facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الحرب القادمة هي حرب غاز .. !


أ.د عمر الحضرمي
05-10-2013 03:04 AM

يبدو، حتى للمراقب العادي، أن الحرب الأميركية الدائرة حالياً هي حرب طاقة، وهي على المدى المنظور حرب غاز ونفط، وعلى المدى البعيد هي حرب غاز فقط. إذ وبعد خمسة عقود من الآن، سيكون معظم ما تبقى من نفط العالم موجوداً في بحر قزوين والمحيط المتجمد الشمالي، وذلك لأن نفط الخليج، ساعتها، لن يبقى منه الكثير، ولن يغطّي الطلب العالمي. وهنا يجب أن ندرك أن الحرب القادمة هي حرب غاز، خاصة وأن الإتحاد الأوروبي قد أعلن أنه منذ عام 1994 قد بدأ يتحول نحو الاعتماد على الغاز كونه الوقود الايقولوجي النظيف، متخلياً عن النفط القذر، وراحت صناعة السيارات فيه تذهب في هذا الاتجاه، وكذلك التدفئة المنزلية وكثير من الصناعات.

وهنا لابد من التوضيح أن الولايات المتحدة الأميركية هي من الدول الغنية بالغاز، لكنها، ورغم توقيعها على إتفاق «كيوتو»، تُعتبر أكبر مستهلك للغاز يليها الإتحاد الأوروبي لذلك ستظل بحاجة لهذه المادّة. وفي هذا السياق نذكر أن الغاز الروسي يزوّد السوق الأوروبية بنسبة تزيد عن 25%. ولما أن كانت روسيا بلداً يعتمد، في اقتصاده، على بيع الخامات (نفط وغاز)، فإن فقدانها لسوق الغاز يعني انهيار اقتصادها، وبالتالي فإنها ستعود إلى دوامة المشكلات المالية، خاصة إذا ما علمنا أن خط نابوكو(بالرغم من تعثّره) يمثل تقليلاً لإعتماد دول الاتحاد الأوروبي على الغاز الروسي، وذلك لأن انجازه (أي الخط) يعني ضرب الاقتصاد الروسي وحرمانه من أهم مدخلاته، وهذا يقود، بالضرورة، إلى إدخال روسيا في الفوضى. لذلك فقد اعتبرت روسيا أن إنشاء هذا الخط هو عمل عدائي ضدها، إذ أن وصول الغرب إلى النفط في بحر قزوين والمحيط المتجمد الشمالي يقتضي ابتداءً إشعال روسيا من الداخل، وليتم ذلك يجب قطع مواردها المالية من جهة، وإعادة إشعال المناطق المسلمة في روسيا (الشيشان، وداغستان) بعد ان تشتعل الحرب الطائفية في الدول العربية وبالذات في سوريا.

وحتى نفهم ذلك لا بد من استعراض أسماء دول الغاز حول تركيا التي يستهدف مشروع نابوكو جرّ الغاز منها إلى تركيا ثم إلى أوروبا، وهذه الدول هي تركمانستان، أذربيجان، إيران، العراق، الساحل الشرقي للمتوسط بين لبنان وفلسطين، قبرص وصولاً للغاز المصري. وهنا لابد من ملاحظة أن غاز تركمانستان يجب أن يمر ببحر قزوين، وغاز أذربيجان لا يمكن أن يمر بأرمينيا بسبب النزاع على إقليم ناكورني قرة باخ، ويبقى الطريق عبر جورجيا هو الأفضل. ولتنفيذ ذلك، فعليّاً، فقد بدأت عملية تمديد منشآت خط الغاز نابوكو في جورجيا، قبل عدة سنوات، فما الذي حدث؟ أعلنت أبخازيا واوسيتيا الجنوبية استقلالهما عن جورجيا، الأمر الذي تلاه تدخل روسيا المباشر بحيث وصلت قواتها إلى تخوم أبخازيا، وذلك بعد أن دخل الجيش الجورجي إليها. بدأت روسيا بمساندة الجمهوريات المستقلة عسكرياً حيث اقترب جيشها من العاصمة الجورجية تبليسي، وقبل أن ينسحب، وخلال حرب القوقاز، لم يُبْقِ شيئاً من منشآت خط نابوكو لم يدمره. وبعدها بفترة قصيرة وقّعت أذربيجان عقد شراكة مع روسيا، وأوقفت «غاز بروم» استخراج الغاز الروسي، وبدأت بشراء الغاز الأذربيجاني، فضلاً عن شرائها قسم كبير من الغاز التركمانستاني.

وحتى نستكمل بعض أطراف الرواية، لابد لنا من مقاربة ما عُرِف بمسألة «الغاز النيجيري». فعند دخول روسيا إلى الاستثمار في مشاريع الغاز في نيجيريا، هاجمت الصحف الأميركية الدخول الروسي إلى مناطق إفريقية، لكونها، حسب القول الأميركي، منطقة مصالح غربية. وما أن تم توقيع الاتفاق بين «غاز بروم» ونيجيريا، حتى انفجرت أعمال عنف طائفي في نيجيريا، أدعى الأميركيون أن ذلك صدفة. ولكن ما كان ينشر في الواشنطن بوست الأميركية، وغازيتا الروسية يبين بشكل مباشر وواضح أن هناك حرب غاز معلنة ومفتعلة ومقصودة.
إذن الحرب الدائرة في المنطقة هي حرب تدور رحاها حول مصادر الطاقة وليست حرب حضارات كما تبدو في العلن، أو أنها حرب أناس يسعون إلى مساندة الديمقراطية ومناصرتها ضد أنظمة ديكتاتوريّة، ولكن الواقع أن القوى الدولية تتنافس فيما بينها على امتلاك الهيمنة على المنطقة لخدمة مصالحها. فروسياً لها مصلحة في بقاء سوريا. وأميركا لا مصلحة لها في تدمير سوريا نهائياً، ولكن في ترويضها، ولو عن طريق إشعال حرب داخلية يشارك فيها أناس من جميع أنحاء الأرض. وتركيا تقاتل من أجل الحصول على خمسة مليارات متر مكعب من الغاز ثمن مرور الغاز في أراضيها.

هذا جزء من سيناريوهات الحرب الأميركيّة على العالم وعلى الوطن العربي لتدمير أركانه، وهو يحدث للأسف ونحن لا حياة لمن تنادي، بعد أن غدونا الضحية الوحيدة لهذا النظام الدولي الجاثم فوق صدورنا.
ولضرورة بيان التفاصيل، واستجلاء حقيقة «الياسمينة الزرقاء»، ولادراك جوهر الطُّعْم الذي ابتلعناه واسميناه «الربيع العربي»، فإن لنا عودة للموضوع.
(الرأي)





  • 1 معاني ...... 06-10-2013 | 03:29 AM

    الحرب في سوريا هي اخر الحروب بالشرق الأوسط وستنهار كل الدول العربية من الداخل تباعاً ,حيث ان وجودها أو عدمه لم يعد مهماً بالنسبة للغرب واسرائيل


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :