facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




المصري:محاولات خبيثة بين السنة والشيعة


17-11-2013 10:26 PM

عمون - أكد طاهر المصري على وجود محاولات خبيثة تعمل على تأجيج الصراع العلني والخفي ، بين المسلمين السنُة ، والمسلمين الشيعة ، وهو صراع يجد من ينميه ويطور أدواتـه.

وقال المصري خلال محاضرة اقامها مركز الدراسات الاستراتيجية,الاحد, تحت عنوان " حركات الإسلام السياسي في الوطن العربي ، التحديات والآفاق " ان الإسلام هو الإسلام ، بكل تعابيره السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، وما يندرج دون ذلك هو تفاصيل . بمعنى أن الحديث عن إسلام سياسي وآخر غير سياسي ، حديث لا يستقيم أبداً.


الحضور الكرام .... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
يطيب لي ابتداء ، أن أتقدم من الأخ الأستاذ جواد الحمد ، مدير عام مركز دراسات الشرق الأوسط ، وزملائه ، بتحية الاحترام والتقدير ، على هذه المبادرة ، بعقد مؤتمر حول حركات الإسلام السياسي في الوطن العربي ، لاسيما في هذا الوقت بالذات ، حيث تتعدد التحديات في عالمنا العربي ، وتتشعب الآراء والاجتهادات ، حول واقع هذه الحركات ، بشكل خاص ، ، ،
إن قناعتي راسخة ، بأن الإسلام هو الإسلام ، بكل تعابيره السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، وما يندرج دون ذلك هو تفاصيل . بمعنى أن الحديث عن إسلام سياسي وآخر غير سياسي ، حديث لا يستقيم أبداً . والأصح في تقديري ، هو أن نتحدث عن مفهوم السياسة في الإسلام ، تماماً كما نتحدث عن مفهوم الاقتصاد في الإسلام . وهكذا ، حتى ننطلق من قاعدة سليمة للحوار . وبالتالي فإن جميع من نسميها حركات الإسلام السياسي ، هي حركات تنادي باقامـــــــــة الدولة الإسلامية الشاملة ، كلٌ وفق رؤاهـــــــــا واجتهادتهاوفهمها للإسلام . وهذا التشتت في الرؤى والمفاهيم وأنماط التفكير ، هو " أس المشكلة ، وسبب الضياع ، والضحية إن جاز التعبير . وفي كل الحالات ، هي صورة الإسلام في عيون الغير . ومن هنا ستكون كلمتي في سياق الأصول وأصل الموضوع ، بمعزل عن دور تلك الحركات ومدى نجاحها أو فشلها.ولن أخوض في التفاصيل ، فالمتحدثون الكرام ، سيثرون النقاش فيه حتماً . لكنني أطرح تساؤلاً ، ربما كان مشروعاً ، عن مدى أحقيتنا نحن المسلمين ، في أن نختلف على الإسلام ، وهو دين الله سبحانه ، وللبشرية كافة ، ودستوره هو القرآن الكريم ، والله جلَّ في عُلاه ، يقول في مُحكـــــــم كتابه العزيز . (إنَّا نحن نزلنا الذكر ، وإنَّا له لحافظون ) .... فكيف نختلف إذن ، ونصبُح شيعاً وحركاتْ ، تتباين بينها الآراء في أمر واحد ، لا مجال فيه لْخلافٍ أو إختلافْ .
يمكنني القول أن الإسلام دين ودولة في إطار معطيات الزمان والمكان ، والقدرة على الاعتماد على الذات وعلى التعايش مع المتغيرات . وكذلك يعتمد على مقدرته على إحتواء المتغيرات والاستفادة منها . وهنا يجب أن يفصل مفهوم الاجتهاد وان تكون المرجعيات الدينية معرفة ومنضبطة ومستقلة ، يبقى السؤال عن مضمون تلك الدولة ، ومدى تأثره بالزمان والمكان والظروف ونمط الحياة السائد ، وغير ذلك من العوامل المتصلة بالعالم الآخر المحيط بتلك الدولة ، ثم يتصاعد السؤال عن مدى قدرة حركة ما هنا أو هناك ، على فرض إقامة الدولة الإسلامية ، بين عشية وضُحاها ، وسط عالم قَاَتلَ طويلاً ، في تحييد الدين عن مفهوم الدولة الحديثة ، واختار نمطاً مدنياً للحكـــــم ، وصــــار ثقافة متًجذرة يُصعب اختراقها ، من جانب حركات مبعثرة هنا أو هناك ،فلقد تطور مفهوم الدولة كثيراً منذ مجيء الإسلام ، وأصبح العالم يبني الدول على أسسٍ ومفاهيم مختلفة منها المؤسسية والحياة البرلمانية والحزبية ، وأصبحت الـــــدول الديموقراطية تقوم على أساس أن القانون يعلو على أي اعتبار أو اعتبارات أخرى . ومن هنا ظهر مبدأ ومفهوم سيادة القانون وسلطة القانون ، والسلطة التشريعية وفصل السلطات والأمة مصدر السلطات .
هذه أسئلة لا تعاند مفهوم الدولة في الإسلام ، لكنها مطروحة للنقاش ، في زمن نحن أحوج ما نكون فيه ، إلى استلهام روح الإسلام ، في مقاربة الحوار الموضوعي الراشد ، الذي ينبذ رفض أو إقصاء الآخر ، وهو حوار لو تم إتباعه ، لما شهدنا أبداً تلك الخلافات والصراعات الحادةٌ ، بين النخب والجماعات ، الساعية إلى إقامة الدول على أسس منهجية إسلامية ، ولا بينها وبين الحركات السياسية الأخرى ، أو بينها وبين النظم السياسية الحاكمة .
وإذا ما كان بعض المسلمون ، متفرقون مختلفون ، لا بل ويتقاتلون كمذاهب وطوائف وشيع ، فكيف بمقدور حركة هنا أو هناك ، أن تجمع هذا الشتات على أمر واحدة ، قبل أن تفكر في إقناع العالم الآخر ، بجدوى التعاون مع نظام حكمٍ إسلاميِ الطابع ، في هذا الركن او ذاك من العالم !!
حضرات الكرام ،
لا يخفى على أحد منكم ، تلك المحاولات الخبيثة التي تعمل على تأجيج الصراع العلني والخفي ، بين المسلمين السنُة ، والمسلمين الشيعة ، وهو صراع يجد من ينميه ويطور أدواتـــــــه ، إلى الحد الذي يجعل منه صراع مواجهة ، وفي إقليمنا بالذات ، وهو صراع يُلبس لبوس الدين للقومية في جانب ، ولبوس القومية للدين في جانب آخر ، ليجعل القاسم المشترك لكل هذا ، صراعاً على من سيُحكم ، وفي هذا نفي قاطع لمنهجية التباكي على الدين !
إن ما يشهده العالم اليوم من بؤر صراع وتوتر ، هو في حقيقة الأمر صدام حضارات وثقافات ، وسلاحه الخفي هو الدين ، ولو عمقنا النظرة في فلسفة الحكم في إسرائيل مثلاً ، وهي الدولة التي سوقت نفسها ولا تزال ، باعتبارها الدولة الديموقراطية الوحيدة في المنطقة ( وهو إدعاء باطل ) ، لوجدنا أن نهج الحكم فيها يقوم على ثلاثة محاور رئيسية :
الأول : الوصول إلى مرحلة يهودية الدولة ، أي أن تصبح إسرائيل دولة لليهود دون سواهم من أتباع الديانات الآخرى ، وهنا ومن باب التذكير أود أن أشير إلى وعد بلفور المشؤوم ، تحدث في حينه ، عن إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين ، وهنا نتساءل ... هل اليهودية قومية أم دين !!
إسرائيل تعتبر الدين هوية سياسية لها .
والثاني : طمس وإلغاء الهوية العربية والإسلامية في فلسطين ، والمقدسات الإسلامية والمسيحية .
والثالث : ألإيحاء بالتقارب بين المسيحية والتوراة القديمة ، في محاولة خبيثة وخطيرة لإستقطاب المسيحيين (الجدد) والتوراة القديمة لعزل الإسلام والمسلمين ، وإحداث التباعد بين المسلم والمسيحي العربيين .
يحدث كل هذا ، ونحن المسلمين في صراع دائم ، يكفر بعضنا بعضاً ، ويتكاثر الإوصياء على الدين ، ويتكاثر الصدام والخلاف ، في وقت تغيب فيه المرجعية الدينية الحقيقـــــة ، القادرة علـــى ضبط الأمور ، وتقديم الإسلام للعالم ، كما هو ، وعلى حقيقته ، وبصورة تضمن للمسلمين كرامتهم ، وقوتهم ، وتمكنهم من فرض وجودهم الأزهر وإرادتهم ، في عالم لا مكان ولا حضور فيه ، إلا للأقويــــــاء .وببساطة وحسن نية ، في أن لا وصاية على الدين لأحد دون الآخر ، وأن الإسلام دين الوسطية والاعتدال وهو رحمة للناس كافة ، وأن انتشاره الكبير وبالذات خارج حدود العرب ، جاء بالقدوة الحسنة ، والنموذج الأميز ، وهو ما نحتاجه اليوم بالتأكيد ، كبديل حكيم للصراع الداخلي في ما بيننا ، والخارجـــــي مع العالم الآخر ، الذي يتعمد إلصاق تهمة العنف والإرهاب بالاسلام ، بعضه عن جهل ، وبعضه الآخر عن دهاء ، مستفيداَ من كثير مـــن ممارسات بعض الحركات الإسلامية ، التي تقدم سلاحاً معنوياً وثقافياً للآخرين ، لمعاداة الإسلام والمسلمين ووضعهم بما ليس فيهم .
بصدقٍ وإخلاص ، أدعو الحركات الإسلامية الراشدة ـ إلى مراجعة المنهج والنهج معاً ، وصولاً إلى القناعة بأن تسويق الرأي وبنجاح ، يحتاج بالضرورة إلى ثقة الآخر ، وطمأنينة الآخر ، وقناعة ذلك الآخر ، سواء الآخر بين صفوفنا ، أو حتى خارج تلك الصفوف ، مع حتمية الكف عن الروح الاتهامية والتشاؤمية ، التي لا تترك أية فرصة لاستقطاب الآخر ، مثلما تنمي روح العداء والكراهية والخوف ، وليس ذلك من شأن الإسلام أبداً ، ولنا في رسولنا الكريم صلوات الله وسلامة عليه ، وسيرته العطرة ، خير قدوة على هذا الصعيد . وانا على يقين ، من أن عقوداً طويلة مضت ، كان يمكن أن تثمر أفضل ، ولصالح العرب والمسلمين كافة ، لو أنها أستثمرت وفق منهج القدوة الحسنة ، والدعـــــوة بالحسنى ، وليس بعيد عنا مقولة " أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم ، تقم لك على الارض .
أتمنى وأدعو إلى إدارة الخلاف ومعالجته بالابتعاد عن الاساليب الغرائزية والسادية ، وتفليب لغة الحوار على بنود الخلاف لأنه لا سبيل إلا منطق الحوار المفتوح الجوانب .
أشكركم جميعاً والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :