facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




نوبل للأمانة!!


خيري منصور
22-09-2013 03:30 AM

جائزة نوبل كما هو معروف اعتذار أبدي من الفرد نوبل على ما اقترف من ابداع سلبي هو اختراع البارود، وهي إذ تمنح لمجالات معرفية وعلمية اضافة الى الفاعلين في مجال السلام، لا تشمل عنصراً أخلاقياً وحضارياً أصبح نادراً كالحجارة الكريمة في عصرنا هو الأمانة، فنحن قلما نسمع عن بشر قاوموا شهوة المال وتمتعوا بنعمة الاستغناء التي لا يعرفها الا من يجربها، والناس يفقدون يومياً بل على مدار الساعة أشياء تافهة بالمقياس المادي، لكنها أثيرة وحميمة بالنسبة لأصحابها كالهواتف النقالة التي تختزن في ذاكرتها معلومات يصعب جمعها مرة أخرى، ولكي لا أذهب بعيداً، اعتذر عن رواية واقعة حدثت معي، فأثناء ارسال احدى مقالاتي بالفاكس أصابه خلل ما، وتكرمت زوجتي التي تنوب عني بسبب فائض كسلي في العديد من الشجون والشؤون وأخذت الفاكس وقد علق المقال فيه بسيارة أجرة لاصلاحه، وفي الطريق على بعد أمتار من البيت طلبت من سائق التاكسي أن ينتظرها دقيقة واحدة، كي توصي صاحب الدكان بارسال كرتونة ماء الى البيت.. وحين عادت لم تجد التاكسي ولا الفاكس والأهم من ذلك لم تجد المقالة، وهي المقالة الوحيدة التي كتبتها ولم تنشر خلال ثلاثين عاماً، لسبب لا علاقة له بالسياسة أو الرقابة، ولا أدري ما الذي فعله بها ذلك الرجل، هل مزقها أم لف بها ساندويشاً أم أي شيء آخر..

وللمصادفة والمفارقة معاً، سمعنا بالأمس عن رجل اسباني عثر على ورقة يانصيب فائزة بخمسة ملايين يورو وانتظر هذا الرجل الأمين صاحب الحظ لمدة عام لكنه لم يجده، فسلم الورقة الى أحد مراكز الشرطة، ولكي لا يختلط الأمر على القارىء فإن المبلغ هو خمسة ملايين يورو وليس خمسة آلاف أو حتى خمسة دنانير.

وفوجىء الرجل الأمين بأن رد الجميل اليه كان اعطاء فرصة محدودة للعثور على الفائز الحقيقي، ومن ثم تقديم المبلغ كاملاً لهذا الرجل، فقد استحق لأمانته في زمن لا تأمن فيه الأصابع على بعضها كما لا تأتمن اليد اليمنى توأمها!

وكم نتمنى لو أن لجنة جائزة نوبل تضيف الى فروعها فِقْهاً نادراً هو الأمانة بحيث تمنح كل عام لأكثر رجل أو امرأة أمانة في عالمنا المصاب بسعار الامتلاك، ربما بعد ذلك يتنافس الناس على المزيد من الأمانة وليس على المزيد من السطو واللصوصية والزهو بما يظفرون به حتى لو كان ثمن دواء لطفل، أو مبلغاً لتسديد فاتورة مستشفى كي لا يتحول حتى المرضى والموتى الى رهائن في زمن بلغت فيه النذالة أقصاها وأصبحت تستحق أسماء أخرى نعف عن ذكرها!

ان عالما لا يزال فيه مثل هذا الانسان لم يسقط تماماً في الهاوية، لهذا يستحق جائزة كنوبل لأنه دافع عن سبعة مليارات انسان وعن آدميتهم المهددة!

الدستور





  • 1 رحم الله أمواتنا جميعآ. 22-09-2013 | 03:57 AM

    نعتذر...

  • 2 حموري 22-09-2013 | 11:30 PM

    اذا ماتم العمل باقتراح كاتبنا العظيم فأول جائزة يجب أن تكون لصاحب الاقتراح . كل الشكر للاستاذ خيري على انسانيه رسالته العظيمة.


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :