facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




سِيَبوَيْهِ دكتاتورُ النحوِ ومُحنّطُ العربية (6)


د.عودة الله منيع القيسي
26-12-2013 02:47 AM

بعض المثقفين الذين قرأوا مقالتي الأولى عن – ديكتاتورية سيباويه – طالبوني – مشكورين – بأن أوضح الإصلاح الذي أراه يخرج – الفصحى – من قيد التجميد , وأقول : أنا ماضٍ ، في بضع مقالات لتوضيح القواعد التي وضعها سيبويه والتي جمدت الفصحى ، لكن الجواب الكامل عنالإصلاحات والتغييرات التي قدمتها عن بعض قواعد سيويه في كتابي المسمى(رؤىً – نحوية وصرفية – تجديدية )المكون من أربعة أجزاء والمطبوع في – دار البداية /عمان – طلعة الشابسوغ – هـ 4640679

7- ومن أسباب ذلك التجميد والتحنيط-أخطاء سيبويْهِ- وسائر النحاة- بأنهم أعربوا حركاتِ تركيبِ التعجّبِ أعرابَ التراكيب المرنةِ:
- قال سيبويهِ (هذا .. باب ما يعمل عمل الفعل،ولم يجْرِ مجرى الفعل،ولم يتمكن تمكّنَهُ ) –
( وذلك قولك :ماأحسنَ عبدَالله-! –زعم الخليل أنه بمنزلة :شيءٌ أحسنَ عبدَالله،ودخله معنى التعجب.(وهذا .. تمثيل ولم يتكلم به).ولا يجوز أن نقدم- عبدالله،ونؤخر –ما- ولانُزيل شيئاً عن موضعه.ولا نقول فيه:ما يَحْسُن، ولا شيئاً مما يكون في الأفعال- سوى هذا(16).
- أقول :هذا.. يعني أن (ما أفعلَ الشيءَ-و- أفعِلْ بالشيءِ) هما تركيبان نمطيان /قالبيان.أعني أنه تركيب ثابت –الرتبة –وقوله(هذا ..باب ما يعمل عمل الفعل) –مُشِيراً –عنده-على أنّ عبارته عاده (مُعْرَبة). وابنُ مالك يعتبر هذا التركيب مُعْرِباً–كما أعربَ العبارة الآتية ابنُ عقيل شارح الألفية (ما أحسنَ زيداً-!) –فالإعراب ،عنده،كالآتي( ما- مبتدأ.وهي نكرة تامّة، عند سيبويهِ.و(أحسنَ) :فعلٌ ماضٍ،فاعله ضمير مستتر عائد على –ما- و"زيداً" مفعول –أحسَنَ. والجملة: خبر من –ما- واالتقدير:شيء أحسَنَ زيداً،أي :جعله حسناً).
- أقول ،وأتساءل :ألهذا التركيب الثابت الرتبة-إعرابٌ؟ الجواب-لا. عندي.
وشرح هذا كالآتي:
.. الجمل في العربية نوعان: جمل نماذجية تحليلية (وهي التي أطلق عليها الدكتور ناحوم تشومسكي- الجمل التوليدية –والجمل التحويلية)وكَثْرتُها في العربية تبلغ تقريباً–(90%) –تسعين بالمئة.وجمل أخرى هي الأنماطية الوصفية،وهي قليلة في العربية لا تبلغ أكثر من (- 10%)- عَشَرَة بالمئة(17).
- الجمل النماذجية التحليلية .. جمل مرنة التركيب يحدث فيها تقديم وتأخير- مثل: (صامَ المؤمنُ رمضانَ) .يمكن أن نقول: صام رمضانَ المؤمنُ- أو المؤمنُ- رمضانَ –صامَ –أو رمضانَ .. صامَهُ المؤمنُ.وهذا... لا يأتي اعتباطاً، بل إن هذه- المرونة –لها قيمة كبيرة في الدلالة على المعنى المراد.فإذا قال المتكلم الجملة الأولى (صام ...) فقد كان أهم نقطة عنده- الصيام،ويليه،في الأهمية المؤمن، ثم –رمضان. وإذا قال: (صام رمضان المؤمن)كان الذي يلي( صامَ ) في الأهمية –رمضان- فإذا قال (المؤمن- رمضان صامَ) كان أهم شيء- المؤمن- ثم رمضان ثم صام .وإذا قال ( رمضانَ ..صامه المؤمن) كان التركيز على رمضان، ثم على الفعل(صام) ثم كان المؤمنُ أقلَّها أهميةً.وهذه المرونة لا تمتلكها لغة أخرى.العربية-وَحْدَها –هي التي تمتلكها.
- وتتبدّى لك أهمية هذا التقديم والتأخير،عندما تتدبر مثل قول الله تعالى:[ ووصّى بها إبراهيمُ بنيهِ-ويعقوبُ..]-(البقرة -132). فهنا- إبراهيمُ- عليه السلام-فاعل، ويعقوبُ –عليه السلام-فاعل،ولكن –جاء إبراهيم بعد الفعل،وأُخّر يعقوبُ، بعد المفعول (بنيه). وهذا .. له معنىً بلاغيٌّ لا يؤدَّى بغير هذا التقديم والتأخير- من دون تطويل الكلام- فإبراهيم هو الجدّ،وهو رسول نبيّ،نزلت عليه صُحُف. ويعقوب هو الحفيد،وهو نبي لا رسول،لم ينزل عليه كتاب. فدلّ القرآن على هذا-الفرق- بين الجدّ والحفيد، بهذا الفصل بينهما، فَقُدِّمَ الجدُّ،وأُخّر الحفيد،لأنه ليس من رعاية المقامات أن يأتيَ الحفيد، بعد الجدّ،مباشرة،كأن يقال(ووصى بها إبراهيمُ ويعقوبُ- بينهما). فكانت جمالية تعبير القرآن أنه كان –عادلاً- في جعل الحفيد، مؤخراً ، بعد المفعول به. فحُفظت بذلك المقامات، ولم يسعفنا على معرفة أن الجدّ –فاعل- وأن الحفيد –فاعل( على مجيء الحفيد بعد المفعول)- إلا حركاتُ الإعراب.
- وإذن .. مثل هذه الجمل النماذجية التحليلية- غير ثابتة الرتبة... يجب أن يكون عليها حركات تُعْرَبُ- لتمييز المعنى المُراد.
- أما الجمل الأنماطية الوصفية- الثابتة الرتبة-كالجملة السابقة( .. ماأحسَنَ زيداً)- فليس لها (إعرابٌ) في الحقيقة،- إنما لها حركات- ثابتة عليها. هي الفتحة على الكلمة الثانية- وعلى الكلمة الثالثة.وهذا... نمط يقاس عليه قياساً والقياس على مثله أسهل من الإعراب،بكثير،لأنه لا يتغير ترتيب الألفاظ- فيه- ولا تتغير حركاته. أمّا إعرابه الذي جاء به النحاةُ... فهو إعراب- مُفتَعَل متكلف، لا قيمةً له،ولا دلالةً.. فإذا نظرنا إلى إعراب ابن عقيل لعبارة (ما أحسنَ زيداً) وجدناه –لا ينبع –من داخل التركيب،وإنما هو مُجْتَلب- عليه اجتلاباً؛ فإن (أحسنَ) ليس فعلاً –كما قال سيبويه- (هذا باب ما يعمل عمل الفعل،ولم يجرِ مجرى الفعل).والحقّ..أنه لا يعمل عمل الفعل(خلافاً لسيبويه)، لأن –زيداً – ليس مفعولاً أبداً. لأنه لو كان مفعولاً على معنى (شيءٌ أحسنَ زيداً) أو (شيءٌ أحسنَ عبدَالله)-كما زعم الخليل –لما كان (تعجباً) لأن جملة التعجب.. جملة إنشائية .أما (شيءُ أحسنَ عبدالله أو زيداً) فجملة خبرية (لا إنشائية) –والجملة الخبرية .. قد- تفسِّر- الجملة الإنشائية ،ولكنها –لا تقدَّرُ – مكانها؛ لأن الفرق في المعنى-واسع- بين تعجبنا من حُسْن زيدٍ،بقولنا: (ما أحسنَ زيداً) –وبين إخبارنا عن زيد- بأنه (شيءُ أحسَنَ زيداً).ويبين لنا الفرق جليّاً عندما نأتي بعبارة- تعجبية- كقول الشاعر:
( ما أقدَرَ اللهَ –أن يُدني على شَحَطٍ مَنْ دارُهُ الحَزْنُ ممن دارُهُ- صُولُ-!).
وبين معناها وبين محاولة تفسيرها بقولنا : (شيءٌ أقدرَ اللهَ). أستغفر الله العظيم!! ما هذا الشيء الذي ُيفعل بالله... فيقدرَهُ؟ واللهُ هو المقْدِرُ لكل شيء، ولا شيءَ يقع في العقل أنه يُقْدِرُ اللهَ. فكيف،وهو الخالق ُوالمُقْدِرُ والموجدُ؟؟ّ!!-هذا .. هرطقة من القول!
- وأيضاً .. هذا الإعراب المجتلب المتكلف- للتعجب –يُعَقّد طالب العلم، لأنه إعراب غير مفهوم للعقل،لأنه ليس نابعاً من جوف الكلمات –كقولنا(صامَ المؤمن رمضان). فهذه إعرابها فيها:- فصام :فعل-والمؤمن: فاعل –ورمضان: مفعول.
- إذن .. النحاة ،جميعاً، كانوا-في –غفلةٍ-وبصيرةٍ عليها غشاوة- عندما اعتبروا الجمل-الأنماطية الوصفية- تُعْرب كما تعرب الجمل النماذجية التحليلية- كانوا في ذلك منذُ أوّل نحويّ حتى آخر نحوي-في هذا العَقد.
- وإذن –باعتبار الحركتين ( ً الفتحتين) على الكلمة الثانية والثالثة من تركيب التعجب-والقياس عليها-واطّراح الإعراب المُتكلف ... نحلّ مُعضلةً من معضلات النحو، ونُلقي نصف –عِبْء – الإعراب عن كاهل طلاب العلم بل والعلماء- لأن الوقت الذي يُنفق-لحفظ –هذا الإعراب المتكلف- حفظاً ،لا فهماً (لأنه إعراب غير مفهوم)على قِلّة تراكيبه-يساوي كلّ الوقت الذي ينفق لفهم إعراب التراكيب النماذجية التحليلية،على كثرتها، لأن الفهم ...ُيسّهل –التعلّم-وانعدام الفهم أو ضعفه .. يُصعّب التعلُّم.
- ومثل صيغة –التعجب-(ما أفعَلَ الشيْءَ) صيغةُ (أفْعِلْ بالشيْءِ) –لها حركات،وليس لها –إعراب. .....يتبع





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :