facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مصالح العرب غابت في المفاوضات مع إيران


نصوح المجالي
18-11-2013 02:23 AM

لم يكن العرب طرفاً في المفاوضات الجارية مع ايران, ولم نسمع أن القضايا العالقة بين ايران والعرب والصراعات الداخلية التي خلفتها السياسة الايرانية تجاه الدول العربية والتي سببت ازمات حادة في المنطقة وبخاصة في سوريا ولبنان والعراق والبحرين واليمن كانت على اجندة المفاوضات.

اسرائيل ومخاوفها وصراعها مع ايران حول المشروع النووي كان حاضراً في المفاوضات بل ان اسرائيل تحاول فرض شروطها على هذه المفاوضات, فالولايات المتحدة التي ملت الحروب يدفعها الى حل خلاف دام بينها وبين ايران طوال اكثر من ثلاثين عاماً في بضعة اسابيع, خوفاً من أن تفاجأ بضربة عسكرية اسرائيلية لايران تجرها مرة اخرى للصراع العسكري في الشرق الاوسط ولهذا تتعجل لايجاد حل يجعل من المستحيل على اسرائيل الاقدام على مثل هذه الخطوة.

المشروع النووي الايراني لا يتصل فقط باسرائيل ولكنه جزء مهم من أدوات السيطرة الايرانية على المنطقة ودولها وتعزيز النفوذ الايراني وادواته في الشرق الاوسط.

فالاهتمام فقط بنزع العناصر التي يمكن ان توصل ايران الى السلاح النووي لطمأنة اسرائيل والتغاضي عن مجمل سياسات ايران واختراقها للدول العربية, سواء عبر حلفائها أو مشايعيها في المذهب او ميليشياتها الارهابية ومد سيطرتها ونفوذها في المنطقة, ليس سوى التعامل مع جانب واحد من المشكلة الايرانية تماماً كما حدث في سوريا في ازمة السلاح الكيماوي وتجاهل الجوانب الاخرى من عوامل الازمة وأسبابها وتداعياتها.

مرة اخرى تخذل دول الغرب حلفاءها العرب، رغم عمق المصالح بينهما وتتجاهل الشق العربي من الازمة، وكأنها تقايض مصالح العرب المهددة من ايران، بمصالح اسرائيل المهددة من ايران في الجانب النووي.

ما ان قبل النظام السوري نزع سلاحه الكيماوي حتى تم تجاهل قضية الشعب السوري، وما حل به من كوارث ومطالبه في التحرر من الاستبداد، وما ان لوحت ايران بشيء من المرونة في موقفها النووي، حتى تداعت دول الغرب اليها متناسية ثلاثين عاما من التعرض الايراني للمصالح العربية وللشؤون العربية وكذلك الفتن والحروب التي نتجت عن سياسات ايران في المنطقة.

لم يكن العرب حتى على هامش الهامش من مفاوضات دول الغرب مع ايران ولم تراع مصالح العرب، في المباحثات التي يديرها حلفاؤهم مع ايران.

ايران بالنسبة للعرب ليست العدو، ولكنها العنصر الاكثر ارباكا في العالم العربي، وعنصر التهديد الثاني للامن والاستقرار العربي بعد اسرائيل، ولا يمكن ان تستقيم علاقات دول الغرب مع ايران ما دام الصراع في الشرق الاوسط والذي تغذيه ايران وتشارك مباشرة فيه، يزيد العالم العربي اضطرابا وانقساما، الا اذا كان هناك سياسة غير معلنة، لتقاسم النفوذ والمصالح، بين دول الغرب وايران، في المنطقة العربية.

لقد ساهمت دول الغرب وايران في اضعاف الدولة العراقية واخراجها من مراكز القوى في الساحة العربية في هذه المرحلة، والموقف الذي تتخذه دول الغرب حاليا، يخدم الموقف الايراني في سوريا ولبنان تماما كما خدمها من قبل في العراق، فالصراع في هذه الدول ظاهره سياسي يدور حول السلطة وفي باطنه مذهبي، تم توظيفه لاضعاف العالم العربي بفعل سياسات ايران وسياسات الدول الغربية، وتبدو الدائرة وكأنها تدور على رؤوس الدول العربية، والمجتمعات العربية السنيّة، الأكثر تحالفاً على مر السنوات مع دول الغرب، وفي هذا الصراع تغذي ايران التطرف المذهبي والجماعات الارهابية التي تساهم في تفكيك المجتمعات والدول العربية.

لقد تجاهلت دول الغرب حتى الآن ايجاد حل عادل ومقبول لقضية شعب فلسطين، وساهمت في تعقيد القضية العراقية وها هي تتجاهل مسؤوليتها الدولية تجاه الشعب السوري، وتتجاهل مصالح العرب في اتفاق مع ايران يراعي مصالح العرب في المنطقة.

أين الوزن العربي في المباحثات مع ايران واين قوة الدفع بمصالح العرب، وهل تستقر المنطقة العربية ومصالح العالم فيها اذا استقرت فقط علاقات الغرب واسرائيل مع ايران؟
سمعنا رد فعل المملكة العربية السعودية وغضبها على ما يجري، ولم نسمع شيئاً من دوائر القرار العربية الاخرى حتى الجامعة العربية لم تكن حاضرة ولو اعلاميا، مع ان اتفاق دول الغرب مع ايران اصبح في مراحله النهائية.

لقد تطاول على امتنا الوهن, والوهن في هذه الحالة ان لا احد يحسب حساب مصالح العرب الحيوية لا خصوم العرب ولا حلفاؤهم..
(الرأي)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :