لم تكن معركة وادي التفاح يوم 7 حزيران 1967 عادية ، فقد صمد المقدم صالح عبدالله الشويعر في غرب بلدة نابلس في مدخل وادي التفاح يمنع تقدم القوات المعادية ، ولم تنجح اي قوة من الاقتراب والحق بالعدو الخسائر الفادحة ، ولكن التف العدو من الخلف وجاء الى صالح الشويعر بقوات كثيفة مع طائرات القت بقانبل النابالم المحرقة وليستشهد ابطال نابلس الاربعة وهم :

المقدم صالح عبدالله الشويعر
الملازم اول سليمان عطية الشخانبة (مكتوب اسمه خطأ الشخامنة ووعد رئيس البلدية بتصحيح الاسم )
الرقيب اول صياح عواد فياضالفقرا
الجندي الاول راشد موسى نمر العظامات
ولكن وتقديرا من اهل نابلس الكرام فقد اقاموا صرحا تذكاريا للشهداء الاربعة في مكان استشهادهم وواظبوا على الاحتفال سنويا بمشاركة المسؤلين والكشافة والطلبة بذكرى استشهادهم ، وقال لي غسان الشكعة رئيس بلدية نابلس حاليا خلال زيارة له انه سيدعو ذوي الشهداء ليعيشوا مع اخوانهم في نابلس تقديرا لهؤلاء الابطال ، ونابلس اليوم جميعها وحتى الاطفال يعرفون قصة ابو علي واصبح الصرح معلما تاريخيا وجزءا من الموروث النابلسي ، وحتى المنطقة اصبح اسمها ابو علي علما ان الشهيد صالح الشويعر اسمه ابو عبدالله ولكن هكذا يعرفه اهل نابلس .

ابو علي ورفاقه من انحاء الاردن التقوا ليصنعوا لوحة شرف خالدة ، وليمكثوا في ارض نابلس سفراء حقيقيين هم سفراء الشهادة والدم والقربى والاخوة في بلد كله الطهر والنقاء واهله اهل الطيب وفيهم معدن المروءة والنخوة ، مثلهم مثل كل اضرحة الشهداء الاردنيين في فلسطين تنتصب منائر حق وشهادة وعربون دائم للاخوة والصدق والشهامة ، وقد احسنت القوات المسلحة الاردنية باصدار سجل شرف الشهداء الخالدين في موسوعة تاريخية توثق لسيرة الشهداء ،واحسن اهل طوباس في ترميم مقبرة الشهداء الاردنيين في ظاهر المدينة وقد اقاموا احتفالا بمناسبة انتهاء الترميم يعبر عن تقديرهم للشهداء الاردنيين الخمسة الراقدين بينهم ،ويعبر ايضا عن طيب الاهل ومحبتهم واعتزازهم باخوانهم الاردنيين الشهداء ليرسلوا رسالة للجميع ان الدم اقوى رابط وان الشهادة عنوان فخر واعتزاز وان اواصر المحبة بين الضفتين لا يقف في وجهها اي قرار سياسي ايا كان .
التحية لكل الشهداء والامل فينا ان نفي الشهادة حقها تاريخا وتدريسا وعناية في مقابر الشهداء في كل مكان .