facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




قيمة الإنسان


د. هاني البدري
19-09-2013 04:05 AM

"ادفعوا لأمر فلان أربعة ملايين دولار وذلك ثمن تيس أصلي"، الأمر نفذه موظف أحد البنوك بصرف مبلغ محلي يعادل ذلك الرقم المذكور كان من أجل عيون (التيس)..
حين أُعلن منذ أيام عن صفقة (التيس) الكبرى اسودت الدنيا بعيني ولم أصدق حتى رأيت...
شردت بعيداً.. لأتخيل كم أصبح ثمن الإنسان رخيصاً وأرخص بكثير من أي شيء حتى (التيوس) والبعير..
(تيس أصلي) بثلاثة عشر مليونا من العملة المحلية، ورأس إبل ببضعة ملايين أخرى، وصقرٌ بعيون حادة بقيمة مماثلة، فيما ملايين العرب بأمس الحاجة لما يدنو ذلك بكثير..

لعله الملل و(البَطَر) أو سعة الحال وضيق الأفق، ما يدفع شابا عربيا لحجز سيارته الخاصة بمواصفات كتبها بخط يده بقيمة أربعة ملايين دولار وتسليمها في حفل جماهيري في عاصمة الضباب.. فيما أربعة ملايين طفل في العالم الإسلامي بحاجة لما يسد رمقهم ويبلل شفاههم (الناشفة).

غالبية المجتمعات العربية تقبع تحت وطأة أزمات اقتصادية إن لم تكن قد تجاوزت مستويات متقدمة من الحرمان والفقر، فيما نسبة كبيرة أخرى تعاني الجوع وانعدام مصادر المياه الصالحة للشرب والجفاف...

وعلى الجانب الآخر.. رجل أعمال عربي بنفس مواصفات أولئك القاطنين تحت خطوط الفقر -اللهم الا بحسن المظهر والأناقة وأبهة الحضور، يقرر شراء قصر في لندن يتكون من خمسين غرفة نوم وعشرات المطابخ والمرافق والمسابح والمواقف والملاعب.. كلها لرجل واحد أراد أن يحقق راحته القصوى..!!

وأثرياء عرب يتبارون فيما بينهم على التقييم الأفضل لغرف النوم (والاستيقاظ) داخل طائراتهم الخاصة والشواطئ المكيفة على جوانب قصورهم ونوعيات الحيوانات والطيور النادرة القابعة هي أيضاً ولكن في حدائقهم ومزارعهم..
دنيا غير الدنيا وفجوة تتسع لا في الظروف والإمكانات الاقتصادية فحسب، بل بمنظومة القيم والأخلاق وقيمة الإنتاجية والعمل، ما يحدث هو تغيير جوهري تغيير قلب المعايير وأسس لثقافة جديدة.. هي ثقافة "البَطَر"..!!

في آخر الدنيا أثرياء تتوج أسماؤهم قوائم فوربس، يصرون حتى اليوم على التبرع بملايين من ثرواتهم للمدارس وتجمعات الفقر وتبني الأيتام وبحوث الإيدز والمنح الجامعية، ويعيشون في بيوت عادية ويركبون سيارات مريحة ثم يحجزون بالدرجة السياحية على الطائرة التي بمقدورهم أن يشتروا تذكرتها...

الغد





  • 1 طارق 19-09-2013 | 12:07 PM

    في بلادي ينظر الكل الى الانسان على انه وحدة نقدية فسائق الباص ينظر اليه على انه 25 قرش تسير على الارض بالكنترول بصيح بالسائق بيقوله جيب هالربع ليرة ولمن تزل حدن بيقولك كل راس مالك فنجان قهوه وعلى اعتبار انو فنجان القهوه ما بيوصل نصف دينار ,, ولم واحد يحبك بيقولك يا اخو الشلن وعلى اخذ المعدل بتطلع سوية الانسان 26 قرش .. بدون ضريبة

  • 2 ايمن المحتسب 19-09-2013 | 10:54 PM

    رائعة كانك تتحدث بلساني يا استاذ هاني . الله يعطيك العافية

  • 3 .. 20-09-2013 | 02:17 AM

    قيمة...

  • 4 أحمد حموري 20-09-2013 | 02:35 AM

    كما قلت ياسيد هاني: انها دنيا غير دنيا.. أي أن هناك شيء ما ينذر بحول مالا تحمد عقباه على هذا الكوكب بدليل ماسقته وهو قليل من كثير كثير.. هذه حضارة بلغت قمة الهرم في التكنولوجيا ولدرجة وبحكم ارادة الله لابد من اعادة تدوير لشكل الحضارة الحاليةوهي سنة وارادة الخالق سبحانه في مسيرة البشرية ومن هنا نقول : حضارات سادت ثم بادت, سادة بمعجزة بحسب عصرها وبادة لتحل محلها حضارة اخرى بمعجزة مختلفة علما بأن كل المعجزات التي توصل اليها بنو البشر بنفس الحجم أو القيمة كما وكيفا.


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :