facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مسألة أخلاق: ما لا أفهمه!


د. محمد أبو رمان
06-12-2013 04:26 AM

ثمة مساحة واسعة للاختلاف في وجهات النظر والآراء السياسية بشأن الموقف من القضايا الإقليمية المطروحة حولنا، بين المثقفين الأردنيين والعرب عموماً. لكن هذا الاختلاف يتحوّل إلى أزمة أخلاقية وثقافية، عندما يمسّ قضايا الحريات العامة وحقوق الإنسان، والحق في تقرير المصير والكرامة الإنسانية. وهو يتجاوز ذلك إلى وصفه بالخلاف المشؤوم والمرعب، عندما يدور حول الموقف من قتل المدنيين واعتقال الناس على خلفية الآراء السياسية، وممارسة التعذيب، وتسويغ ذلك والترحيب به، بأيّ ذريعةٍ كانت!

للأسف، ما يصدر عن نخب مثقفة وسياسية تجاه ما يحدث حولنا يتجاوز تماماً منطق وجهات النظر، إلى استباحة المحرمات الإنسانية المعروفة، وترجيح الانتصار لمصالح شخصية أو أيديولوجية أو حزبية، أو حتى طائفية ودينية، على حساب البعد الإنساني والأخلاقي.

الأمثلة على هذه الأزمة الأخلاقية متعددة. لكنّ الأمر أكثر استفزازاً عندما نتحدث عن سورية تحديداً. فلنتجاوز ابتداءً اصطفاف نخبة من السياسيين والمثقفين والحزبيين مع نظام الأسد ضد الثورة هناك، بدعوى القلق على وحدة الأراضي السورية وتخندق النظام في معسكر الممانعة.

ولنتجاوز، ثانياً، أنّ تلك النخبة قامت بغض الطرف عن القضية المركزية، التي تتمثل في أنّ السلمية كانت هي السمة العامة للثورة السورية، خلال الستة أشهر الأولى، وأنّ النظام جرّ الأغلبية العظمى إلى حمل السلاح، ونشر حالة الفوضى والدمار، وخلق شروط الحرب الأهلية، وهيّأ التربة لولادة "القاعدة" والفكر الديني المتطرف، الذي لم يُعرف له قرار ولا استقرار قبل ذلك في الشام عموماً!

ما يدهشني، الآن، حقّاً، هي صيحات الانتصار والفرح التي تطلقها هذه النخبة، بما تعتبره انتصاراً لبشار الأسد ونظامه، بعد أن بدت معالم التحول الأميركي والغربي، وتراجع هذا المعسكر عن فكرة "إسقاط النظام" السوري، وإنّما "إعادة تأهيله"، بعد أن تخلّى عن السلاح الكيماوي الذي كلّف مليارات الدولارات، واستنزف الماكينة العسكرية خلال العقود الماضية، وبعد أن جرّبه ذاك النظام على شعبه، كما أثبتت تقارير الأمم المتحدة!

من المعروف أنّ الموقف الغربي والأميركي يرتبط بدرجة كبيرة بالقلق من صعود تنظيم القاعدة والجماعات المتطرفة في سورية، وتحوّل المشهد هناك من ثورة سلمية ديمقراطية تحمل أهدافاً مشروعة، إلى حرب طاحنة داخلية، وصراع بين مجموعات إسلامية مسلحة ونظام طائفي، وحرب بالوكالة بين الدول الإقليمية والقوى الكبرى!
هل مثل هذا المشهد يمثّل انتصاراً لنظام الأسد؟! وأيّ زعيم خفيف، صبياني، حين "ينكّت"، وهو يقف على أنقاض شعبه ودولته، ليقول بأنّه يستحق جائزة نوبل للسلام؟!

ما هو معيار الانتصار لدى نخبنا؛ هل هو تشريد ملايين السوريين في أنحاء المنطقة، وآلاف الأطفال الذين يموتون جوعاً في ريف دمشق، حتى أباح لهم العلماء أكل لحوم القطط والكلاب، ومجازر كيماوية وبراميل متفجّرة؟! أم انتشار الفكر المتطرف وصعود "القاعدة"؟! أم تقطيع سورية بين الجماعات المتقاتلة؟! أم ارتهان الأسد للنظامين الإيراني والروسي، وتسليم رقبته لهما؟!

ماذا تريد أميركا ومعها إسرائيل أفضل من هذه النتائج والمعطيات، مع حرب داخلية طاحنة، قضت على الشعب السوري اقتصادياً ومادياً ومعنوياً؟! هل بقاء الأسد، شخصياً، يستحق فعلاً هذا الدمار الهائل الكبير، وهل يمثّل ذلك انتصاراً تاريخياً؟!

ماذا لو قرّر الأسد، منذ بداية الربيع العربي، الاستماع إلى نصائح صادقة قُدّمت له، ليعلن أنّه سيجنّب شعبه الويلات، ويمهّد الطريق لديمقراطية تعددية، دينية وطائفية وسياسية حقيقية، وأنّه سيتنازل عن السلطة بعد خريطة طريق قصيرة، تقودها شخصيات معارضة مقبولة، مثل ميشيل كيلو أو غيره؟ كم هو الفارق بين المسارين! (الغد)





  • 1 بن هرماس 06-12-2013 | 06:25 PM

    المساله الاخلاقيه لها بعدين المكان والزمان والسياسه تفتقر للاخلاق وجل همها المصالح والعامه وبيوتهم حطب الحرب

  • 2 رمثاوي ... 07-12-2013 | 01:55 AM

    سوريا تنتج أكثر من نصف مليون عاطل عن العمل في السنةوتركيا حجزت مياه الدجلة والفرات بينما تقوم إسرائيل بسرقة مياه الجولان والحرب في سوريا كان مخطط لها من قبل الدول العربية وإسرائيل وتركيا لشطبها من الخارطة السياسية والجغرافية


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :