facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




سرقوني عينك عينك


05-02-2008 02:00 AM

" سرقوني عينك عينك " عبارة ذكرها كهل يتعامل مع تكنولوجيا العصر الحديث؛ قالها ودمه يغلي و شعر رأسه مستنفر حتى آخره بعد أن تناول حبة تحت اللسان ؛ انتظرت مليا حتى أخبرني بقصة السرقة حيث بادر بالاتصال مع ابنته و بدل أن يأتيه صوتها من الأثير جاءه صوت أنعم و أكثر أنوثة و من المفترض أن يكون أكثر جذباً لكنه كان الرد الآلي " نأسف الرصيد المتبقي لا يكفي لإجراء هذه المكالمة يرجى إعادة تعبئة الرصيد " و نظراً لحاجته الماسة لابنته التي تقوم على رعايته زحف إلى محل الاتصالات و اشترى بطاقة شحن بدينار و قام بتعبئتها حتى داهمه مرض السكري و اضطر للذهاب لدورة المياه قبل الاتصال بابنته و عاد مطمئناً أن " الشحادة " حسب ما يصفها؛ لن تعاود طلبها بشحن الرصيد.
لبس نظارته و حمل هاتفه النقال بكل ثقة ليفاجأ برسالة، لوهلة ظنها من ابنته رغم أنها تعلم أنه لا يجيد فتح الرسائل لكنه اعتقد أن رصيدها قد نفذ مما اضطرها لإرسال رسالة فتحها متفائلا لاعتقاده بأنها ستخبره عن موعد وصولها و إذا بـ" شركة النصب التي تشغل الشحادة " تتحايل عليه لتعلمه بأنه " بناء على تعليمات وزارة المالية تم خصم دينار من رصيدك لدعم الجامعات ".

صدم العجوز و حاول الاتصال مع ابنته لكن دون جدوى فقد ركب التلفون عفريت اسمه نأسف و يرجى و عزيزي المشترك كلمات ناعمة و أيدي طويلة و سرقة بأسلوب حضاري و إتكيت لا يهم ذاك العجوز الذي لازال ينتفض غيظا و حسب قوله " لم يمر عام على خصم دينار التبلي الذي تم الاستيلاء عليه عنوة رغم أني رجل وحيد ليس لي أبناء في الجامعة أو المدرسة " و بدأ بعدها يستفيض بالشرح قائلا أنه يدفع للبلدية ثمن الكندرين الذي لا يستفاد منه و يدفع كذلك أجور صرف صحي منذ عشرات السنين و لا يوجد شبكة صرف صحي في الحي الذي يقطنه و كذلك دينار على فاتورة الكهرباء رغم أنه لا يتابع التلفزيون لا الأردني و لا غيره و .... ألخ عدد الكثير حتى خلت نفسي لا أقرأ فواتير .

و يتساءل هذا الشيخ الجليل ما الذي تقدمه الحكومة لنا جراء ما تجبيه منا ؟!

سؤال حقاً يثير الشجون، فلا أنكر أنني أستشيط غضباً حينما تصلني رسالة الإعلام بالخصم و أشعر بالقهر و أعتبرها كما يعتبرها غيري؛ سلب معلن و استيلاء على أموال العامة دون وجه حق.

يقول الكهل ألا أبناء لديه في الجامعات أو المدارس و أنا أقول " حسبي الله و نعم الوكيل " لمن أدفع أنا و غيري و من المستفيد ؟ و رسوم الجامعات من ارتفاع لاقتراح بارتفاع و لا أعتقد أنه سيأتي اليوم الذي نشهد فيه ولادة مقترح جدي يشجع على خفض الرسوم الجامعية ؛ و من ثم بأي حق يتم استيفاء دينار من رصيدي و أنا طالبة في الجامعة و لا يحق لي الدراسة على البرنامج العادي أسوة بغيري فأنا لست من أبناء العاملين أو المتقاعدين أو حتى الأقل حظاً و لهذا دخلت الجامعة على البرنامج الموازي رغم عدم مقدرتي على تحمل سعر الساعة الإجرامي البالغ 40 دينارا و على الخدمات التي لم نحاسب بها كغيرنا و ندفعها أضعاف مضاعفة عما يدفعه غيرنا ؛ سواء أكان هنالك خدمات أم لم يكن و على رأي إحداهن " إن كان الحساب على هذا المبدأ نريد مختبرات حاسوب خاصة و معاملة خاصة و أيضاً مراحيض خاصة " فهذه الخدمات قلما ننعم بها رغم أن استيفاءها إجباري و رغم أننا طلبة البرنامج الموازي نعاني ما نعانيه لنؤمن رسوم الجامعة تداهمنا شركات الاتصالات باختلاس أرصدتنا مع العلم أننا محرومون من أي دعم و الفئة التي لا يطالها أي ميزة من شأنها التخفيف عن كاهلها سواء بمنحة أو مقعد جامعي على حساب أي جهة كانت، محرومة كذلك من أي رفع على الرواتب حتى بتنا مع هذا الغلاء عرضة للفصل من الجامعة إن لم نقطع من لحومنا الحية للإنفاق على أنفسنا و دفع الرسوم و شراء المقررات الدراسية و ما يتبعها من أجرة مواصلات و مستلزمات الجامعة التي لم يعد بمقدور ميسوري الحال سابقا على تغطية تكلفتها في هذه الأيام العجاف.

لمن تجبى هذه المبالغ ؟ و أين ذهبت الأموال التي تم تحصيلها العام المنصرم فحتى رواتب الموظفين في الجامعات لا زالت تراوح مكانها و أين هذه المبالغ من دعم البحث العلمي و لماذا لا يطرأ أي تحسن على أوضاع طلبة الجامعات في ظل هذه الظروف القاسية و لم لا يتم تخصيص جزء من هذه المبالغ و خفض سعر ساعة الموازي أو على الأقل إعفاؤنا من رسوم الخدمات
بالله عليكم أيهما يثير الشجون أكثر قصتي أم قصة العجوز ؟





  • 1 loste_country 16-02-2013 | 01:31 PM

    للاسف نحن هنا نعيش كمن يعيش بمزرعة يمتلكها عشرات الاشخاص و البقية عمال مسعبدين لديهم ...
    الى ان ياتي الله بامره و يقول لكل شيء كن فيكون
    شكرررا اختي للكلمات الرائعة دوماااااااااا


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :