facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"إشارات" الرزاز المنسية!


د. محمد أبو رمان
20-09-2013 03:13 AM

في المراحل الأولى من ثورات "الربيع العربي" (نهاية تموز (يوليو) 2011؛ أي قبل عامين)، ألقى المثقف الأردني عمر الرزاز، محاضرة مهمة في مكتبة الجامعة الأردنية (طوّرها لاحقاً في دراسة صدرت عن المركز العربي للدراسات في قطر)، لم تحظ باهتمام حقيقي من قبل الأوساط الثقافية والسياسية العربية والأردنية.

تقوم رؤية الرزاز على أنّ نهضة الشعوب العربية ودخولها في الدورة التاريخية، وتخلصها من الاستبداد، لن تتأتّى عبر إقامة انتخابات حرة، ووجود حكومات برلمانية؛ فالأهم من ذلك هو التخلص من "النظام الرَّيْعي" الذي يقوم على اقتصاد تلعب الدولة، أو بعض مؤسساتها، دوراً كبيراً في الحياة الاقتصادية، ويقوم على "علاقة زبائنية" بين الفرد والدولة، وذلك نحو بناء نظام اقتصادي يقوم على الإنتاج، وتحرير الفرد العربي من "عقد الإذعان" الحالي مع الدولة، نتيجة الاختلال في المعادلة الاقتصادية.

يحاجج الرزاز بأنّ النظام الاقتصادي المنتج هو الذي يتكفّل بإعادة هيكلة العلاقة بين الفرد والدولة بصورة بنيوية، ما يضع المداميك لقيم المواطنة وثقافتها في العلاقة بين هذين الطرفين، ويخلق عقداً اجتماعياً جديداً في العالم العربي.

"الجملة المفتاحية" الإبداعية التي يضعها الرزاز في رؤيته، تتمثّل في أنّ المشكلة لم تكن بالرؤساء والقيادات السياسية، بل بالتحالف الوثيق بين السلطة المطلقة (التي تعني غياب الشفافية والمساءلة والحاكمية) وبين الأنظمة الرعوية. وهو التحالف الذي مثّل "أُكسير الحياة" للأنظمة الرسمية العربية، وأطال في عمرها.

حينذاك، كان الرزّاز يحذّر –بلغة واضحة ومباشرة- من أنّ ما تغيّر في مصر هو "رأس النظام"، بينما بقيت الأدوات والآليات والديناميكيات وشبكة المصالح فاعلة. وكان يقول بأنّ "الاكتفاء بتغيير رأس النظام لن يؤدي إلاّ إلى تغيير الوجوه إذا لم تتغير المعادلة الاقتصادية القائمة".

كانت تلك إشارات مبكّرة مهمة إلى خطورة الثورة المضادة من القوى الفاعلة في الأنظمة القائمة، وإلى الجزء الأكبر من النظام الغاطس تحت سطح الماء. وهو ما ثبت فعلاً في مصر؛ إذ تغيّر مبارك ومعه القيادات العسكرية، وتمّ استبدال الطبقة العليا من النخبة السياسية، إلاّ أنّ المؤسسات العميقة والعريضة القائمة على شبكة مصالح اقتصادية وسياسية مترابطة، عملت لاحقاً على إجهاض الثورة، بالتعاون بالطبع مع أجندة إقليمية رأت في صعود مشاعر التوق إلى الحرية والتحرر خطراً على شرعيتها، فعملت مع القوى المضادة على إجهاضها في "دول المنشأ"، أي في مهد "الربيع العربي".
ذلك لا يعني أنّ الرزاز يرى تأخير الإصلاح السياسي إلى ما بعد الإصلاح الاقتصادي؛ فهو يرفض ذلك بوضوح، ويردّ علمياً على أصحاب هذه النظريات. بل هو يرى أنّ الإصلاح الاقتصادي ليس ممكناً بدون إصلاح سياسي، لكنه كان يسعى إلى بناء إدراك لدى النخب العربية بضرورة التزاوج بين الإصلاحين السياسي والاقتصادي، وإلى وضع خريطة طريق تأخذ بعين الاعتبار هذه التحديات المهمة، التي إن تمّ تجاهلها، فهي كفيلة بتوجيه لكمة قاسية للحظة "الربيع العربي"، وهو ما حدث بالفعل.

من المفيد جداً، للنخب والمثقفين، العودة إلى رؤية الرزاز، وما حملته من مفاهيم وقضايا مهمة ورئيسة مرتبطة بكيفية التفكير في المستقبل، وشروط العبور إلى عصر الحرية بصورة أكثر ثباتاً واستقراراً وعمقاً.

m.aburumman@alghad.jo
الغد





  • 1 أبو اسامة 20-09-2013 | 11:40 AM

    كلام جميل ، بحاجة الى عقول نيرة لفهمه ، ارجو قراءة كتاب نقد العقل العربي للجابري لفهم مايجري الان في الدول العربية

  • 2 أقرأ أيضا 20-09-2013 | 12:54 PM

    كتابات الدكتور مروان المعشر عن الدولة .....

  • 3 خالد السرحان 20-09-2013 | 02:05 PM

    سلمت يمينك يا دكتور وبوركت الاقلام الزكية.

  • 4 كمال ابو سنينه 20-09-2013 | 11:17 PM

    القفز فوق المراحل لايمكن أن يصل بالإصلاح إلى نهايته الإيجابيه لأن الإنتقال من مرحله سياسيه لأخرى لايأتي إلا بتغييرات إجتماعيه وإقتصاديه عميقه تحتاج إلى ثورات شعبيه تأتي بطبقات جديده تقود المرحله الجديده سياسيا وإقتصاديا وتضع القوانين التي تخدم منهاج حكمها وصيرورته ,وبعباره بسيطه فإن التغيير التي تنشده الطبقات الشعبيه بمختلف شرائحها وفصائلها السياسيه يحتاج إلى تحالفات بين قوى تتفق على النهوض بالممجتمع وتمكينه من التطور تمهيدا لتحوله التدريجي بإتجاه مجتمع منتج ,غير ذلك فإننا نحرث بالبحر .

  • 5 كلهم على المقصلة 21-09-2013 | 01:10 AM

    مثل الثورة الفرنسية


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :