facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




سلام عليك ايتها العنود


ماهر ابو طير
29-01-2008 02:00 AM

يحيى وزيد والعنود ، ثلاثة اطفال ، في عمر الورد ، رحلوا عن هذه الدنيا ، رحلوا وتركوا لوالدهم ووالدتهم ، اللوعة والاسى ، ومن يذق مرارة كأس فقدان طفل ، يعرف اليوم ان قلب الوالدين ليس معنا ، اليوم ، انه هناك ، يحلق بحثا عن طيف من رحلوا.ثلاثة اطفال ، قتلهم حادث سير الحافلة ، المتوجهة الى الشمال ، قبل يومين ، ومعهم شقيقان ، يرقدان في المستشفى ، بعد ان اصيبا بكسور ورضوض. حين نقرأ ما يقوله الاب وترويه الام ، نشعر بغضب ، فذرف الدمع ، على خمسة اطفال ، لم يعد كافيا ، ومبادلة روح الانسان ، بفنجان قهوة ، وفقا للعادات العربية ، بات قمة الاستهتار ، اذا عرفنا ان الروح الجمعية ، لدينا ، لا تخاف من القتل ، لانها تعرف ان القصة تنتهي في نهاية المطاف ، بعطوة ، على الرغم من ان دول العالم المتقدمة ، باتت تعتبر حوادث السير القاتلة ، بمثابة جريمة قتل غير متعمد ، وتحاكم المتسبب على هذا الاساس.

يحيى وزيد والعنود ، حتى كأني بالعنود تصهل على فرسها ، في السموات العلى ، حتى كأني بها تلتقي بابنتي ساجدة هناك ، التي رحلت عن احد عشر عاما ، بعد صراع طويل مع المرض ، منذ ولادتها ، حتى كأني بالعنود ، ابنتي التي فارقتني ، فلا اجد ضحكاتها ، ولا همساتها ، ولا طلباتها ، ولا اجد من ادلل اليوم ، حتى كأني بالعنود ، تسألنا اليوم ، عن الذي نفعله اليوم ، لانقاذ ارواح الالاف من حوادث السير القاتلة.

لا اجيب العنود ، نجمة الشمال ، لا اجيبها ، فكل جريمة سير تقع يحلها الناس بعطوة وفنجان قهوة ، والسائق ، كل سائق لدينا ، يبقى متهورا ، والهبة العاطفية عند كل جريمة قتل بسيارة ، سرعان ما تزول ، كيف لا..والمراهقون لدينا في عمر الثمانية عشر عاما يتم منحهم رخص قيادة ، ولااحد يريد ان يرفع سن السائق ، في حده الادنى الى اثنين وعشرين ، كيف لا..يا أميرة البنات ، والتعليمات تسمح لسائق الحافلة ، ان يبقى سائقا ، وعمره ستون عاما ، حتى لو اصيب بضعف النظر والقلب ، كيف لا..ايتها العنود ، والحكومات لدينا ، لاتجد حلا ، سوى زيادة قيمة مخالفات السير ، كيف لا..وكل شيء يتم حله بالواسطة ، فسحب الرخصة ، يلغى بواسطة ، والمخالفة تلغى بواسطة ، وروح الانسان ، يتم السماح بها ، ولو اثمر السماح ، عن سائقين يتقون الله ، لقبلنا به ، الا انه السماح ، الذي يجعل كل سائق اخر ، يقود بجنون ، فلا تهمه اشارة ، ولا رادار ، ولايتراجع في صيف ولاشتاء.

يا..كل الاطفال الذين رحلوا ، في حوادث السير ، يايحيى يازيد ، ويا ايتها العنود ، وغيركم ، من اطفال نعرفهم ولانعرفهم ، أي اعتذار جماعي نقدمه لكم اليوم ، أي اسف يقف على رأس خمسة ملايين اردني في قراهم ومخيماتهم وبواديهم ومدنهم ، أي اعتذار كاف...لانجده اليوم ، حين يكون حادث السير مشابها لما يفعله المسدس ، وحين نبقى نتعامل معه باعتباره مجرد حادث ، وهو يقترب من حدود الجريمة المنظمة ، والقتل غير العمد.

كانت غضبة الناس ، هذه المرة ، ليست مجرد عاطفة ، بل ان الدمع دخل كل بيوت الناس ، والاب المكلوم على اطفاله يتحدث كيف ميز وجوه اطفاله ، بعد الحادث ، رائحة قلوبهم وحبهم وعشقهم لوالدهم ، صورهم المنقوشة على قلبه ، جعلته يميز اطفاله ، هذا الاب الصابر الكبير الواقف كأم قيس ، مرتفعا ، نسأله اليوم ، ان يجعل العنود ويحيى وزيد ، شهداء الجريمة ، سببا ، في وقف هذه المجازر ، التي ترتكب في بلدنا ، ففي غزة وبيروت وبغداد ، يقتل الناس ، بسهام الحروب والفتن ، ونحن يرحل الناس لدينا ، من صنع تهورنا وسكوتنا ، على وضع كهذا ، فلا نختلف عن المدن المبتلاة في الشرق العربي.

سلام..عليك ايتها العنود ، فخيلك ، الذي صهل غضبا ، لن نسمح بتبديد صوته ، وعلينا ان نصحو من الغفلة ، ونضع حدا لهذه الحوادث ، سلام..عليك ايتها العنود..وسلام منك الى ابنتي ساجدة.

m.tair@addustour.com.jo





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :