facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عاطف الفراية: رحلة الاياب الاخير


سليمان القبيلات
23-09-2013 06:53 PM

وهو على أُهبة فرح غير مكتمل ردد عاطف الفراية الشاعر الذي رحل أول من أمس بما يشبه الشجن عن صديق مفترض مضى الى الاغتراب أو حتفه ليعود مسربلا في كفن.

رحل الفراية الذي كان ينزف قلقا سكنه وعايشه حتى كان مثل جرح لا يعرف الضماد، وهو أشبه ما يكون في حالة يٌتم أدرك مبكرا أنها لازمته الى الأبد، مثل قرينة لا تعترف بزحام الأسماء ومفاتن الصفات.

كان قلق الفراية بركانا ينفث حممه في خضم الشتاء، فكان فرحه غامرا بمقدم الربيع ليجلس في مقهى بوسط البلد تحت شرفة قمر خاله سيبعث وميضا في الأرجاء فتتحقق أحلام التغيير دفعة واحدة بعد صمت طويل أجاده المعدمون.

ذات صيف اتخذ عاطف الفراية مجلسا في السهر، فأوقف نبض الساعة كيما لا يعرف عمر الوقت الذي يمضي في السهر، متحديا التعب وفارا من اللهاث وسقم الحال والبحث عن شقة كان يقول "إن شراءها يستنزف العمر فتصبح أملا للعربي قبل أن يطويه التراب".

حاول مرّة أن يُعرف الغزل والسفر وكيف يمكن أن يكون المثقف منبتا فأخفقت مساعيه، مختارا أن يجيل عينيه في قاع المدينة وهي تتثاءب بعد قيلولة، ليهم واقفا دون استئذان بالمغادرة الى حيث لا يدري.
قام وقال: موعدنا غدا.

لكن هذا الغد لم يأت أو لم يحن بعد.

أسكت هذا الكركي العابر للظنون والمطارات ونصوص السيناريو سامعيه، وهو يرفض أن يخط كلمة تشي ولو ببعض أمل أو حتى تسهم في تبديد ليل محبته وهي تواري دمعة أو ابتسامة، من فرط متاعب انتظارها الطويل.

وهو يهم بالذهاب الى المطار كان الفراية يخاطب حقيبة الثياب، معتذرا لها عن شاعر لا يجيد السفر، فيلقيها مثل بقية المتاع وهي التي تكتظ ببعض كتب تغني روحه وتبعث فيها الحياة.

مضى عاطف الفراية وهو يعاني من غوائل دربه الوعر، رافضا الانخراط في القطيع، فمهمته فوق متاع الدنيا التي يختزلها المديح بتدبيج قصيدة بلحظتين، تنقلانه من قحط الأحياء الموحلة الى تلك الأسقف الظليلة الغارقة بالمكر والمال والبؤس.

برحيل الفراية الشاعر والكاتب تخسر الساحة الثقافية "حنجرة غير مستعارة" حسبما ذهب في تسمية مجموعته الشعرية الصادرة في العام 1993، وتخسر البلاد واحدا من القناديل التي لم تتكلف الإنارة، ولم تعصف بها الأنواء إذ كان يعرف عن كثب تيّار محبة البلاد وناسها المتعبين الممزقين من الألف الى الياء.

صدرت للفراية الذي يعمل منذ 15 عاما في إمارة الشارقة، مجموعته الشعرية الأولى "حنجرة غير مستعارة" في العام 1993 عن وزارة الثقافة. وفاز في العام 2000 بجائزة الشارقة للإبداع العربي عن مسرحيته "كوكب الوهم" التي أصدرتها دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة في كتاب. ثم فاز بجائزة جمعية المسرحيين بالإمارات للتأليف المسرحي في العام 2002 عن مسرحيته "أشباه وطاولة".

أصدرت له وزارة الثقافة في العام 2007 كتاباً يضم مسرحيات ثلاثا عنوانه "السقف". كما أصدر له الانتشار العربي في العام 2008 مسرحية "عندما بكت الجمال". والفراية حائز في العام 2007 على جائزة ناجي نعمان العالمية.

ويرى نقاد أن الراحل الفراية أكد قدرة في ديوانه الأول "محاريب الأنثى" الذي كتبت قصائده في السنوات 2007 – 2012 على إدخال القارئ دونما استئذان الى محراب مفاهيمه عن القصيدة وتأمل الشعر والذات الغنائية التي توحد نفسها بمنجزها.

والفراية ينتمي الى جيل التسعينيات الشعري، لكن ناقدا يرى إنه "وإن كان من ذلك الجيل زمانا، فإن روحه الشعرية تختلف الى حد ما، ففي شعره نزعة إيحائية، وقصائده تنزع الى إحياء الوعي بالذات الجمعية وبالمكان وبخاصة في ديوانه (حنجرة غير مستعارة) الذي زاوج فيه بين جماليات التعبير والغاية الاجتماعية - العملية للفن على نحو مفرط في الانفعال الذي ترجم صورة المعاناة والتألم والتأزم، ناطقا بمعاناة البشر".





  • 1 ام اسامه المبيضين 24-09-2013 | 10:35 AM

    اللهم ارحمه رحمة واسعه واحشره مع الانبياء والصديقين والشهداء

  • 2 وفاء عمر الذنيبات 25-09-2013 | 02:09 PM

    رحم الله الفقيد عاطف الفراية المتميز ثقافيا منذ القدم واسكنة الله فسيح جنانه


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :