facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مراعاة القرار السيادي الأردني في الملف السوري


د. هايل ودعان الدعجة
17-09-2013 05:34 AM

الدولة اي دولة معرضة في مسيرتها لمواجهة تحديات وظروف، قد تملي عليها اتخاذ قرارات وتبني سياسات تجعلها قادرة على التعاطي مع هذه الاجواء، بصورة تجنبها الوقوع في ازمات ومشاكل. وقد واجه الاردن في الثلاث سنوات الاخيرة مثل هذه التحديات التي فرضت نفسها على اجندته الوطنية بصورة مفاجئة، اثبت التعاطي الاردني الحكيم معها على قدرته على امتصاص ارتداداتها وتداعياتها بشكل كرس لدى الكثير القناعة، بان هذا البلد الذي يجسد جزيرة هادئة وسط اقليم مضطرب، يمتلك من الادوات والسياسات ما يؤهله لتجاوز ما يعترض طريقه من صعوبات وعثرات بسهولة ويسر. وليس ادل على ذلك من الاحداث والمستجدات الاقليمية التي شهدتها المنطقة مؤخرا، والتي قادت الى القضاء انظمة سياسية عربية لم تحسن التقاط الاشارات التي طالما ارسلتها الشعوب العربية الى هذه الانظمة في ظل وجود متغيرات واحداث مست المنظومة الدولية واكدت على اهمية مراعاة البعد الاصلاحي والديمقراطي في هذه المنظومة، وهو ما اغفلته هذه الانظمة العربية التي كانت ضحية ممارساتها القمعية. الامر الذي تنبه له الاردن مبكرا عندما تبنى مشروعا وطنيا اصلاحيا، قاده الى ان يفرض نفسه نموذجا ديمقراطيا واصلاحيا في المنطقة، ما مكنه من تجاوز كل التحديات والاخطار التي رافقت رياح الربيع العربي العاتية.
واستمرارا لهذا النهج الاردني الحكيم والمدروس جاء تعاطي الاردن مع الازمة السورية، بصورة رفعت من اسهمه في الساحة العالمية، عندما اصر على اعطاء الاولوية للحل السياسي السلمي لهذا الملف، وبقي مدافعا عن هذا الطرح وهذا الحل، رغم ما تعرض له من ضغوط دبلوماسية وسياسية دولية واقليمية. لا بل بقي متمسكا بالخصوصية التي تميزه عن غيره في التعامل مع هذه الازمة بحكم موقعه الجغرافي، بطريقه حفزته الى التأكيد على مراعاته لقراره السيادي وفرضه لهذا القرار في تحديد موقفه من هذه المسألة، لما لها من انعكاسات مباشرة على اوضاعه الداخلية، ما يفسر اصراره على الحفاظ على علاقاته الاقتصادية والتجارية والسياسية مع سوريا، وكذلك اصراره على استثنائه من قرار جامعة الدول العربية القاضي بسحب سفراء هذه الدول وبعثاتهاالدبلوماسية من هذا البلد، مراعاة لهذه الخصوصية الاردنية.
لقد عززت التطورات الدولية الاخيرة التي طرأت على الملف السوري الموقف الاردني من هذا الملف وجسدت انتصارا للدبلوماسية الاردنية، عندما قادت المبادرة الروسية بوضع الترسانة الكيميائية السورية تحت الرقابة الدولية الى ابعاد احتمال شن ضربات اميركية غربية ضد سوريا. حيث ابدت دمشق استعدادها الانضمام لمنظمة حظر الاسلحة الكيميائية. دون ان نغفل احتمالية ان تكون هذه المبادرة بمثابة المخرج الدبلوماسي المناسب للولايات المتحدة الاميركية، التي وجدت نفسها وحيدة في مواجهة هذه الملف عسكريا، بعد ان تراجعت دول غربية كثيرة عن دعم الموقف الاميركي في هذا الاتجاه على وقع تأثير الشارع الغربي والبرلمانات الغربية بعدم تأييد تدخل عسكري غربي في سوريا.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :