facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




خالي العزيز


05-02-2008 02:00 AM

لا يفجع الروح ويفطر الفؤاد مثل الفقد؛ إنه أكثر الأحزان والآلام إيغالا في الروح والبدن ذلك أن طعم مرارته يغص به المفؤود ليل نهار، ولا يستطيع التعايش معه أو استيعابه، وأكثر مرارات الفقد تجليا وفداحة هو الموت نهاية النهايات وغاية الغايات، ففقدان الخال بدر أصابنا جميعا وحرك فينا نبض قلمة الذي ظل على مدار سنوات يكتب ويعالج ويوضح ،ومع أن الغربة والهجران والبعد وقسوة الحبيب - أي حبيب - هي فقد مرير لكنه ليس صريحا وناجزا مثل الموت، الذي يحضر بوصفه انبتاتا من كل شيء، ومع كل شيء، فأوجاع الافتقاد الأخرى تداوى بالوله والولع والوجد والشوق، غير أنه لا حل مع الاصطدام بحقيقة الموت، هذا الفقد النهائي الذي يستعصي فهمه وفلسفته..تكون مرارة الفقد أقسى ما تكون إذا اقترنت بالشعور بالعجز وانعدام الحيلة كأن يسرق أحد ما روحا عزيزة يفترض محبوها أن ليس هذا أوانها، وأن يسلبها الحياة لتأويل ما بصورة ما، لا بأس أن فشلت الإنسانية رغم كل ثوراتها وأطوارها العلمية والفكرية والسياسية والحقوقية والحضارية في أن توجد علاجا ناجعا يشفي الإنسان من الموت لأو مرض ما لأنه الفعل الذي ينهي كل الأفعال ،لكن فشلها الحقيقي الصريح هو في عجزها عن توصيف دواء يشفي الإنسان .

بعد ذلك يغدو كل الكلام في رثاء المرحوم وكل التعزية في جانب وحرمان حي من حياته وأب من بناته إلى الأبد وزرع الحسرة في قلب محبيه وإصدار صك بانتهاء العمر دون أن يمتلك محبية حق لقاءة ولاسماع صوتة الذي أذكرة دائما مع أبتسامتة التي لاتغيب عن ذاكرة من عرف بدر عبد الحق ،رحمك الله يا خالي العزيز...فالرثاء لا يلخصه التعريف المدرسي البائس (مدح الميت!)، وإنما هو تحدي الغياب عبر إعادة الفقيد إلى الحياة بشكل أكثر ألقا وإعجازا.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :