رسالة تهنئة بمناسبة حلول الأعياد الميلادية المجيدة
23-12-2013 01:38 AM
مركز التعايش الديني
رسالة تهنئة بمناسبة حلول الأعياد الميلادية المجيدة 2013
المجد لله في العلى وعلى ارضنا السلام .. وفي الناس المسرة والرجاء
من هذه البقعة الطاهرة التي تقدّست ببركات الأردن يوم حدث الظهور الإلهي نبعث اليكم بالتهنئة الخالصة فيما نحتفل بمولد الطفل الإلهي في مغارة بيت لحم ، المرسل للعالمين، رحمة وللبشرية فرحاً وخلاصاً أن يبارك لكم هذه المواسم المقدسة ويعيدها بالهناء والخير والرجاء على جميع ورثة قداسة المشرق ورسالته..
ومن ربوع الأردن الذي تشهد أرضُه على طِيْبَ علاقةِ وأخوةِ ساكنيه وأهله، ومن عمان عروس الحواضر وعاصمة الوئام، نتوجّه إلى مدينة داود " فقد ولد لنا فيها اليوم مخلّص" لنسجد على مثال الرعاة وليظهر صاحبُ العيد في قلوبنا وليُحِلَّ فيها سلامه، فيخرجَنا لنقيمَ العيدَ بأن نذهبَ من الميلاد الزمان إلى الميلادِ الروحِ والحدثِ فيحيلَ نفوسَنا مساحاتٍ مضاءةً بالفرح والتذكَّر والتَفكُّرِ والمسرة
ومعكم نطلّ على حدث الكون في يوم كهذا ، يوم وقفةِ الروح والنشيدِ والابتهال. وفي موسم البشرى التي حملتها أَجواق الملائِكِ، نُرنمُ مهلّلين تمجيداً لله في الأعالي وللسلام على الأرض لتسودُ الاراداتُ الصالحاتُ والحق والعدل في منطقتنا والعالم.
في ذكرى نزولِ أميِرِ السلام مولوداً على الارض ليصالحَ الارضَ مع السماء، نهتدي برسالة صاحبِ العيد ونجددُ ايماننا بأرضِنا وبقيادتِنا وحكمتِها وانسانيتها وبمسيرتنا في هذا الوطنِ الأعز وبإرثنا الأردني الفريد حيث نعيشُ عيشاً سلاميّاً ووئاماً رائعاً، وأسرةً واحدة كبيرةً ساعين إلى تعزيز لحمتنا ووحدتنا ليبقى وطنُنا دارَ الخير والأمن والأمان.
وفيما تِحرِق من حولنا نارُ الفتنة والعنفِ والبغضاءِ والدماء الكثيرين، وتنتشر رائحة البارود، وفيما غُيِّبت أصواتُ المرنمّين واجراسُ الكنائسِ وسادت اصواتُ المدافع، نوقدُ نحن هنا اليوم، كما في كل يوم من أيامنا وأعيادنا، شموع التُّقى والخشوعِ وتُقَرعُ أجراسُ بِيَعِنا فيما يتصاعد بخورُ مذابحنا وتصدحُ حناجرُ العابدين بالتسبيح ، معلنين في الميلاد ان انساننا في هذا الوطن هو أخونا وحبيبُنا، فمن ارضنا هذه ومن جذور تاريخِها طَلَعْنا ، ومعها نمتدُّ نحو الرجاء والامل.
وفي الميلاد لا نقف عند حدود بل تمتدُّ معايدتنا لتصل الى الجميع لنهنئَ الجميع .. فلنا في الميلاد من الحبّ والفرح ومن إرثنا الوطني ما يؤكد باننا جميعاً لحمةُ الوطن وأُسرتُه .. فأجراسنا التي ما سكتت ولن تسكُتَ، هي أجراس تعايشٍ ووئامٍ.
اللهّم افتقد بلادنَا بنعمائِك، وبارك سماءَ وطنِنا، وأحمِ ثراه وأجزلْ عليهِ من كريمِ عطفِك وأغمرْ مدننا وبوادينا وقرانا بفيضِ سلامِك، ووفِّق قائدنا المفدى جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم وأعضده وشدَّ أزرَه واحفظْ فَرعَه الطيبَّ وليَّ عهده الأمين، واحفظْ الأسرة الهاشمية الجليلة وشعَبنا العزيزَ وأَعدْ هذه المواسمَ المباركةَ المجيدة على الجميع بالخير والهناء والمسرة.
وكل عام وانتم بخير
مدير مركز التعايش الديني
الأب نبيل حداد