facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عفوا سيدي الرئيس .. ما عرفتك!


د.خالد الشقران
23-01-2008 02:00 AM

وزع الموقع الرسمي لحكومة الولايات المتحدة الأمريكية عبر الشبكة الالكترونية خبرا مفاده أن الرئيس الأمريكي كان قد اجتمع خلال زيارته لدولة الكويت مع عدد من النساء الكويتيات حول مائدة مستديرة لمناقشة الديمقراطية والتطور" حيث قال الرئيس في هذه الندوة "أن المجتمعات تغتني بمشاركة المرأة وأنا من المؤمنين بشدة ببرنامج الحرية" .وأضاف الرئيس الأمريكي بأنه " يعتقد أن ضمان حصول كل المشاركين في المجتمع على صوت متساو جزء متمم لبرنامج الحرية" وبأننا والقول هنا للرئيس " نريد فعلا أن نساعد لأن جزءا متمما لبرنامجنا الديمقراطي هو تمكين المرأة من حقوقها".
وفي خبر آخر وتحت عنوان "بوش يروّج للحرية والعدالة في الشرق الأوسط" اكد الموقع المذكور على "ان الرئيس بوش يعكف على دفع عجلة الديمقراطية والعدالة في جميع أنحاء الشرق الأوسط خلال جولته في المنطقة على مدى 8 أيام"

وبصفتي كمواطن عربي يدعى انه معتدل ومتفهم لوجهات النظر المختلفة فقد حاولت مراراً إقناع نفسي بأن سيادة الرئيس الأمريكي -الذي كلف نفسه وحاشيته عناء المخاطرة والسفر إلى منطقتنا لوضع حلول للازمات وعدم الاستقرار التي تعاني منهما المنطقة- قد يكون جادا هذه المرة في معالجة قضايا المنطقة العالقة وعلى رأسها الصراع العربي الإسرائيلي بشكل عام والقضية الفلسطينية بشكل خاص والمسألتين العراقية واللبنانية ، إضافة إلى اهتمامه بضرورة المضي قدما في عملية إحلال أو إطلاق الديمقراطية والحريات العامة لشعوب المنطقة والعمل بصورة أفضل لتحقيق مزيدا من الإنجازات في مجال حقوق الإنسان وتمكين المرأة.

لكن تصريحات السيد الرئيس في المواقع والدول المختلفة التي شرفت بزيارته والأخبار التي تم تناقلها عنها وسلوك قوات ومرتزقة الآلة العسكرية الأمريكية على ارض المنطقة كلها لم تدع لي فسحة من المجال حتى للشك في أن يكون الرئيس صادقا هذه المرة واليكم الدليل حيث لا يحق لمثلي التجني أو الادعاء بغير إقامة الدليل على دولة هي الراعية الأولى لحقوق الإنسان والديمقراطية والسلام في المنطقة والعالم اجمع.

ففي الأراضي المحتلة التي كانت المحطة الأولى في جولة السيد الرئيس حامي الديمقراطية والعدالة أسقط سيادته في تصريحاته حق العودة مقابل تعويض مجزٍ، اضافة الى اطلاقه مصطلح " الدولة اليهودية" بما يحمله ذلك من دلالات ومضامين خطيرة يكمن أهمها في اعترافه بأن إسرائيل هي دولة لليهود فقط مع ما يتبع ذلك من إلغاء للوجود العربي المعبر عنه فعليا بالإنسان وذاكرة الزمان والمكان، ناهيك عن سكوته عن المجزرة البشعة التي ارتكبت ضد الشعب الفلسطيني والتي راح ضحيتها عشرون شهيدا ووصفها الأمن الاسرائيلي بأنها "اجمل ما يمكن مشاهدته"!، دون ان نسمع حتى ولو استنكار او شجب لهذه العملية الإجرامية من المسؤولين الامريكيين.

وفيما يتعلق بالعملية السلمية وحل معضلة الشرق الاوسط الرئيسة فكما توقع المراقبون بأن هذه الزيارة لن تسفر الا عن زيادة عدد زيارات المسؤولين الامريكيين للمنطقة دون تقديم أي حلول حقيقية للقضية الفلسطينية ومشكلات الشرق الاوسط بشكل عام، ناهيك عن ان هذه الزيارة برمتها جاءت بالاصل لكسب اصوات اليهود وتوظيفها لخدمة حزبه في الانتخابات الأمريكية، واذا ما صحت التسريبات الإعلامية التي تحدثت عن اعطاء بوش الضوء الاخضر لاسرائيل لضرب او تدمير غزة وهذا ما ستكشفه الأيام القادمة فإننا بذلك نكون امام تطبيق فعلي لحماية الديمقراطية وتطبيق العدالة ولكن من نوع آخر.

اما فيما يتعلق بإيمان السيد الرئيس بالحرية واهتمامه بدفع عجلة الديمقراطية والعدالة فلا دليل افضل من الوضع في العراق على مدى دقة هذا الكلام ، خاصة وان العراق بات وكما تعلمون واحة للحرية والديمقراطية وحماية وصون حقوق الانسان وتمكين المرأة، بدليل عدد القتلى لمجرد انتمائهم لطائفة او عرق معين، وبدليل عمليات القتل والسلب والنهب المنظمة والعشوائية التي مارسها مرتزقة الجيش الامريكي في هذا البلد، اضافة الى المعاملة اللاانسانية واللااخلاقية التي تجدها النساء والرجال العراقيون في السجون الامريكية في العراق، وبدليل المحاكمات الانتقامية وغير العادلة لكل قيادات وموظفي الحكومة العراقية السابقة دون حتى محاولة التمييز بين من هو مذنب ومن لا ذنب له سوى انه عراقي الهوى عربي الانتماء.

سيدي الرئيس كنت سأعرفك فقط؛ لو انك اعترفت بخطأك في اجتياح العراق، ولو انك اعترفت بأنك من اكبر المتأمرين على استقرار المنطقة وعلى الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة،وبأنك من اكثر الناس استفادة من الفوضى التي كنت قد أسميتها بالبناءة خاصة اذا ما وضعنا في مخيلتنا الارتفاع المجنون لاسعار النفط ومن هو المستفيد الاول من ذلك، ولو انك اعترفت بأنك من بين اكثر الناس في العالم انتهاكا لحقوق الإنسان وللمبادىء المثلى للديمقراطية والحرية والعدالة، ولو انك اعترفت بأنك من أكثر المحافظين الجدد تطرفا وانحيازا لإسرائيل ، أما وانك لم تفعل ... فلن أقول لك الا : عفوا سيد بوش .. ما عرفتك!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :