ونحن نردد لبيك اللهم لبيك في عيد الأضحى .. وان الله اكبر كبيرا ولله الحمد .. وفيها تجريد النفس أمام خالق الكون وخلف قيادة نبي الأمة صلى الله عليه وسلم..فأننا من شعبكم الأردني الذي يعيش في هذه الأيام صورا باتت مختلفة جدا عما مضى..وهو الشعب الذي لم يعرف ساعة أو استراحة له منذ عام 1989 إلا تعايشه مع المنغصات الاقتصادية والتي هدرت فيها أو سرقت المليارات وهو الشعب الذي كان وما يزال يؤمن بمعسول القول من المسئول عن الغد المشرق .. فإذا هو نفق مظلم يتخلله أنفاق أخرى.. توهان وحيرة كبيرة وبأننا في هذا الشعب خضعنا طوال تلك السنوات إلى امتحانات توضع فيها الأسئلة التعجيزية .. لكنه هو الشعب الأردني الواعي المدرك بأن في كل سنة أو لحظة يقف أمام خطورة الوضع في دولته ..ويقدم الولاء الحقيقي لقيادته وخوفه على إلا يتعرض وطنه إلى ما يعيشه إخوة لنا من حولنا .. وليس في ذلك بشماتة ..وفي ذلك لنا كحال الجسد الذي يشتكي منه عضو بسهر بقية الأعضاء بدرجة حرارة من السخونة..ونعم ،انتشر الفساد وأصبحنا نعيشه ونشاهده ..أليست خطط من استأجرتم يا سيدنا كانت ورقية ولنتذكر الندوات في فنادق الخمسة نجوم عن سيناريوهات أردن المستقبل أو أردن سنغافورة العرب والعالم النامي.. أليسوا هم المتمتعين بخيرات الدولة والمنطق يقول أن الحسد يمكن علاجه ولكن من الصعب علاج العقل أو إعادة بناء الانتماء....

سيدنا:

تربينا على حب البلد والانتماء لقيادته : ترابه وإنسانه والتمسك بالوطن ومن اجل الوطن كان لنا مواطنين شهماء وأصحاب النخوة ،صادقين العهد والوعد وكرماء بتضحية أبناء الوطن بالدم ،شهداء، وتركوا أطفالا لهم ليبقى الوطن ورايته ومسيرة البناء لأبنائهم وأبناء الوطن والتمسك بجذور الأرض ولنتمسك بالأمانة ولنلوح بدرب النشامى بفعل أولئك الإبطال الذين ضحوا وقدموا من اجل ضم صغارهم بأحضان دولتهم ولان الأردن لنا ويليق به التضحية وحتى لا تغيب شمسه وأرضه لتبقى لنا ونعلم الأبناء، فما نحن إلا أحفادهم ،رحمهم الله ،ونحن جزء من تاريخهم لنحمي بلدنا إذ لا يوجد اغلي منه علينا ،كما هم الأبناء في أوطان أخرى يحبون بلدانهم ،فكانت زغرودة الأمهات والزوجات بشهادتهم وثبتنا طوال السنوات والتزمنا بثوابتنا الوطنية واستقبلنا حكوماتكم ومستبشرين في كل حكومة بصدق النوايا ولم نحملها إثما عند كل تشكيل ونرمي خلفنا كل تزاحم في ساحات بناء الرجال أو النساء يتبؤن مواقع المسؤولية فكان لنا مرصدا تراكميا من الفشل في بناء الدولة وتقدمها بعد أن كنا روادا في منطقة هي الأخرى مشحونة بالأزمات .. بالرغم من إن شعبك يعرف ألان أكثر إن معالجة الأزمات لن تكون بين ليلة وضحاها..والأصل أن تلك السنوات قد جذرت معزة خاصة في رص الصفوف وإيجاد وسيلة للمحبة بين الشعب والقيادة ،ولكن، ومقابل ذلك الصدق من الكرم بالشهادة والعطاء ،وهم ممن وعدوا وأوفوا ،فهل تم ذلك ممن تسلم أمور الدولة، الم يظهر بيننا تجار السلطة ،وقد تجاوزوا كل القيم والثوابت الوطنية وابرز تلك التجاوزات إن تعدياتهم قد جاءت على إضعاف المسلمات الأردنية ودون أي إصلاح حقيقي، واستحوذوا على مناصب الدولة وشكلوا لهم هرمية في الإمساك بالدولة ،وبذلك تحول الأردن إلى صراع بين الأشخاص والتي لا تمت لمصالح الأردن.. ومن المؤسف أن فكرهم قد بنى فلسفة اقتصادية جديدة لم يعرفه أي شكل من المناهج الاقتصادية.. أي إن الدولة مثلها مثل عين الماء تروي البعيد وتعطش القريب.. وتأثر الشعب منهم .. فهل لتلك التضحيات سمة إنما المؤمنون إخوة..

سيدنا:

عندما تم تكليف دولة الدكتور عبدالله النسور بهذه الحكومة ،فقد بنيت أمال كبيرة على هذا الرجل وهو من رحم الفقر والمعاناة ووطني خاص، وثائر على الظلم ويشكي هو إليك يا مولاي من حالنا المتردية.. ولديه بغضا لحال القرارات التي أرهقت شعبا صابرا على قلة في دعم حكومي وان الخير له فيما ابتلاه الله من حكومات سابقة ،وقدر الله وما شاء فعل .. ويذكر أصدقاء لي عندما ولدت الحكومة النسرية بأنني قلت إنني أخاف على هذا الرجل السبعيني مما سيجد إمامه .. فلطالما تابعت سابقا بيانات وأرقام عن حال الدولة وأجريت دراسات بحثية .. وهي متعلقة بتخصصي في التخطيط التنموي .. بأن الرجل سيجد إمامه مما لا تسر عيناه ،وهو الذي غاب أو غيبته تلك الفئة التي أمطرتنا ببخت قادم .. ولكنه الرئيس الذي يتحدث بصراحة تامة إن مما وقعته حكومات سابقة قد أصبح واقعا وحقيقة ..ونحن نقول لهم : لا يعاب المرء على فقره ولكن يعاب على اللص سرقته...

سيدنا:
مؤسف إن من الذين يطالبون بالإصلاح أو إقالة هذه الحكومة أو يعارضون لحماية المال العام أو يتنطحون الإعلام أو إبراز وجوههم بين فينة وأخرى والاستماع للمهرجين عن الفساد ومكافحة الفقر وإيجاد حلول لازمات البطالة وتقديم الأحلام بالدفاع عن الحقوق لهذا وذاك ليبقوا بدون وفاة سياسية مع إن إكرام الميت دفنه.. ولكن من حقنا إن نسألهم عن كيفية انتفاخ كروشهم وهم يتحدثون عن حماية المال العام .. ومن أين لهم تلك الأعطيات والهبات وكيف لهم إن يحصدوا كل ذلك لولا بركة مواقعهم أو الاستغلال من زاد الأصدقاء في تلك المواقع.. أليس حالهم بحال المثل : اصرف ما في الجيب يأتي ما في الغيب ..على الرغم من ذلك وغيره ،فأن الأردنيون اثبتوا وقفتهم خلف قيادتهم الغالية...

إن الإبقاء على الاتكاء برجال من المراحل السابقة جريمة أخرى ستجعل الأردنيون يقفون عند تلك الحدود بأن بعضا من عودة هولاء يعني استمرار إبقائهم أحياء سياسيا يرزقون من أكتاف الشعب بدل اتخاذهم عبرة لكل من وقف مع تلك المراحل وان تعينهم أصبح مرفوضا شعبيا..ولذا يصبح قولي نداء لولي الأمر إن مراجعة من دولة رئيس الوزراء الحالي بتوجيه ملكي لكافة الإجراءات التي اتخذتها هذه الحكومة لإزالة الهموم والغم عن شعب الأردن ،وان هذه الحكومة بحاجة لإجراء عملية جراحية في وزراء واستبدالهم بآخرين يضعوا خطط برنامجية مستقبلية وكذلك إجراء عملية تطهير لمواقع الدولة بكافة مستوياتها والتخلص من عملية التوريث أو الإحلال بالأصهار في تلك المواقع والتوجه نحو كفاءات وطنية يتم من خلال بيئات أردنية هي التي تعاني فقرا في بعدها المكاني .. وتلك وسيلة في بناء الأردن..

ومن حق هذا الشعب إن يسأل :
كم عدد رؤساء الوزارات أو الوزراء أو السفراء أو المحافظين أو المستشارين أو قادة في الأجهزة الأمنية جالسون في منازلهم متقاعدون ويتغذون من خيرات هذا الوطن ..؟
هل يستطيعون معالجة أزمة عشائرية مثلا، بدلا من قيادة جاهه لخطبة عروسين قررا عقد النكاح سابقا .. ؟
هل يمكن أن نسمع منهم تشكيل جلسة حوارية بينهم ليضعوا مصالح الأردن وكيفية إيجاد الحلول كمثال أخر..؟
وهل لهم إن يحددوا تصورا لمستقبلنا ....؟؟؟ وهم الذين تربعوا على مواقع القرار... وان لم يفعلوا أليس من حقنا عليهم إن يفعلوا أو ... فهل نحن بحاجة إلى حكومة أخرى تضاف إلى سجل تشكيل وزاري أخر .. فالمعلومات إن لدينا هذا الكم من التشكيل والتعديل الوزاري .. هل هي مسرحيات في حياتنا ...؟؟؟.... ففي عيد الأضحى هناك سباق في تبني أسماء لتشكيل حكومة جديدة أو الفوز بعضوية مجلس الأعيان ، وغيره ... هذا هو مما سمعناه من واقع حال إجازة العيد .. فهل تغير الحكومة سيغير مسار الدولة وسيحل مشكلة البطالة والفقر ومناعة لارتفاع معدلات الأسعار والمعيشة ... وكيف سنرى بلدنا وهو يسجل ارتفاع مستويات الجريمة بأشكالها المختلفة .. فلم يعد مقبولا الوقوف بخندق الحد من دور الأجهزة الأمنية ، وهل هم محقين بذلك .. فلا أظنهم عقلاء بتلك المقاربة .. إلا إذا كان هناك رغبة بشكل أخر من رابعة العدوية – أرجو إلا يفهم ذلك ضد الحركة الإسلامية في الأردن التي نحترمها- وهل توجد دولة في العالم لا تدعم جهازها ألمخابراتي أو الأمني – ونحن نعلم جيدا إن مدراء الأجهزة الأمنية يعملون بديمقراطية الأمن الصادق وهم رجال الدولة الذين يسعون لإعادة الدور لما استحدثه قلة في تلك الأجهزة..

سيدنا:
يتداول الحديث عن استقصاء رجال من القصر حال هذه الحكومة ، ولربما هي نفس الأسماء التي لم تسعفكم سابقا ، واخشي إن صح الأمر ستكون نتائج التقييم متفقة مع تطلعاتهم بكرسي الوزارة أو لغرض في نفس يعقوب بترحيل الحكومة وليس التقصي بكيفية بناء سياسة مستقبلية تساعدنا نحن الشعب .. ومن حقنا إن نعرف في المستقبل ما يلي: من هم الأسماء التي طرحت عليهم التصورات ؟ هل هم رجال الأزمات؟ هل هم من شاكلة أسماء يناضل الشارع ضدهم ويتكسبون بمصالحهم؟ ماذا قالوا بالتوثيق .. فنرجوك سيدنا إن نعرف الحقيقة .. لماذا لا يلتفت أولئك إلى طرح أي مستقبل لنا .. فليست القصة تغير الحكومة وإنما أي نهج نتطلع له؟ فأنا شخصيا أتمنى إن يكون للأجهزة الأمنية دورها الحاسم بشرط العقلانية في تبني الموضوع ...

سيدنا:
لأنكم جلالة الملك صاحب القرار ، فأن حديث الصالونات خلال إجازة العيد يذهب بعيدا كثيرا ، ولذا لابد من بلورة رؤية جلالتكم إما بإبقاء هذه الحكومة إن لمصلحة الأردن وحيث ازهق المواطن بكثرة في تشكيلات حكومية أو إلا يكون من المجرب عودة ثانية مع ضرورة إن يكون التغيير شاملا بالأسماء فليس الحكم لدى الهاشميين هندسة في الأسماء وإنما خدمة الوطن والمواطن.. نريد إن نرى دولة واحدة يقودها ولي أمرنا نحو بر الأمان...فنحن شعبك نتألم إلى الشيب الذي يغزو رأس سيد البلاد فتلك علامات القلق على شعبك... وكل عام وانتم بخير وعيد الأضحى مبارك عليكم............