facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




كتاب مفتوح للوطن ..


كميل الغزاوي
05-02-2008 02:00 AM

آخر مقال للمرحوم كميل الغزاوي تنشره "عمون" حصرياً

(هذا آخر مقال كتبه المرحوم الإعلامي الأردني الراحل كميل الغزاوي قبل وفاته بشهور، وهي شهادة وطنية من إعلامي وطني مغترب، تستحق الوقوف عندها كثيرا وخص ذوو الفقيد "عمون" بنشرها) يبدو لي ومن خلال متابعتي للأحداث والقضايا الأردنية من أميركا، أننا في واد، وما يفكر به جلالة الملك عبدالله الثاني لتطوير مناهج حياتنا ومستقبلنا وسياساتنا على مختلف الأصعدة والمستويات في واد آخر.
والسبب يعود لعدم متابعتنا وفهمنا لما بين السطور عندما يتحدث جلالته عن أي من المواضيع سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو جتماعية أو إعلامية، وكذلك عدم معرفتنا لكيفية قراءة أفكار جلالته فيما يتعلق بالطفولة والمرأة والصحة وكافة مرافق الخدمات.

فإذا كان بعض المسؤولين يعتقد في مختلف الوزارات وغيرها من الدوائر الأخرى، أن جلالته لا يعرف ما يدور في أي ركن من أركان الوطن، فهم في الحقيقة مخطئون، فمن خلال أفعال جلالته وأقواله نشعر أن هناك العديد من الأخطاء والجرائم التي ترتكب بحق الوطن يوميا، فيحاول جلالته بكل استطاعته وبكل الوسائل والطرق العمل على إيقاف نزيف تلك الأخطاء والتي لو استمرت بعيدا عن أعين جلالته لأدت إلى كارثة بل كوارث على المستوى الوطني.

فلجلالته رؤى ثاقبة في كل شأن وفي كل زمان ومكان، ويفاجئ مرتكبي تلك الأخطاء في عقر دارهم وصالوناتهم سواء كانت سياسية أو إعلامية أو إقتصادية واجتماعية، وإن كلمات جلالته واضحة وجلية، ولا يتطلب إلا ترجمة ما بين سطورها لأنها بحاجة إلى ذكاء مميز وعقول نيرة، تستطيع ترجمتها لأرض الواقع.

ما من أحد يشك بأننا نعاني من ثغرات على بعض الأصعدة والمستويات ولا يقتصر الأمر على وجود مافيات سياسية من خلال صالوناتها بل وأن هناك أيضا مافيات إعلامية ومافيات إقتصادية واجتماعية تحاول قدر استطاعتها وقف عجلة التطور والتقدم في الوطن، رغم أريحية الديمقراطية والحرية التي نتمتع بها.

فكل خطوة وكل كلمة لجلالة الملك لها معاني سامية يجب أن لا نمر عليها مرور الكرام دون إيلائها الأذان الصاغية والعقل المتفتح والرؤى الواضحة لإستيعاب العبر منها ووضع الخطوط تحت أسطرها ومعانيها.
عندما قام جلالة الملك بتصوير فيلم إعلاني لتسويق الأردن سياحيا لمعظم الأجهزة الإعلامية الدولية المرئية، وهو يقود سيارته والطائرة ويمتطي الجمل، ويغوص في أعماق بحر العقبة والصحراء، لم يأت من فراغ، إنما ليشعرنا بطريقة مباشرة بالقصور الحاصل في تسويق الوطن سياحيا داخل وخارج أسوار الوطن، وبطبيعة الحال، ليس حبا بالظهور الإعلامي عالميا، إنما لإثبات عجزنا وإثبات عدم تحملنا للمسؤوليات الملقاة على عاتقنا كأجهزة سياحية وإعلامية مثلما أشعرنا عند تسلمه مسؤولية الحكم بالتقصير الحاصل في إدارة المناطق الحرة، وزيارته المفاجئة للمستشفيات في المدن والقرى، لكشف المستور في اداء الخدمات العامة، فهل استوعبنا الدروس أم أننا لا زلنا بانتظار جلالته أن يقوم بخطوات ثانية لكشف عجز الأجهزة الأخرى.
مافيات سياسية ومافيات إعلامية ومافيات إقتصادية وإجتماعية فهل أصبحنا نعيش في عصر المافيات المدمر في هذه البقعة الطيبة من الأرض.

في السابق وأيام عهد جلالة المغفور له الملك الحسين طيب الله ثراه، والذي أرسى دعائم الحرية والديمقراطية في البلاد، كان على علم ودراية بعدم إدخالها لنا فجأة، وبدون سابق إنذار، فآثر رحمه الله بإدخالها في عقولنا وحياتنا اليومية بشكل طبيعي وعلى جرعات، كي نستوعبها ونستوعب معانيها، ونقوم بتطبيقها دون أن نؤذي أنفسنا بها، فماذا كانت النتيجة؟

أننا قد فهمناها أو بالأحرى فهمها البعض بمفاهيم خارجة عن اطرها خاصة في مجال الإعلام المقروء فاكتوينا بنارها وكدنا أن نؤذي وطننا.

فإذا كان رحمه الله قد أعطى الضوء الأخضر للحرية والديمقراطية فإن جلالة الملك عبدالله الثاني قد منحها كافة ألوان الطيف من اجل ديمومة استمرارها لتعطي ثمارها. وبالرغم من ذلك لم نستوعب أبعاد المساحة الديمقراطية ولا يزال البعض يحاول الإساءة لها.
فلماذا قامت الدنيا ولم تقعد عندما فجر مقدم برنامج قناة الجزيرة الفضائية حقده للمساس بالأردن وهجوم البرنامج الشرس للتشكيك في نوايا الوطن؟
فما الذي فعله جهازنا الإعلامي اتجاه تلك الحملة؟ أغلق مكاتب الجزيرة، وقمنا بحملات إعلامية على صدر صحفنا وأعددنا عشرات الصواريخ الموجهة بالمقالات الساخنة القريبة والبعيدة المدى.
وقبلها بفترة قامت بعض الصحف اللبنانية والبريطانية والأمريكية، بفبركة أخبار تشكك في مصداقيتنا السياسية وحتى لم نسلم من صحف( الواق الواق) كأردن، إذا الموضوع ليس بجديد علينا ونحن نعلم ومنذ إقامة إمارة شرق الأردن ونحن مستهدفون ولا زلنا.

فهل حاولنا أن نسأل أنفسنا من هو السبب في نجاح قناة الجزيرة وبعض القنوات الفضائية الأخرى، وهل فكرنا مجرد لحظة واحدة ما هي الدوافع والأسباب التي تجعل من تلك المحطات والصحف لفبركة المواضيع والأخبار والإساءة ولكياننا الأردني.

هل سأل المنظرون في الإعلام أنفسهم لماذا أصبح فشل شاشتنا الصغيرة ظاهر للعيان ولم يعد بالإمكان تصحيح مسار عملها؟ فهل أجبنا على سؤال واحد من هذه الأسئلة؟

إن القنوات الفضائية العربية غير الرسمية هي من صنيعة كفاءاتنا الأردنية من خلال مذيعينا ومحررينا الصحفيين نتيجة هروبهم وهجرتهم من مافيات الصحافة والإعلام. وقد حققوا ما أرادوا فخسرنا كوادرنا الفذة في العواصم العربية والأجنبية. فيعمل هؤلاء في المحطات العربية والأجنبية وهي خبرات أردنية استطاعت وسائل الإعلام تلك أن تحقق نجاحاتها من خلالهم.

إذا لا لوم ولا تثريب على مقدم برنامج الجزيرة وكان الأولى لكتاب الأعمدة في الصحف الأردنية البحث عن الأسباب وعن المجرم الحقيقي الذي عمل على "تطفيش" هذه الخبرات والكفاءات الفنية من التلفزيون الأردني.
هناك عشرات الإختراقات الواضحة في أجهزتنا الإعلامية الرسمية وغير الرسمية منها المقروءة والمسموعة والمرئية، وعلى مافيات الإعلام المتصيدين في الوطن اتقاء الله في هذه الرقعة الطيبة.

فحل هذه المعضلة وغيرها من المشاكل في غاية البساطة، ولا يتطلب من المخططين الرسميين وغير الرسميين العاشقين للوطن إلا العودة لقراءة أفكار جلالة الملك من اجل تصحيح مساراتنا الحياتية ولا حل غير ذلك من وجهة نظري.
وقد أصبح لزاما علينا إزاء كل المتغيرات الدولية والإقليمية أن نعي حقيقة ما نخطط ونعمل وننفذ بالسرعة القصوى لإنقاذ ما يمكن إنقاذه للملمة بقايا إعلامنا المبعثر هنا وهناك من اجل عدم إعطاء فرصة أخرى لمافيات الإعلام المهترئة في هذا الزمن المتطور علميا وتكنولوجيا للنيل من كياننا.

إنني أستغرب من إعلامنا المرئي والمسموع كيف ان دول شقيقة كنا قد سبقناها إعلاميا عشرات السنين بما لدينا من قيادة ثابتة وخبرات وكفاءات نادرة أن يكون لها عشرات المراسلين في مختلف أنحاء العالم ونحن لنا مراسل واحد فقط في الأراضي المحتلة؟

فأين المناظرات التلفزيونية الأردنية والعربية والأجنبية؟ أين برامج الأطفال الذين هم عماد الوطن ومستقبله؟ لماذا لا تدخل الكاميرات إلى المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية والجامعات وحتى رياض الأطفال كما هو دخولها مكاتب الوزراء والمسؤولين؟

فهل فكر المسؤولون والمخططون في إبراز مواهب أطفالنا وإبداعاتهم الذاتية والتعبير عن آرائهم فيما يحبون ويكرهون؟ فالعالم الآن ومن خلال الأمم المتحدة بدأ ينظر للطفولة من منظار آخر، جنبا إلى جنب مع إعطاء المرأة حقوقها كاملة نظرا لما تعانيه بعض الشعوب من هضم لهذه الحقوق الإنسانية.
ونحن والحمدلله في بلد أنعم الله علينا بملك وملكة لهم حضورهم المتميز والدائم في المؤتمرات الدولية والتحدث امام الشعوب حول كيفية إيلاء الطفولة والمرأة لحقوقهم كاملة غير منقوصة.

ألم يقرأ احد من المنظرين في المجال الإعلامي والاجتماعي ما بين السطور التي تكتنفها كلمات جلالتيهما في كل مؤتمر يحضرانه؟ ألم تستوعب أجهزتنا الإعلامية أفكار الملك والملكة في نظرتهما الإنسانية للطفولة البريئة؟

فهل اكتفينا بإنشاء مجلس الإعلام الأعلى الذي لم أفهم مقاصد إنشائه؟ وما هي الأسباب والدوافع المقنعة وراء إقامته؟

لغاية الآن لم نسمع ولم نشعر بأي إنجاز حقيقي يصب في مصلحة الوطن ومصلحة إعلامنا، والدلالة على ذلك التخبط الإعلامي الذي نعيشه وأعتقد أن إنجاز المجلس لم يتعد إلا تبديل الأسماء.

فأين التغيير في حال الإذاعة والتلفزيون والصحف؟ وأين الإنجازات في مجال الثورة الإعلامية الإقليمية والدولية؟
كل مشاكلنا على كافة المستويات تقتصر على حل واحد لا رجعة ولا تغيير عنه، وهو العودة لقراءة أفكار جلالة الملك وتطبيقها على أرض الواقع، لأنها الدواء الشافي لهذا السرطان الإعلامي وغيره من السرطانات الأخرى المستشرية فينا.

ومخطئ مائة في المائة من يعتقد أن جلالة الملك لا يكون سعيدا عندما يرى كافة أجهزتنا تعمل في الصف المتقدم مع دول العالم، ويكون جلالته الملك الأسعد عندما يرى أشخاص أذكياء يعرفون كيف تتم قراءة ما بين السطور، ويحللونها بطرق غير مثيرة للجدل والشكوك، مؤكدا وبحزم أن واحة الحرية والديمقراطية التي يتمتع بها الأردن لا تتمتع بها الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، والذين عاشوا هناك ولا زالوا، يعرفون هذه الحقيقة.
يقولون في ختام الحديث أن عجائب الدنيا سبعة، ومعروفة لكل البشر، وأنا أقول انها ثمانية، والأخيرة عدم فهمنا واستيعابنا لما بين السطور في احاديث جلالة الملك على كافة القضايا المحلية ولإقليمية والدولية.
اللهم اشهد أني قد بلغت.

كميل الغزاوي-نيويورك





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :