facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الوفاق الوطني


النائب حسن عجاج
22-10-2013 04:42 AM

لا يُعتبر تعدد الآراء والاتجاهات بين الفصائل والقوى السياسية التي تناضل من أجل الإصلاح والتغيير وتعميق الثقافة الديمقراطية، أمراً استثنائياً،أو يتنافى مع طبيعة العمل السياسي .فالاتفاق بين القوى الوطنية القومية واليسارية والإسلامية ،حول أهداف لبناء الدولة الحديثة،لا ينبغي الخلاف حول وسائل ومراحل تحقيقها
أما الحزب الذي يعمل منفرداً،ويحلم بالهيمنة على الساحة فإنه يجري وراء سراب.
فالتعدد موجود بالضرورة ما دام هناك أناس يجتهدون ،وإن هذا التعدد في ذاته خير
لأنه يساعد في بلورة الأفكار ويجعل من الجماهير قوة التغيير المنشودة القادرة على اختيار طرق هذا التغيير .ويجذب التعدد السياسي أعداداً متزايدة من القوى.
وكلما اتسعت قاعدة العاملين بهذا المجال ،وزاد اهتمام الجماهير بهم ،تضاعفت فرص دعم الأحزاب والقوى الوطنية ،وترسخ نفوذها الشعبي .فشتان بين هذا التعدد الصحي ،وبين التشرذم الذي تفرزه الممارسات غير الديمقراطية.
إن المطلوب بعد هذه التجارب المريرة التي مرت بها الأحزاب والقوى الوطنية ،هو أن لا يدعي أي طرف فيها احتكار الصواب.وإن الإقرار الواعي بالاعتراف بوجود القوى الأخرى في الساحة،أمر طبيعي ،وليس نتاج اختراقات من قوى خارجية معادية .فليس من المرغوب فيه أن يتخلى الحزب عن هويته أو يتنازل عن مبادئه ،فحينها يصبح حزباً ليس أهلاً للاستمرار والبقاء.وليس العمل الجبهوي المشترك
إخفاءً للخلافات بين القوى المتفقة على برنامج عمل جبهوي ،ومن حق كل حزب أن يسعى للوصول إلى الحكم عن طريق إقناع الناس بأن برنامجه أفضل البرامج المطروحة ،وأن أساليبه النضالية أكثر فاعلية ،ومناضليه أكثر الناس صلابة.
وإن اتساع القاعدة الشعبية يجعل من الممكن أن تتفوق عدة أحزاب في وقت واحد
وأن يتفوق بعضها على بعض بدرجات متفاوته،وإن ما تحرزه الجماهير من مكاسب من خلال نشاط الأحزاب هي الأمور الأساسية في نمو الحزب وتزايد عضويته.وتكتسب الأحزاب من خلال النقد الهادف المتبادل الذي توجهه لبعضها،
استيعاب أفكار ومواقف جديدة تفيدها في التأكيد على الصواب لمواقفها التي تنبهت لها من خلال النقد المتبادل لبعضها.
إن البحث الجاد عن نقاط الالتقاء يعززه تقارب الأهداف الأساسية التي تلتقي عليها الأحزاب والقوى الوطنية.وهذه الأهداف تتطلب نضالاً مشتركاً حول برنامج محدد تلتقي حوله دون أن يتخلى أيٌ منها عن برنامجه الأساسي،ومن خلال توالي هذه المواقف تتسع دائرة الالتقاء بين بعض الأحزاب والقوى ، ويتطور إلى بناء شكل تنظيمي جديد.
وليس مطلوباً أن تندمج كل الأحزاب والقوى الوطنية في تنظيم سياسي واحد،لأنها تتحول إلى عضوية ورقية فارغة من مضامينها السياسية والنضالية .فالتعددية مع إمكانية الالتقاء تبقى الطريق الأسلم ،غير أن تجربة الحياة الحزبية لم تثبت كفاءة في تعاملها مع الجماهير ،وهذا ما يدعو هذه الأحزاب إلى ان تغير من صورتها الممسوخة لدى الجماهير ،وأن تثبت بممارستها الديمقراطية أن التعددية تخدم الجماهير ،وأنها ليست مانعة من الالتقاء الوطني الواسع حول أهداف استراتيجية يناضل الجميع لتحقيقها.
إن النضال من أجل وحدة الأمة ليس حكراً على حزب من الأحزاب ،ويجب أن يظل دور الحزب في تعبئة الجماهير وتنظيمها بالتشارك مع الأحزاب الأخرى وبدرجات متفاوتة ،حسب قدرة كل حزب المستندة إلى قاعدته الشعبية .إن الوحدانية نقيض التعددية ،وهي خطر قائم يهدد وحدة القوى الوطنية ،وإن سيادة الممارسات الديمقراطية في العلاقات بين الأحزاب والقوى الوطنية هي الطريق الأسلم لحشد الجماهير المساندة لتحقيق الأهداف المشتركة في الوحدة والتحرر والحياة الكريمة.


النائب
حسن عجاج عبيدات





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :