صديق الماني كثيراً ما يزور الاردن .. قال لي مؤخراً وقد عاد لتوه من العقبة ، لديكم هذه المره كثير من النسور السوداء ... قلت له لم أفهم رغم أني أعرف أنكم الالمان تحبون النسور حتى أن هتلر كان يطلق على مقر حكمة " الرايخستاج " أي عش النسر ... قال أعني أكياس البلاستيك السوداء الخفيفة تطير في سماء الاردن حيثما ذهبت مثل النسور السوداء ..و لقد كانت الاردن و عمان و العقبة أكثر نظافة قبل عامين .. أصابني الحرج و قلت له لا يوجد لدينا مال و نحن بلد فقير و أُضيف لنا كثير من اللاجئيين خلل العامين الماضيين مما أضاف لنا أعباء جديدة ... قال الموضوع لا يحتاج الى أموال ،،، فقط أن يلتزم الاردنيين بعدم القاء الفضلات و خاصة الاكياس السوداء حيثما كان و ربما الافضل حظر أنتاج و استخدام هذه الاكياس .. أصبت بالصمم و الخرس معاً و غيرت الموضوع ....


ذكرني ذلك بأغلب المواطنيين الاردنيين الذين على سبيل المثال عندما يدخلون الى صيدلية فيشتري الواحد منهم "ريفانيين" ثمنها ستون قرشاً يدفعها على مضض بعد أن يطلب خصم 10% و يطلب كيساً بلاستيكياً ليضعها فيه مع أنه يستطيع أن يضعها في جيبة أو تضعها السيدة في حقيبة يدها الكبيرة جداً ، و ربما رغبة في الانتقام من الصيدلي بتخسيرة ثمن كيس أو ربما رغبه منه في تلويث البيئه و زيادة القذارة في شوارع عمان و انتقاماً من الحكومة الظالمة و البخيله له ومعه

هذة الثقافة البيئية العالية المستوى ربما هي جزء من ثقافتنا اليومية نمارسها جهله و متعلمين ، صغاراً و كباراً مثقفين و ضحلين ولا نستطيع الاستغناء عنها الى درجة الادمان ... ربما على حكومتنا أن تفعل شيئاً في هذا المجال على الاقل فيما يتعلق بالنسور السوداء !!!!!!


و ربما على وزير البيئة أن يمنع أنتاج هذه النسور السوداء أو يفرض عيها ضريبة نوعية 1000% فيساهم في حل بؤس الميزانية و يحافظ على البيئة في آن واحد ، الا أذا كان لها معزة خاصة عند دولة الرئيس بحكم تقاطع الاسماء أو كان له قريب يتعيش من وراء هذا النوع من البضاعة صناعة أو تجارة أو أنه يحب تطييرها بدل الطائرات الورقية للأطفال .