facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مانديلا العالم .. مانديلا العرب .. وداعا


جهاد المنسي
08-12-2013 03:12 AM

يوم الجمعة كان حزينا بامتياز، ففيه فقد العالم واحدا من أهم أعمدة المقاومة والحرية والإنسانية، محاربا شرسا ضد الفصل العنصري، مناضلا أمضي 27 عاما من حياته في السجن العنصري وتمسك بالدفاع عن معتقداته، إنه الزعيم نلسون مانديلا.

وبعد ساعات قليلة من نبأ وفاة "مانديلا"، جاءنا خبر ثان يعلمنا بفقدان "مانديلا" آخر، إنه المناضل القومي العروبي حاكم الفايز الذي أمضي هو الآخر 23 عاما من حياته في السجن، دفاعا عن قوميته وعروبيته ومواقفه التي لم يرتضِ أن يحيد عنها قيد أنملة.

ربما يغيب الجسد أحيانا ولكن المواقف لا تغيب، وستبقى أفكار ومواقف ورؤى المدافعين عن الحرية والإنسانية والديمقراطية، أمثال نيلسون مانديلا، هاديا لكل أحرار العرب، كما سيبقى حاكم الفايز مرشدا للقومية العربية التي باتت أثرا بعد عين، ولا أثر يذكر لها في نفوس أولئك الداعين لتقسيم العرب، وتدخل الغرب.

نعم من حق العالم أن يحزن ومن حق الدول أن تنكس أعلامها، ومن حق الجنوب إفريقيين توديع زعيمهم الخالد.

كيف لا وقد فقدت البشرية الرجل الأكثر نزعة للسلمية في العالم، الرجل الذي صمد أمام جلاديه، وقهر كل أشكال العذاب والعنصرية.
مانديلا الذي خرج من سجنه بداية تسعينيات القرن الماضي قال في الأيام الأولى لخروجه إن فرحته لم تكتمل طالما أن إسرائيل تحتل فلسطين، وتمارس سياسة الاضطهاد والقمع بحق شعب أعزل.

ما بين فلسطين ومانديلا والقضايا العربية عامة حكاية عشق، كيف لا وقد كتب الأسير مروان البرغوثي من زنزانته في سجن هداريم رسالة إلى نيلسون مانديلا بعد موته بعنوان "حريتنا تبدو ممكنة لأنك أنت وصلت للحرية من قبل".

نعم "مانديلا" ملهم الشعوب ونضالها ضد أشكال القمع والاستبداد، ومن حق البرغوثي أن يخاطبه بالقول: "خلال السنوات الطويلة من صراعي فكرت فيك كثيراً عزيزي نيلسون مانديلا، ومنذ اعتقالي منذ 2002 فكرت في الرجل الذي أمضى 27 سنة من السجن في زنزانة فقط ليواجه ويتحدى القهر من أجل الحرية. أعتقد أن هناك القدرة على تحدي القمع والفصل العنصري وتحدي الكره واختيار العدالة على الانتقام، فكم من مرة شككتَ في نتيجة هذا الصراع، وسألت نفسك مرارا إذا ما العدالة سوف تسود يوماً، ولماذا العالم صامت هكذا، وإذا ما كان العدو سيصبح شريكا.

ولكن في النهاية أثبتّ إرادتك بجعل اسمك واحدا من أكثر الأسماء المشرّفة المقترنة بالحرية. كنتَ أكثر بكثير من الإلهام، فاليوم الذي خرجت فيه من السجن، أنت لم تكن فقط تكتب تاريخاً وإنما تساهم في انتصار النور على الظلام، ولكنك ظللت متواضعاً بالرغم من كل ما أنجزته، فحملت وعداً أبعد بكثير من حدود دولتك، مفاده أن الظلم والقهر سوف ينهزم لشق المسار نحو الحرية والسلام".

نعم... العالم عليه ان يحزن، فأيقونة النضال ضد العنصرية يغادر عالمنا تاركا سيرة ملهمة، وحافرا اسمه في سجل الكبار..ومن حق الأردن أن يحزن بوفاة مانديلا جنوب إفريقيا الذي أصبح للعالم أجمع ومانديلا العرب حاكم الفايز، إيقونة التمسك بالعروبة، عندما باع الكثير من الأعراب عروبتهم بحفنة دولارات أميركية.

كيف للعالم الحر الداعي للديمقراطية الذي يرفض الاستبداد أن يتناسى رجلا أمضي حياته مدافعا عن تلك القيم، وكيف له أن ينسى من قال "طوال حياتي وهبت نفسى لصراع الأفارقة وحاربت ضد هيمنة ذوي البشرة البيضاء، وضد هيمنة ذوي البشرة السوداء أيضا، وقد قدرت فكرة الديمقراطية وحرية المجتمع حيث يعيش كل البشر فى تناغم ومساواة فى الحقوق. وهي مبادئ أتمنى الحياة من أجلها، ولكن لو كانت إرادة الله فأنا مستعد أن أموت من أجلها".

وداعا نيلسون مانديلا.... وداعا حاكم الفايز.

(الغد)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :