facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ما هو أهم من الغش في التوجيهي


ياسر ابوهلاله
05-01-2014 03:27 AM

مر الخبر الذي نشرته "الغد" عن انتحار طفل في الثامنة من عمره في الرصيفة، مرور الكرام، مع أن خبرا كهذا أهم من خبر انتحار البوعزيزي الذي أشعل ثورات الربيع العربي. كنت أتوقع أن تقدِم المدارس على إقامة صلاة الغائب على روح الطفل الموؤود الذي شعر أن اختناقه بالحزام في خزانة الملابس أرحم من اختناقه في المدرسة التي جعلته مثارا للسخرية بسبب تشويه في إحدى يديه.

توقعت أن يقوم وزير التربية بزيارة للمدرسة ليعرف من خلال مأساته بعضا من أحوال التعليم الأساسي في المدارس العامة.

توقعت أن تقدم مدرسة على زيارة قبره ووضع الأكاليل عليه، أن تطلق حملة باسمه .. لكن هذا الطفل لا يهم أحدا.

بحسب الخبر، امتنع الطفل عن الذهاب إلى المدرسة ابتداء، ثم أقدم على خطوة لا يجرؤ الكبار عليها، ولا نعلم كيف تعاملت الأسرة مع حالته، وهل حاولت مع المدرسة في سبيل حل المشكلة؟! لكن المسؤولية بالدرجة الأولى على النظام التعليمي الذي من المفترض أن يعلم الأسرة، وخصوصا إن كانت متواضعة ماديا وتعليميا، كيف تتعامل مع حالة بسيطة كهذه الحالة.

هذا مجتمع وحوش لا مجتمع طلاب ومعلمين، وعندما يكبرون بالتأكيد سيتفننون في أساليب الغش وسيبدعون في المشاجرات الجامعية. من أهم السمات التي تضعها منظمة البكالوريا الدولية، وهي واحدة من أعرق المؤسسات العالمية وأهمها، أن يكون الطالب عطوفا، ليس على زميله فقط، وإنما على الحيوانات والأشجار والبيئة. في ثقافتنا إرث ثري ديني وحضاري يحرم الهمز واللمز والسخرية.

ويعلي من قيمة الضعفاء. وفي التجربة المعاصرة يكفي أن لدينا شخصية مثل الشيخ أحمد ياسين المشلول رباعيا والذي يشكل واحدا من أيقونات النضال الفلسطيني. ذلك كله لا يعرفه الطلاب ولا المدرسون.

هذه القيم لا مساومة عليها، وهي أساس تقدم المجتمعات. في الغرب يقيسون التقدم بمدى النجاح في التعامل مع الفئات الأضعف، سواء كانوا سجناء أم ذوي احتياجات خاصة أم نساء أم أطفالا.. والنازية هزمت واعتبرت عارا على البشرية لأنها اعتبرت الضعف والخصوصية والاستثناء عيوبا، تعالج بالإبادة.

لا يهم امتحان الثانوية العامة كثيرا، فحتى في بريطانيا، يتخرج طلبة من الدكتوراه بالغش، لي صديق انتقل إلى رحمة الله، كان من وسائل كسب العيش لديه، وهو يدرس في بريطانيا، كتابة رسائل الدكتوراه للطلاب العرب، ومنهم أردنيون بمقابل مادي. ليس مهما الشهادة ولا المعدل، المهم هو القيم التي يخرج بها الطالب من التعليم الأساسي أولا، ثم من الثانوي والجامعة، هذه القيم هي التي أوصلت الإنسان إلى سطح القمر.

في محرك البحث جوجل عندما أَدخلت كلمتي "الرصيفة، طفل" خرجت بنتائج مرعبة. تلك المحافظة تشكل واحدا من مراكز الثقل السكاني، فإن كان هذا حال أطفالها فكيف سيكونون في المستقبل؟ هل سيكون الحل هو إرسال الدرك؟ من ينتحر لا يخشى شيئا، والموت عنده أفضل من الحياة. رحم الله طفل الرصيفة، فظِل عرشه أرحب من ضيق غرفة صفية ظالمة، ومجتمع ظالم.

(الغد)





  • 1 سهى طوقان 05-01-2014 | 03:52 AM

    إزا مو عاجبهم يهاجروا

  • 2 ..... 05-01-2014 | 05:36 AM

    مبروك عليك هيك أصدقاء

  • 3 مجدي البدارين - كندا 05-01-2014 | 08:47 AM

    صدقت ،جزاك الله خيرا اخي ابو علي.

  • 4 خالد 05-01-2014 | 09:25 AM

    أحسنت يا إبن المربي الفاضل ... رحمة الله عليه ..
    احسنت يا ياسر احسنت .. فالولد سر ابيه , فأباك
    رحمه الله كان من الناس المخلصين لكل من حوله ..
    رحمك الله يا أبا عمار ... وبارك الله في ابناءك جميعا
    فمن خلف ما مات يا ياسر ....

  • 5 ثقافة الاستهزاء 05-01-2014 | 10:01 AM

    أنهم الأهل وليس المعلمين الذين يتعلم منهم الأطفال الاستهزاء من لون بشرة الطفل والأطفال ذوي الإعاقات والتشوهات

  • 6 جمال الحجاج / تربية الطفيلة 05-01-2014 | 10:10 AM

    ابدعت اخي ياسر فان المنظومةالاخلاقية لم تنهار فقط بل تلاشت ومن الطبيعي اننا افتقدنا المصباح فتارة نتعثر بحجر واخرى بشجرة وثالثه نقع بحفره ويا لها من كارثه الخللل ليس في الطالب ولكنني أوكد بان الخلل مشترك بين معلم ومجتمع الاول لم تمثل له كلمة التربيه نمطا يتعامل معه لانه الاساس ولكنه يركز على كلمةالتعليم وليتها تنضج فكلنا نجمع بان هناك تراجع واضح في مخرجات التعليم لم يتعرف المعلم على المراحل النمائية للطالب ولا حاجاته وانه انسان لديه مخزون من الامل والالم والفرح والابداع ومجتمع متناقذ. وسلمت

  • 7 الغش أصبح قدوتنا 05-01-2014 | 10:45 AM

    الغش أصبح من ثقافة مجتمعنا و من أولوياته القصوى و يحدد مكانته و مركزه فى المجتمع. فكلما كنت فاسدا, ارتفع قدرك فى المجتمع بشرط أن تبتعد عن التعرض للنساء و الأعراض علنا و أن تتظاهر بالتقوى فى بعض الأماكن

  • 8 معلم 05-01-2014 | 11:08 AM

    بل يهم امتحان التوجيهي فرجاء لا تدعو للغش قل خير او اصمت

  • 9 السعودية /الكرك 05-01-2014 | 11:56 AM

    اعجبني المقال .لكن للعلم الرصيفة ليست محافظة.

  • 10 مواطن 05-01-2014 | 01:31 PM

    بسم الله الرحمن الرحيم
    في مجتمعنا القوي بصعوبة يحصل على حقوقه فكيف بالضفاء.

  • 11 ماجد 05-01-2014 | 04:56 PM

    كله كلام في الغش لغاية الان في محافظة الطفيله وخاصة المدرسة المهنيه وكذلك مدرسة التميز .اين قسم المراقبيين واين التشديد اصبحت امتحانات التوجيهي مسخرة من خلال الغش.

  • 12 مواطن 05-01-2014 | 05:33 PM

    التربية فقدت مبرر وجودها فهي لم تعد صاحبة رسالة والغش اصبح حق مكتسب للجميع تعلموه الطلبة منذ نعومة اظافرهم والوزارة تعلم ذلك وما نسمعه من كلام هو تنظير فقظ

  • 13 خلقي جواد 05-01-2014 | 07:49 PM

    الى رقم 2 الصمت ابلغ

  • 14 نص نص 05-01-2014 | 10:09 PM

    استاذ ياسر،
    عادة" لا احب كلامك في السياسة و معظم الاحيان اخالفك الرأي، لكن مقالك هذا رائع. شكرا"
    "هذا مجتمع ......لا مجتمع طلاب ومعلمين"

  • 15 د.محمد روابده 05-01-2014 | 11:44 PM

    احزنني ما أقرا عن احوال مجتمعنا بعامة وبعض اسره او مجاميعه خاصة، لكن الظاهر ان الناس مشغولة بالمحروقات ولقمة العيش وهذا احد اسباب القسوة في مجتمعنا، ناهيك عن توجيه التلفزيون الاردني لا الاجنبي الذي يشبع المواطن عنتريات وعن وطن الود والسؤدد واذا به يفجع بما يجري ‘ فالناس في غياتهم ورحى الاصابع تطحن. ان مجتمعنا كما ارى متفلت من قيمه، وضغط الحياة اجبر الكثيرين على الهجرة المؤقتة او الدائمة،ويقاس نجاح الجامعات بما تتركه من اثر في التفكير مما ينعكس عن تغير ايجابي في السلوك، وهذا لا المسه من خريجي ج

  • 16 ابو ناصر 06-01-2014 | 03:04 AM

    .....لان المعلمين مش ناقصهم .....لايعرفون ما يحدث في الميدان .انت وامثالك ابعد ماتكونون عن فلسفة التربيه والتعليم. شوف لك موضوع اخر احكي فيه احسنلك.

  • 17 ابو ناصر 06-01-2014 | 03:59 AM

    يا ليت يا اخ ياسر تبعد عن موضوع التربيه والتعليم.لان المعلمين مش ناقصهم منظرين لايعرفون ما يحدث في الميدان .انت وامثالك ابعد ماتكونون عن فلسفة التربيه والتعليم. شوف لك موضوع اخر احكي فيه احسنلك.


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :