facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




وديـع الصافـي .. بقيـة العمالقـة


محمود الزيودي
15-10-2013 04:39 AM

حينما ولد وديع الصافي عام 1921 كانت مؤامرة سايكس بيكو احكمت قبضتها على بلاد الشام ومزقتها الى اربع قطع . لبنان . سوريا . الاردن . فلسطين ... في التاسعة من عمره انتقلت عائلته الفقيرة ( 8 أولاد ) من قرية نيحا الشوف الى بيروت ... في الثانية عشرة من عمره غادر المدرسة ليساعد والده على نفقات العائلة .

ولأنه ايضا ً محب للموسيقى والغناء الذي لا يلائم مدرسته المحافظة في دير المخلّص ... في السابعة عشرة من عمره انتزع المرتبة الأولى في العزف والغناء والتلحين من أربعين متسابقا ً في الاذاعة اللبنانية ( زمن الانتداب الفرنسي ) ... انتبهت اللجنة الفنيّة لصفاء صوته فاسمته وديع الصافي بدلا ً من وديع فرنسيس ... خلال سبعة عقود من الزمن حمل مع نصري شمس الدين وفيروز والأخوين رحباني هويّة لبنان الى العالم ... أغاني شعبيّة تحمل صوت الجبل ومفردات الحياة اليوميّة القديمة ... مرقوا الحصّادين ... يا مارق عالطواحين ... بتحبني وشهقت بالبكي ... الليل يا ليلى يعاتبني ... خضرا يا بلادي ... غالبا ً ما تتضمن أغانيه موال العتابا الشامي الذائع في افراح ومناسبات سوريا الغربيّة وشمال فلسطين . في بداية مشواره الفني عام 1950 أدهش الملحن والمطرب محمد عبد الوهاب الذي قال عنه ... من غير المعقول أن يملك احد هكذا صوت .
بالرغم من مصائب لبنان في حربه الأهلية المشؤومة عام 1975 وبعدها . لم يتوقف وديع الصافي عن العطاء بعد أن تطوّح بين مصر وبريطانيا وفرنسا التي منحته جنسيتها بالاضافة الى البرازيل . ومنح ايضا ً ستة أوسمة وشهادة الدكتوراة الفخرية ... غنى للأردن رائعته ( عمّر يا معمّر ) .. من كلمات وألحان الاخوين الرحباني ... وأردن يا ديرة كرم ورجال .. أكرم توفيق النمري بأداء اغنيته ويلي ما احلاها البنت الريفيّة .
في مطلع هذا القرن ووديع في الثمانينات من عمره اعتلى مسرح قصر الثقافة بعمان ... قبل أن يبدا الغناء طلب شماغ أردني مع عقال ... كنت في الصف الأول باللباس العربي والشماغ الذي وضعته على رأس وديع وكفكفته عنقرة على الطريقة الأردنية ... تركته له وعدت مفرّع الى غريسا ... في جلسة خاصة وبتواضعه المعهود استمع لمجموعة من المطربين الأردنيين الشباب الذين حيّوه بغناء مواويله فردّدها معهم مسرورا ً ... سالته عن رأيه في الاغاني الحديثة عموما ً ... أجابني أن أغلب الاصوات كهربا ... دعهم يبتعدون عن مكبرات الصوت والات التضخيم واستمع اليهم ... أحد المطربين غنى دونما مايكرفون فصفق له وديع ضاحكا ً ... لم تطل جلستنا معه ونحن نعرف أنه اجرى عملية قلب مفتوح قبل سنوات ... ودّعناه على أمل اللقاء في زيارة اخرى لبلده الأردن التي احبها وغنى لها ... ضعف قلبه في منزل ابنه طوني في المنصوريّة وتوفي في المستشفى ... ترك اخر العمالقة تراثا ً فنيا ً غزيرا ً لم يتراكم لأغلب الفنانين من جيله ... ذهب وديع ولكن صوته سيبقى يطربنا الى زمن طويل .

الدستور





  • 1 ابو بشير 15-10-2013 | 04:22 PM

    فعلا !! ذهب العمالقه وبقي الاقزام !
    وبموته انقرض الفن الاصلي المحترم وبقي المتعمشقون على القطوف العاليه ... كل شيء جيد في امتنا يندثر ؟

  • 2 مالك مدادحه 19-10-2013 | 04:31 PM

    وكذلك انت بااستاذ محمود من عمالقه الاردن في كتابه الدراما


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :