facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




المعارك الوهمية


د.رحيل الغرايبة
03-01-2014 03:07 AM

عند العجز الواضح والبيّن عن تحقيق انتصارات حقيقية على الخصوم، وعند الفشل الكبير في تحقيق الخطط والأهداف والغايات وعندما يمضي الوقت وتكون النتيجة القبض على الريح، يتم اللجوء إلى افتعال معارك وهمية، وإطلاق القنابل الصوتية والدخانية، ويتم اللجوء إلى إحداث ضجيج يشغل البسطاء والسُذج، ويصرف عيون العامة عن رؤية حقيقة العجز والفشل المزري.

العاجزون وحدهم هم الذين يتقنون صناعة الأعداء والخصوم، وافتعال المعارك التي تستنزف الجهد، وتبدد الطاقة في غير فائدة، سوى اشباع الرغبة الجامحة القابعة في أعماق النفس غير السوية في إثبات الحضور القيادي، والبحث عن الهيبة المفقودة، ومحاولة اقناع الأتباع بوجود قضية تستحق الصراع.

من الإبداعات التي تستحق النظر ما يُطلق عليها «نظرية المشاجب» في علم الإدارة وفي العلوم السياسية، حيث أن المشاجب أصبحت حاجة ماسة تصل إلى مرتبة الضرورة لدى بعض القادة وأصحاب الإدارة على مختلف الصُعد الإدارية والسياسية، إذ لا بد من وجود شيء ما يتم تعليق الفشل عليه، وشيء ما يبرر العجز وعدم القدرة على إنجاز الأهداف وتحقيق الوعود التي تم إطلاقها والإعلان عنها، وتتفاوت المشاجب من حيث الجودة والرداءة، والقدرة على حمل التبريرات الكبيرة والمتعددة.

تمضي الأيام وتنقضي السنوات سنة بعد سنة، على وقع مدح الذات والحديث عن الشعارات الكبيرة، والمبالغة في إعداد التقارير المشتقة جميعها من نظرية المشاجب، والتفنن في صياغة التبريرات القادرة على تحقيق الإلهاء واستمطار المعذرة ، المصحوبة بلذّة خادعة تشبه تلك اللذة الممزوجة بالألم التي يحس بها (قط الجزّار) الذي أدمن على لعق السكين التي تحمل بقايا الدم والدهن، وفي ختام المطاف استيقظ القط وقد فقد لسانه، واكتشف أنه كان يلعق الدم النازف من لسانه المبرود على حافة السكين الحادة.

الأمل معقود على الأجيال الجديدة التي يجب أن تمتلك القدرة على التمييز بين الغث والسمين، وأن تمتلك القدرة على رؤية الحقيقة بين أكوام الزيف وضباب الخديعة، وأن تمتلك حاسة السماع المرهف لصوت الإنجاز الفعلي، وأن تمتلك حاسة اللمس للنجاح الحقيقي، وأن تتجاوز ألاعيب السحرة والشعوذة وخدع السيرك التي تبهر الأطفال وأصحاب العقول المستريحة التي اعتادت على مقولات الثقة البلهاء وحسن الظن الذي أودى بالأمة وأجيالها خلال العقود المنصرفة.

آن الأوان لصناعة ثقافة مجتمعية جديدة ترتكز على أسس علميّة، تجعل جموع الشباب قادرة على التقويم وقادرة على المراقبة وقادرة على المحاسبة، وقادرة على الاختيار الصحيح القائم على حسن الانتقاء وعلى المعرفة الدقيقة بين الرجال، وتمتلك الجرأة في الحديث عن الانجازات، في ظل الإحاطة بالأهداف والغايات المرسومة والقابلة للقياس.

الهزائم المتكررة يجب ألا تشيع الإحباط واليأس ولا تؤدي الى ثقافة الانسحاب والعزلة من جانب، ويجب ألا يتم السكوت على الأخطاء وتقبّل الهزيمة دون دراسة أو تقويم ودون القدرة على تحميل المسؤولية لكل أصحاب المواقع والقرار وفقاً لأسس إدارية صحيحة، بعيداً عن إلحاق الظلم و عن سياسة تصفية الحسابات من جانب آخر.

إن تقدم العلم وزيادة منسوب التحصيل العلمي لدى الأجيال في هذه الأيام يجب أن ينعكس إيجاباً على حسن التخطيط، وحسن التنفيذ وحسن التقويم والمتابعة، من أجل إحداث قفزة هائلة في عالم التطوير، من أجل وقف المعارك الوهمية ووقف عمليات حصد العقير وقبض الريح وطحن الماء .
(الدستور)





  • 1 صديق 03-01-2014 | 03:38 AM

    لقد أسمعت لو ناديت حيا ، الكلام الصريح لا يفهمه الإخوان فما بالك بالمعاريض

  • 2 مواطن عادي 03-01-2014 | 05:11 PM

    مين مزعله ؟

  • 3 زمزوم ابن مازوم 03-01-2014 | 09:24 PM

    إن تقدم العلم وزيادة منسوب التحصيل العلمي لدى الأجيال في هذه الأيام يجب أن ينعكس إيجاباً على حسن التخطيط، وحسن التنفيذ وحسن التقويم والمتابعة، من أجل إحداث قفزة هائلة في عالم تطوير الزمممممممممممممممممزمة.


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :