافس بين القادرين على التطوير والتحسين في أدوات الاستثمار في الامكانات الذاتية واستقلال القدرات الذاتية .. !

المشكلة المتفاقمة التي تثقل كواهلنا، أننا لا نسير نحو الحل ولم نبدأ الخطوة الأولى باتجاه امتلاك ناصية العلم وأدوات الانتاج بل تزداد الأمور سوءاً عندما مرة الأجيال الجديدة أكثر استغراقاً في ثقافة الاستهلاك وأكثر بعداً عن تطوير الذات، من أجل تقليل الاعتماد على الغير، وتقليل نسبة المستوردات، وزيادة نسبة المنتوجات المحلية القادرة على تغطية حاجاتنا الضرورية والمحلية، فضلاً عن التفكير بالتصدير.

انظروا الى التنافس المحموم بيننا جميعاً، وخاصة في فئة الشباب في امتلاك أرقى الأجهزة الخلوية، من صنع الشعوب الكورية والصينية والهندية والغربية وكل شعوب العالم، وليس هناك بوادر لاشغال بذرة التنافس بين الشباب في محاولة انتاج مثل هذه الأجهزة ولا حتى مجرد التقليد بإنتاج بضاعة مشابهة فضلاً عن التفكير في إبداع منتوجات جديدة !!.

من المفارقات أن سجادة الصلاة من صنع الصين وكذلك السبحة والثوب والحطة والعقال والملابس الداخلية والخارجية، ولعب الاطفال والرجال، وأحياناً ترى بضاعة في السوق من صنع الفيتنام التي تعيش ذكريات حرب طاحنة قبل سنوات، وتقرأ عندنا زيادة في العجز في الميزان والتجاري، وزيادة في أرقام المديونية، وزيادة في حوادث العنف واطلاق الأعيرة النارية ..!!

ينبغي أن يكون حديث الآباء مع الأبناء، وحديث المعلم مع التلاميذ، وحديث الوزراء والقادة، وحديث المجالس متركزاً على معنى التمدن الحقيقي الذي نسعى اليه ، و أن لا يكون بخروج الشباب للمعاكسة في السيارات وممارسة البلادة والتمتع في إيذاء خلق الله ، بل ينبغي أن يكون بالاجابة على سؤال كبير وملح: ماذا استطيع أن أقدم لبلدي ؟ وكيف أخدم و احترم شعبي وأمتي ؟ وما هو دوري في الحياة ؟ وما هي رسالتي ؟ ما هو الجديد الذي أستطيع أن اتميز به عن أقراني؟ وهذا السؤال يجب أن تجيب عنه كل مؤسسة وكل جامعة ، وكل مدرسة ، وكل حزب وكل جماعة ، وكل رجل وكل امرأة ..

الدستور





  • 1 ..... 13-09-2013 | 11:51 AM

    بتحلم

  • 2 شوكة وسكين وصحن وشخصية مستقلة 13-09-2013 | 12:07 PM

    التمدن والمدنيةلا تمت بصلة لا بالعرب ولا الهنود ولا الأفارقة وكل شعوب العالم الثاني والثالث

  • 3 أم عبد الحق 13-09-2013 | 12:48 PM

    صحيح صحيح يا دكتور
    اليوم الكلام زين مية بالمية

  • 4 ...... 13-09-2013 | 03:05 PM

    سواقين التكسيات بعمان هم نتاج الحضارة في الوطن البديل

  • 5 ...... 13-09-2013 | 03:07 PM

    شكلك عايش أيام زمان

  • 6 فهي قصتي مثل الاطفال لانام 13-09-2013 | 03:31 PM

    ربما يا استاذي القدير اننا نفوق العالم كله بالتفريخ. حتى اكثر بلاد العالم اكتظاظا بالسكان فالدولة لا تسمح لمواطيها اكثر من طفل او طفلين. نحن نكرم العائلات التي بحوزتها اكثر من دذينة.انا لا اقول لا مانع اذا كان في مقدور الاب تربيتهم وتعليمهم في الجامعات وتوفير حياة رغيدة لهم اما فلسفة بولد الولد وتولد رزقته معاه اصبحت من العبارات التي تعبر عن الامبالاة من الوالدين . نحن نعرف - عدم مؤلخذه ان القطط والكلاب وكل مخلوقات الارض تلد . ولكن لا يحسنون تربيتها كالانسان نحن ققراء بعقولنا ان لم. يتبع...

  • 7 فهي قصتي مثل الاطفال لانام 13-09-2013 | 03:45 PM

    تابع.., ان لم نزرع ما ناكل او نحيك ما نلبس. سالني يوما احد طلابي الجامعين ان كانت البشرية وصلت الى اليوتوبيا والمدنية المثلى . اجبته بالنفي وشرحت له ان في عصر ابونا ادم تقاتل ابناؤه وقتل احدهما الاخر . ولا نزال في عصرنا الحاضر نقتل. فما الفرق بين ذلك العصر وعصرنا الحالي . المدنية الحقيقية عندما يعيش الوطن بسلام ووئام ولا حرب ولا قتال وعندما يحب الانسان اخاه من الولادة ويحب اخاه بالانسانية . قال الله تعالى {مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِى الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ الناس

  • 8 كمال ابو سنينه 13-09-2013 | 05:35 PM

    مقال توجيهي رائع ولكن جيلنا الجديد يفتقر إلى المواطنه والإحساس بأنه العامل الرئيس في النهوض الوطني ,هذا الجيل يعاني من الإغتراب لعجز الوطن عن إستيعابه وتوجيهه الوجهة الصحيحه فهو ضائع بين مناهج تعليميه متخلفه وضغوط إستهلاكيه وتربية بيتيه تقدس العشيره بديلا للوطن وإعلاما تحريضيا يحض على الطائفيه والمذهبيه ويتناسى القيم الوطنيه والقوميه ,ليتذكر أخي رحيل كيف كان نشيد الصباح في مدارسناوكيف كنا ننتظر صباح السبت لنضع قرشالثورة الجزائر لنتذكر أغاني الحصاد التي تعبر عن محبة الوطن لنتذكر مضافة ابو محمود


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :