facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




السودان في عين العاصفة !


د. سحر المجالي
05-10-2013 05:27 AM

بالرغم مما أصاب وحدة التراب السوداني من طعنة قاتلة وذلك بإنفصال جنوبه، إلا أنه ما زال يمثل إستراتيجياً العمق العربي نحو افريقيا جنوب الصحراء، كما انه من الدول ذات الدلالة الدينية والقومية والعرقية، وفيه احد مكامن الإزدهار الإقتصادي العربي ان احسن إغتنام ما يتوفر فيه من مكونات الزراعة والصناعة، وكونه بوابة واسعة يمكن من خلالها ان تدخل مخرجات التصنيع في الشرق العربي الى معظم دول افريقيا، فمن خلاله يمكن ان تفتح اسواق كثيرة على مدى القارة السمراء.
والسودان اليوم، كما هو بالأمس، مطلوب طائعاً تاركاً لفروضه القومية والعقائدية، وهو مطلوب ايضاً ممزقاًً مرهقاً من التمزق الداخلي والحروب التي لم تعد اهلية، بقدر ما هي حروب تشارك فيها دول كثيرة حتى من خارج القارة. وهو مطلوب ايضاً مرهوناً لضائقة الحصار والتجويع والتركيع، حتى تنغلق تماماً ابواب الإنفتاح العربي الاسلامي على افريقيا، وحتى تتمكن بعثات التبشير السياسي والفكري الصهيوني من الإستمرار في إختراق القارة من خلال ما تقوم به إسرائيل وبعض الدول الغربية الاخرى.
ان التمزيق المتواصل للسودان يعني ابتداءً ثلماً كبيراً في الامن القومي العربي، ويعني إنهياراً واسعاً وشاملاً لأحد الثغور، خاصة وانه عانى الكثير من الإحتراب الداخلي والإنقلابات المتتالية، خلال النصف الثاني من القرن العشرين، تلك الاحداث التي جعلته نهباً للإضطراب والتشتت والضعف، فما ان يخرج من تجربة عسكرية محرجة حتى يدخل في دوامة سياسية مرهقة، وما ان ينتهي من ازمة حتى يدخل في اخرى، حتى فقد كثيراً توازنه وإستقراره، خاصة وإنه اقحم في صراعات فكرية ودينية وحتى عرقية، اصابت مؤسساته الاساسية واعطبت العديد من مشاريعه التنموية والإقتصادية، وهزت وجدانه الفكري، وجعلت ارضه ساحات صدام داخلي عنيد وعنيف.
ونظراً للأحداث المؤسفة التي يتعرض لها السودان اليوم، فإن من واجب القيادة السودانية إحتواء الوضع الداخلي المتأزم نتيجة للتداعيات الإقتصادية الخطيرة، بشيء من الحكمة والإحتواء المتعقل، وبعيداً عن الدماء والتأزيم.
كما أن الامة العربية مدعوة إلى التنبه والوعي وإدراك عظم المؤامرة التي تحاك على اقطارها وشعوبها، وأن الإستعمار الجديد الذي بدأت صياغته بعد انتهاء الحرب الباردة، وبعد إعتماد سياسة الوفاق بين القطبين الدوليين، ثم ما حدث من تطورات، اثر تفرد الولايات المتحدة بقطبية العالم، وبعد بروز ملامح القطبية الثنائية مرة أخرى، اخذ هذا النظام يمارس اساليب هي اكثر خطورة من الإستخدام العسكري، او التهديد بإستعمال القوة التقليدية، فأصبحت صيغ الاستعمار الحديث تتمثل في التخريب الثقافي والتدمير الحضاري والتطاول على المبادىء والقيم واللجوء الى الحصارات الإقتصادية والتكنولوجية، وتمزيق الوحدة الداخلية للدول، وإستغلال التفوق العلمي لإحتلال الدول بصورة غير مباشرة، وإنهاء مقاومتها وإلغاء قوميتها وهويتها. ولنا مثال واضح فيما يجري على الساحة الفلسطينية، وما تشهده العراق وافغانستان والشيشان والعديد من الدول من تغييرات وتهديدات، تقصد إلغاء المفاهيم والاعراف، وإستبدالها بأخرى تتوافق والمنظومة الاستعمارية الجديدة.
إن السودان الآن يتعرض لهجمة شرسة تتداخل فيها، إحتجاجات الشعبية مع الاسلحة التقليدية والوسائل الدينية والعرقية والايديولوجية، وتركته يبحث طوال الوقت عن الإستقرار وعن السيادة وعن الامن وحتى عن الهوية.
أملين من القيادة السياسية والفكرية والثقافية في السودان، وبعد فصل جنوبة، أن تستوعب الدرس، وأن تدرك بان عليها ان تلملم جراحها، وان تعيد الى البلاد الوحدة بأي ثمن، وان تستعيد عافية التواصل بين اطراف القطر ومكونات حراكها الشعبي، وذلك بالإلتقاء والمجادلة بالتي هي احسن. والإيمان بأن التحاور من خلال فوهة البندقية هو قتل للآخر وإنتحار للذات، وانه هو ما يريده الاعداء المتربصون به حتى يسقط ارضاً.
وإن على الخيرين من القادة العرب ان يندفعوا وبكل قوة لإغاثة السودان، الذي ما زال يئن تحت وطأة الإنفصال، نحو إعادة بنائه وازالة الخطر المحدق به وإنهاء أزمته. وعلى جميع الاطراف السودانية ان تدرك ان لا احد من خارج الوطن العربي يريد لها الخير، وإن ما يجري يقصد منه إنهاك قوى الجميع، حتى ينتهي البلد وتسقط راية عربية إسلامية اخرى، وبالتالي ينكشف الامن القومي العربي امام الاندفاع المحموم لدول عديدة، تريد ان تحتله وان تديره حسب هواها وحسب مصالحها وإهتماماتها، وان تُدخل الامة العربية في دوامة التمزق والخوف.
(الرأي)





  • 1 انداري 05-10-2013 | 12:37 PM

    مهو إذا البحرين معتبرينها عمق، السودان شو ناقصو
    أحلى عمق لعيون السودان
    وسلميلي عدارفور

  • 2 مغترب اردني 05-10-2013 | 03:11 PM

    قبل ازبوع كنت بالسودان ما كان في عاصفه عنجد

  • 3 لا يا دكتورة! 05-10-2013 | 03:22 PM

    اسمحيلنا، هل اغتصاب النساء وقتل الأبرياء في دارفور كان جزءا من متطلبات الأمن القومي العربي؟
    هل تحويل السودان إلى قاعدة خلفية لكل حركات الإرهاب الإقليمية من كارلوس حتى القاعدة مرورا بالإخوان وغيرهم كان من مقتضيات الأمن القومي العربي؟
    اسمحيلنا يا دكتورة!

  • 4 اسعد السكارنه العبادي - الصين 05-10-2013 | 05:19 PM

    نعتذر...

  • 5 عثمان عز الدين 05-10-2013 | 05:45 PM

    أشكرك يا دكتوره على هذا المقال التحليلي والعميق حول الوضع في السودان. لقد خسرنا العراق وها نحن على وشك ان نخسر سوريا، والبحرين والخليج العربي والعراق يتعرضون لهجمة صفوية لا تقل عن الخطر الصهيوني. وبالتالي فإن على الأمة إنقاذ سلة الغذاء العربي ..إنقاذ السودان، لأن ضياعها سيعني ضياع النيل وبالتالي ضياع مصر وبالتالي ضياع ما تبقى من أمة العرب.

  • 6 متابع 05-10-2013 | 05:49 PM

    نعم البحرين عمق عربي..وكل بقعة من الوطن العربي هي عمق عربي ..إلا الذين اصابهم عمى الألوان او لا يدركون معنى العمق العربي..زالسودان تمثل مقتل الأمن القومي المصري..ومصر تمثل ذروة سنام الأمن القومي العربي..لسوء الحظ هنالك جهل مطبق لبعض من يتكلم العربية ولا يحس بأوجاعها.

  • 7 عبالللطيف علي- العراق 05-10-2013 | 05:53 PM

    السودان ليس وكراً للإرهاب كما يدعي رقم 3، الإرهاب هو صنيعة التخالف الصهيوني- الصفوي الصليبي. من قسم السودان..من إغتصب فلسطين..من قسم الأمة العربية..من إغتصب العراقيات وقتل وشرد الملايين من العراقيين..من قتل مليون جزائري..إلإرهاب صنيعة الغرب الإستعماري...لكن يبدو أن بعض من يحملون أسماء عربية لا علاقة لهم بالأمة والعروبة ومآسيها

  • 8 إلى رقم 7 من رقم 3 05-10-2013 | 09:51 PM

    نعتذر...

  • 9 د-جبريل اجريد السعودي 06-10-2013 | 02:06 AM

    تحياتي واشواقي الخاصة -
    اشكرك على هذا المفال وان كانت الأمه نظرها بتجاه الشام فاليوم كثرت المصائب بسبب البعد عن الدين وعن القومية العربية التي لم تنهض بعد -حمى الله السودان.
    تحياتي الى الخال الغالي والعزبز.واتمنى لكم اقامه جميله


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :