facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




شخصيتنا الوطنية أين وإلى أين؟ الأخيـرة


بلال حسن التل
27-10-2013 02:50 AM

تتبعنا خلال سلسلة طويلة من المقالات مكونات الشخصية الوطنية، وحجم التشوهات التي لحقت بهذه الشخصية، وهي التشوهات التي تكاد تأتي على كل ملامح ومكونات شخصيتنا الوطنية؛ وفي تتبعنا لملامح هذه التشوهات نجد أننا جميعاً شركاء في التآمر على شخصيتنا الوطنية، شركاء في تشويهها، شركاء في تعريضها للزوال.

ونحن في الوقت ذاته مسؤولون وشركاء عن إعادة بناء هذه الشخصية، والحفاظ عليها وإثرائها من خلال بناء عقل وطني جمعي يشكل مرجعية لكل تصرفاتنا في كل المجالات وكل الأصعدة.. فعلينا ان نعترف بأن عقلنا الجمعي غائب، ومن ثم فإن مرجعياتنا الفكرية والثقافية غاب معهما الكثير من المرجعيات. وبدون هذا العقل الوطني الجمعي سنظل ممزقين شذر مذر، كل يغني على ليلاه .

وحتى لا يحدث ذلك فإن علينا ان نستنهض الروح الوطنية الأردنية في بُعدها القومي العربي والحضاري الإسلامي الإنساني، وعلى قاعدة التاريخ الغني للأردن والأردنيين. فإذا كان إخوتنا في مصر يفاخرون بحضارة عمرها سبعة آلاف سنة، فتاريخ الحضارة الإنسانية في بلدنا أطول وأبعد من ذلك بكثير، وشواهدها فيه أكثر من ان تحصى.

لذلك فإن من أولى مهماتنا إذا أردنا ان نستعيد شخصيتنا الوطنية ان نستعيد معها ذاكرتنا التاريخية، وان ننمي الحس التاريخي لدى الأردنيين، لأن عراقة تاريخنا وأمجاده تعطينا حافزًا لمستقبل أكثر إشراقًا، خاصة إذا استذكرنا الأنباط وعظمتهم، ومشيع وانتصاراته، واستذكرنا انه على أرضنا جرت أعظم المعارك الفاصلة في تاريخ أمتنا بعد الإسلام، إبتداءً من مؤتة، مروراً باليرموك، وصولاً إلى كل المعارك التي سجلها التاريخ على أرض الأردن، وما زالت قلاعها وحصونها شاهدًا عليها، ودليل اتهام على تقصيرنا بحقها. فأين هي البانوراما التي تحاكي اليرموك وغير اليرموك من الوقائع الكبرى التي جرت على تراب بلدنا.

وعلى ذكر البانوراما أقول: إننا محتاجون إلى تجسيد تاريخنا بصور شتى، من بينها الأعمال الفنية الكبرى، بكل أشكالها، ليس لخدمة السياحة فقط، ولكن لتذكرنا بتاريخنا، وبعظمة هذا التاريخ الذي يصلح قاعدة صلبة لشخصية وطنية متماسكة، قادرة على حماية وطن .

كثيرة هي الخطوات المطلوبة لإعادة بناء شخصيتنا الوطنية بعد المحافظة على ما تبقى منها. وأول ذلك أن يتحمل كل أردني مسؤوليته نحو وطنه، ونحو شخصية هذا الوطن وهويته، ليس بالكلام والثرثرة والتباكي على الأطلال، بل بالعمل الجاد لترسيخ بنيان هذا الوطن والحفاظ على هويته، خاصة في بُعدها السكاني، وأول ذلك ان لا نجامل على حساب هويتنا وحقوقنا الوطنية.

ثم إن على أسرنا ان تكون حاضنة لمنظومة القيم الوطنية لتنشئة أطفال الأردن، ومن ثم شبابه على هذه المنظومة، وهو دور مؤسس لدور المدرسة، الذي صار لزاماً علينا القيام بمراجعة شاملة لمضامين مناهجها وكتبها، خاصة في البُعد التاريخي والحضاري للأردن - الأرض والشعب - مع التأكيد على العمق العربي والإسلامي لهذا البُعد.

وعند المدرسة لا بد من وقفة طويلة نؤكد فيها على أن المطلوب من مدارسنا وجامعاتنا ليس إزالة محو أمية الحرف، بل المطلوب بناء الإنسان الأردني المتوازن الصلب في بُعده الوطني ذي العمق التاريخي. فالمطلوب بناء جيل أردني جديد مؤمن بوطنه وأمته متحفز للدفاع عنه، وقبل ذلك بناؤه.

ومثل أهمية مراجعة سياستنا التعليمية بمناهجها وكتبها، ومضامين هذه المناهج والكتب، بحيث نعيد لاسم الوزارة المعنية فلسفة اسمها «وزارة التربية والتعليم».

فقد صار لزاماً علينا أيضاً أن نراجع سياساتنا الثقافية؛ هذا إن كان لدينا سياسات ثقافية في ظل تراجع اهتمام الدولة بالثقافة؛ وخير شاهد على ذلك هذا التهميش لوزارة الثقافة، وهذا التقتير عليها.

ومثل الثقافة لا بد من إيلاء الأوقاف وجهاز الوعظ أهمية خاصة؛ وكذلك الإعلام الذي طالما شكونا منه خلال العقدين الماضيين، غير أن المطلوب الآن أن ننقل الاهتمام من وسائل الإعلام الأردني، إلى مضامينه؛ ذلك أن الكثير من مضامين هذا الإعلام تتناقض مع شخصيتنا الوطنية وتهددها؛ بل أكثر من ذلك فإن الكثير من وسائل الإعلام ليس لها علاقة بالأردن إلا أنها تصدر فيه وليس له.

وفرق كبير بين الاثنين؛ لذلك صار من الضروري والاستراتيجي ان يكون لنا إعلام أردني بمضمون وطني، وهذه قضية مفصلية في معركة بناء الشخصية الوطنية. وهنا أتحدث عن مضمون الخبر والتعليق والبرنامج والأغنية و... و.. فقد صار مهماً ان نستعيد الأردن، وان نُعيد له شخصيته ونكهته ولونه وهويته في الثقافة التي تتجلى سلوكًا وذوقًا عامًا ومباني، و...و...

خلاصة القول؛ إننا بحاجة إلى تحويل بلدنا إلى ورشة بناء فكري وثقافي كبرى تضع خارطة طريق لإعادة بناء شخصيتنا الوطنية القادرة فيما بعد ان تستأنف رحلة البناء المادي، مدارسَ وجامعاتٍ وطرقًا، ومستشفياتٍ، و..، و... فالأصل أن نبنيَ الإنسانَ المنتميَ واضحَ الهوية.
(الرأي)





  • 1 من شتى الأصول والمنابت 27-10-2013 | 02:58 AM

    نحن شعب من شتى في وطن بديل,ولا ينطبق علينا ماينطبق على باقي الشعوب


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :