facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




رغيف طابون من مهرجان الزيتون


رمزي الغزوي
17-11-2013 02:08 AM

الأردنيون: دمهم الثاني زيتهم البلدي، العابق بحب الأرض من اللثغة الأولى، وأمهم الزيتونة بجل معانيها الضاربة في الأعماق، وإن كانت جدتهم الوردة، بكل شذاها ورحيب عطرها الفواح. ولهذا طالما حار بي سؤال لحوح: هل يمكن لإنسان أن يتجذر بأرضه حد شفاف القلب؛ ما لم تكن له شجرة باسقة تمد جذورها عميقا؟!.

أم أن الشعارات الرنانة، حول أهمية الخضرة وأشجارها قد بلعتنا، وأصبحت ظاهرة صوتية، لا تترجم على صفحات التراب، إلا من خلال عمارات تتناسل كغابة إسمنت بسرعة الضوء حولنا، في حين تنحصر مساحة الأخضر أمامنا وفينا؛ لتغدو قطعة موكيت صغيرة تنوب عن كل حلمنا الأخضر الكبير!.

تشير الدراسات الأركولوجية (الآثارية) أن قرية (هضيب الريح) في منطقة وادي رم هي أقدم منطقة في العالم زرعت بالزيتون، قبل أكثر من سبعة آلاف سنة، فلا عجب إذن، أن نقرن تجذرنا بأرضنا من خلال أمنا الشجرة.

فليس هناك أمتن ولا أصلب ولا أقوى من قرمية زيتون ترينا كيف يكون التجذر(القرمية هي الجذر الكبير الضارب في صلب الأرض)، وليس هناك أنظر من غصن أخضر نحافظ على معناه!.

الآن عجلون هي الأكثف، فأكثر من ثلثي أراضيها تزرع بهذه الشجرة المباركة، وسرني أن يلتفت لهذه فيقام مهرجان يؤكد احتفاءنا بأمِّنا الزيتونة وأمها الأرض، ويعرف بجودة الزيت الأردني، والعجلوني خصوصا، وتأكيد مطابقته للمواصفات الدولية، ويفتح المجال للشراء من مصدر موثوق خصوصا بعد شيوع حالات من غش الزيت في السوق المحلية، وهو مناسبة للقاء الفلاحين، الذين تعمد زيتهم بحبات عنائهم وإخلاصهم لأرضهم.

لم أحضر حفل الافتتاح، الذي كان حاشدا، كما تقول الصور، وقلت سأؤجل زيارة المهرجان ليومه الأخير، أمس السبت، وتوقعت أن يكون أكثر حشداً. وألا أجد مكانا لقدمي، وسيفوتني تذوق الزيت البكر، الطافح بمذاق لا يضاهى، من شمسين والزغدية وسرابيس ووادي الطواحين والشكاير والحزار وعرجان وأوصرة.

وجدت المهرجان خالياً، إلا من بضعة مزارعين، في مشهد يبعث على الأسى والأسف، فلا زوار يجوبون المكان أو متسوقين، حتى المزارعين غابوا، وكأنهم شعروا باللاجدوى. وحين تستفسر عن هذا الخواء، يقولون: لا بيع في المدينة.

نحن ننجح بتدبيج الخطب، وحفلات الافتتاح، وتوزيع الدروع، ونحشد الناس حول راعي الحفل، حين يقص الشريط من أجل الصور!. ولكننا نفشل بتسويق منتج من المفترض أن يكون سلعة استراتيجية، تدر دخلاً يجبر بعض عللنا المالية، ويجلب لهذه المنطقة المظلومة ما يقيم أودها.

إسبانيا تجني المليارات من الزيتون، وكذلك تونس وايطاليا، ونحن نجني حشوداً لحفلات اللافتتاح دون أن نفلح في وضع المنتج في مكانه الصحيح، ولهذا نحتاج لوقفة وطنية تثبت المهرجان بطريقة تليق بعجلون وزيتونها، ليغدو عالمياً بعد تجاوز المحلية.

عزائي الوحيد أنني وجدت سيدة تخبز على الطابون، غير آبهة بخواء المكان، فاشتريت منها رغيفي طابون مشربي بالزيت العرجاني.
(الدستور)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :